طوني رزق
نشر صندوق النقد الدولي احدث التوقعات الاقتصادية العالمية لهذا العام اي للفصل الرابع من العام الجاري. اما الصورة الاجمالية لهذه التوقعات فلم تكن جميلة ابدا. الاقتصاد العالمي ما برح يتراجع للعام الرابع على التوالي. وتدرجت توقعات الصندوق للنمو لهذا العام من 3,7 في المئة في كانون الثاني 2014 الى 3,6 في المئة في نيسان ثم الى 3,4 في المئة في تموز، لتنخفض في تشرين الاول الجاري الى 3,3 في المئة.
واذا ما تابع الاقتصاد العالمي تراجعه فان العام 2014 سوف يكون اسوأ من العام 2013 غير ان توقعات الصندوق للنمو في العام 2015 ما زالت عند 3,8 في المئة حتى الان. وفي تفاصيل التوقعات الاخيرة فان كل من اليابان واوروبا سوف يسجل تراجعا في النمو الاقتصادي هذا العام مقارنة مع التوقعات السابقة، كما يتوقع ان يستمر التراجع في العام 2015 ايضا.
كذلك الامر بالنسبة الى الاسواق الناشئة التي يتوقع ان تنمو فقط 4,40 في المئة في العام 2014 اي افضل بـ 2,6 في المئة من الدول الغنية. ومن بين الاسوأ اداء تبقى البرازيل مع توقعات انخفاضية لينمو اقتصادها هذا العام فقط 0,3 في المئة.
ويعتبر التباطؤ الاقتصادي الذي بدأ منذ العام 2010 الاسوأ خلال الاربعين عاما الماضية وفشلت الدول والحكومات التي اجتمعت مرارا في لجم التراجع الاقتصادي المذكور وما زال المسؤولون الاميركيون الذين سوف يجتمعون في اجتماع الخريف مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي يأملون بأن تؤدي التوقعات السلبية التي تضمنها تقرير صندوق النقد الى صدمة في اوساط صانعي السياسات المالية في مختلف انحاء العالم تقودهم الى العمل الجدي والجريء لدعم النمو الاقتصادي، غير ان صانعي السياسات المالية ما زالوا بعيدين جدا من القيام بالخطوات المطلوبة والكافية على ما يبدو.
السوق اللبنانية
كان من البديهي، في ظل الاجواء العامة الراهنة، ان تستقر اسعار تبادّل الدولار الاميركي ازاء العملة الوطنية على اعلى المستويات اي على 1514 ليرة في التداولات المصرفية.
اما في بورصة بيروت الرسمية للاسهم فسجل امس تبادل 515595 سهما بقيمة اجمالية 3,43 مليون دولار اميركي. وسجّل تبادّل 32 عملية بيع وشراء داخل ردهة البورصة تناولت ستة اسهم مختلفة: ارتفع منها سهمان وتراجعت 4 اسهم. فقد تراجع سعر اسهم سوليدير الفئة (أ) امس بنسبة 2,21 في المئة الى 11,93 دولارا والفئة (ب) بنسبة 1,15 في المئة الى 11,98 دولارا.
وانخفضت اسعار اسهم بنك عودة فئة (GDR) بنسبة 2,43 في المئة الى 6 دولارات وتراجعت اسهم بنك بيمو 1,14 في المئة الى 1,73 دولار، وزادت اسهم بنك بيروت الفئة (H) بنسبة 0,38 في المئة الى 25,85 دولارا. كما زادت اسهم بنك بيبلوس فئة العام (2008) بنسبة 0,29 في المئة الى 101 دولار. وفي ختام التداولات تراجعت القيمة السوقية للبورصة اللبنانية 0,48 في المئة الى 11,060 مليار دولار.
اسواق الصرف العالمية
كان اليورو منخفضا امس بعد الظهر بنسبة 0,19 في المئة الى 1,2645 دولارا. كذلك تراجع الجنيه الاسترليني بنسبة 0,17 في المئة الى 1,6068 دولارا. جاء ذلك مع تقارير جديدة تؤكد ضعف الاقتصاد الاوروبي في العام 2014. كذلك تراجع الدولار الاسترالي بنسبة 0,52 في المئة الى 0,8718 دولار.
وزاد الدولار بنسبة 0,27 في المئة الى 108,32 ين ونسبة 0,27 في المئة الى 0,9594 فرنك سويسري. وجاءت قوة الدولار الاميركي امس مع ترقب الاسواق لمحاضر اجتماعات الاحتياطي الفدرالي الاميركي، هذه المحاضر التي قد تلقي الضوء على توقيت رفع اسعار الفائدة الاميركية.
وبذلك يكون الدولار الاميركي قد وضع حدا لتراجعه الذي استمر طوال اليومين السابقين. وبقي الين ضعيفا عموما مع استمرار ضعف النمو الاقتصادي في اليابان رغم تلقيه بعض الدعم من تقرير صندوق النقد الدولي الذي حدد دوره كملاذ آمن.
الاسهم العالمية
تراجعت مختلف البورصات العالمية الكبرى امس في القارات الثلاث متأثرة بتقرير صندوق النقد الدولي من ضعف النمو الاقتصادي العالمي للسنة الرابعة على التوالي. وفي بورصة وول ستريت الاميركية، تراجع مؤشر داو جونز بنسبة 1,60 في المئة الى 16719,39 نقطة. كما تراجع مؤشر ستاندرد اند بورز بنسبة 1,51 في المئة الى 1935,10 نقطة. وهبط مؤشر ناسداك المجمع بنسبة 1,56 في المئة الى 4385,20 نقطة.
في اوروبا، تراجع مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 0,15 في المئة الى 6486,02 نقطة، وهبط مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 0.33 في المئة الى 4195,05 نقطة. كذلك تراجع مؤشر داكس الالماني بنسبة 0,47 في المئة الى 9043,95 نقطة. وبذلك تكون الاسهم الاوروبية تابعت تراجعها الى أدنى مستوى لها في سبعة اسابيع.
في بورصة طوكيو، تراجع مؤشر نيكي بنسبة 1,19 في المئة الى 15595,98 نقطة، وهبط مؤشر هانغ سنغ في بورصة هونغ كونغ بنسبة 0,68 في المئة الى 23263,33 نقطة. اما مؤشر شانغهاي للاسهم في الصين فزاد امس بنسبة 0,80 في المئة الى 2382,79 نقطة.
الذهب
ارتفع الذهب امس في تداولات بعد الظهر بنسبة 0,38 في المئة الى 1217 دولارا للاونصة. كما زادت الفضة بنسبة 0.55 في المئة الى 17,34 دولارا للاونصة. وتلقت المعادن الثمينة دعما امس من التقرير السلبي لصندوق النقد الدولي عن النمو الاقتصادي العالمي في 2014 عموما، وفي الفصل الرابع تحديدا.
كما تأثر الذهب ايجابا بالوضع الاقتصادي الضعيف في اوروبا بما أدّى الى تحسّن الاقبال على الذهب كملاذ آمن. غير ان المستثمرين ظلوا امس يترقبون محضر اجتماعات الاحتياطي الفدرالي الاميركي لاتخاذ القرارات الاكثر اهمية.
النفط
تابعت اسعار النفط الاميركي تراجعها القوي امس ايضا لتتراجع بنسبة 0,83 في المئة في نيويورك الى 88,11 دولارا للبرميل ولينخفض سعر مزيج برنت الخام في اوروبا بنسبة 0,80 في المئة الى 91,37 دولارا للبرميل. ويأتي ذلك مع استمرار ضعف الطلب الاستهلاكي على النفط من جهة وزيادة المعروض النفطي العالمي من جهة اخرى.