IMLebanon

رأس الخيمة «نجحت» في اجتذاب الروس… والبقية تأتي

Joumhouriya-Leb
أنطوان فرح
في مؤشر الى الاهمية التي توليها سلطات رأس الخيمة للحدث، حَرِص ولي عهد الامارة الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي على رعاية وحضور افتتاح القمّة التي تنظمها شركة الطيران العربية للسنة الرابعة على التوالي.

وبصرف النظر عن تفاصيل أعمال المؤتمر، الذي شهد حلقاتِ نقاشٍ وعمل، كان من الواضح انّ العنوان الرئيس للحدث يتمثل في بدء تسليط الضوء على إمارة رأس الخيمة كوجهةٍ سياحية ضمن دولة الامارات العربية المتحدة.

ويبدو أنّ تجربة دبي وابوظبي، شجّعت السلطات في هذه الإمارة على خوض تجربة جذب السياح. ولهذه الغاية استعانت الإمارة بالخبرات الاجنبية، فقامت بتأسيس «هيئة تنمية السياحة»، وسلمت الرئاسة التنفيذية فيها الى ستيفن رايس، منذ حوالى ثلاث سنوات.

وهو كان أحد المتحدثين في احدى جلسات المؤتمر، وقد اشار الى نموّ في السياحة في الامارة بلغت نسبته حوالى 72% في عام واحد منذ آب 2013 حتى آب 2014. لكنّ هذه النسبة لا تعطي فكرة واضحة عن النموّ السياحي على اعتبار انّ نسب النموّ في بدايات مشاريع التنمية السياحية قد تكون كبيرة، إذ إنها تنطلق من ارقام متدنّية.

في حين أنّ النسب تصبح ذات قيمة حقيقية عندما تبلغ سقفاً محدّداً. لكنّ النتائج على الأرض بالعين المجرّدة تبدو معقولة حالياً. ومن الملفت انّ الإمارة استطاعت في هذه المرحلة اجتذابَ نسبٍ كبيرة من السياح الروس. وهم يملأون فنادق الإمارة، الى حدّ انّ محطات التلفزة المتوفرة في غرف الفنادق، القسم الاكبر منها يركّز على المحطات الروسية.

كذلك تستخدم إدارات الفنادق اللغة الروسية في كتابة التوجيهات والكتيّبات كلغة ثانية أساسية بعد العربية. وهكذا تبدو رأس الخيمة اليوم وكأنها تتعرّض لغزو سياحي روسي. وهي بطبيعة الحال تحتاج الى جهود إضافية في المستقبل لتنويع الإقبال السياحي الأوروبي وسواه.

مقوّمات السياحة

أما بالنسبة الى المرتكزات التي تعتمد عليها الإمارة في عملية الجذب السياحي فيمكن اختصارها بالنقاط التالية:

أولاً- مناخ الاستقرار السياسي والثبات الأمني، وهي ميزة مُعمّمة في دولة الامارات العربية المتحدة. وقد اكتسبت أهمية اضافية بعد الثورات في البلدان العربية، إذ تحوّلت الى ميزة تفاضلية غير متوفرة في غالبية دول المنطقة.

ثانياً- شواطئ بحرية يمكن الإفادة منها لفترات طويلة تصل في حدٍّ أدنى الى عشرة أشهر من أصل 12 شهراً سنوياً.

ثالثاً- الإفادة من سياحة الأعمال، وسياحة التسوّق والاستجمام القائمة في ابوظبي ودبي، ويمكن أن تستفيد من قسم منها رأس الخيمة، اذا هي جهّزت نفسها كما ينبغي لجذب الزوار.

رابعاً- موقع جغرافي قريب من مطار الشارقة.

خامساً- تراجع دور مصر السياحي خصوصاً منطقة شرم الشيخ التي تقوم على مبدأ الشمس والبحر، وهي المقوّمات التي تتوفر في رأس الخيمة، ولا سيّما للشريحة الاوروبية التي تبحث عن هذا النوع من السياحة الاستجمامية.

سادساً- تأمين مناخٍ من الحرّيات الاجتماعية التي تتيح للسياح جميعاً التمتّعَ بحريتهم الشخصية سواء على مستوى اللباس او السهر والشرب، وممارسة نمط حياتهم كما اعتادوا عليه في بلدانهم.

هذه المقوّمات هي التي تدفع إمارة رأس الخيمة الى التفاؤل بنجاح خططها للانضمام الى الخريطة السياحية واللحاق برِكاب أبو ظبي ودبي.
وتشهد الإمارة حالياً فورةَ إعمارِ فنادق ومنتجعاتٍ سياحية جديدة، بالتزامن مع استمرار الجهود لجذب المزيد من السياح في المستقبل.

هذه الطموحات هي التي استدعت اختيارَ رأس الخيمة مكاناً لانعقادِ قمّة الطيران والإعلام. وقد تحدّث في قمة العرب للطيران والإعلام كلّ من عبد الوهاب التفاحة الامين العام للاتحاد العربي للنقل الجوّي، عادل علي الرئيس التنفيذي للعربية للطيران، فؤاد العطار المديرالعام لمنطقة الشرق الأوسط في إيرباص، وستيفن رايس الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية السياحة في رأس الخيمة.

وفيما تطرّق تفاحة الى بعض الأرقام والتوقعات المتعلّقة بتطوّر حركة الطيران في المنطقة العربية في المستقبل، فإنّ علي تحدّث عن «العلاقة العضوية بين الطيران والسياحة والاعلام»، وركز في كلمته على «أهمية الطيران الاقتصادي الذي بدّل في مفهوم السفر».

علي شدّد أيضاً على «نجاح هذه التجربة حول العالم»، الى حدِّ انّ إحدى شركات الطيران الاقتصادي الاوروبية، وصلت الى رقم 19 مليونَ مسافرٍ سنوياً، كذلك تناول «أهمية الطيران في السياحة»، الى حدّ انّ شركات الطيران، ومنها «العربية» تبتدع خطوط طيرانٍ سياحي الى أسواق لم تكن موجودة على خريطة السياحة.

أما العطار، فقال إنّ لدى شركة ايرباص بعض الارقام المختلفة عن الارقام التي تمّ تداولها، موضحاً «نحن نتوقّع نمواً بنسبة 7.1% في حركة الطيران في منطقة الشرق الاوسط»، وهي نسبة مرتفعة قياساً بتطوّر الطيران في العالم.

من جهته، ركّز رايس، على موضوع «تنمية السياحة في رأس الخيمة». وكشف عن «نموّ سياحي نسبته 72% في عام واحد». وقال إنّ الإمارة تبني الفنادق حالياً، وسوف يزيد عدد الفنادق بنسبة 55% في عام واحد. وأكّد أنّ «الهيئة تعمل على خلق العلامة التجارية لإمارة رأس الخيمة، لكنها تتمهّل لأنها لا تريد أن تطلقها قبل التأكد من أنها العلامة المطلوبة».