IMLebanon

التعويل على المدن الاقتصادية لتوظيف الشباب السعودي

saudi-new
ياسر باعامر

استحوذت برامج التوظيف والقضاء على البطالة على جلسات اليوم الثاني لمنتدى جدة للموارد البشرية 2014، وقد ذكر مسؤول سعودي أن المدن الاقتصادية ستقوم بتوفير ما يقارب ثلاثين ألف وظيفة بحلول عام 2020.
وأشار وشيم خاشقجي -نائب الأمين العام للعمليات بهيئة المدن الاقتصادية- إلى أن الاستثمارات في المدن الاقتصادية ستساهم في التخفيف من حجم العمالة الوافدة في السعودية، وبأنها ستكون الخيار المقبل لخلق وظائف للشباب السعودي.

وكان موضوع “التسرب الوظيفي” من الإشكالات التي بحثت بعمق في جلسات المنتدى، باعتبارها أبرز العقبات التي تواجه وزارة العمل في مسألة توطين الوظائف.

وأرجع منصور المنصور -نائب المدير العام لدعم التوظيف بصندوق تنمية الموارد البشرية (حكومي)- مسألة تسرب السعوديين من وظائف القطاع الخاص إلى عوامل، منها عدم توفر مسار وظيفي محدد، وانخفاض الدخل المادي، بالإضافة إلى قلة الحوافز، ورغبة الشباب في الوظائف الحكومية.

التسرب
وفي الوقت الذي حمل فيه عدد من المتحدثين وزارة العمل مسؤولية هذا التسرب بسبب قراراتها الخاصة بالقطاع الخاص، استعرض المنصور برنامج الدعم الإضافي للأجور، الذي يعد أحد البرامج المدعومة من صندوق تنمية الموارد البشرية بالتنسيق مع وزارة العمل لدعم توطين الوظائف في القطاع الخاص.

ويهدف البرنامج إلى تحفيز المنشآت على التوطين، وتمكين طالبي العمل السعوديين من الالتحاق بأعمالهم.
واللافت في النقاش المحتد بين خبراء المنتدى اليوم أن الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة كانوا أكثر التزاماً من حيث التمسك بالوظيفة من الأصحاء، وهو ما فصله خالد سندي، المدير العام لمبادرة شبكة قادرون لتوظيف ذوي الإعاقة التي انطلقت في مارس/آذار الماضي.

وقال سندي إن 24% فقط من الشركات (التي توظف عشرة موظفين أو أكثر) -وفقاً لبيانات وزارة العمل- هي من قامت بتوظيف ذوي الإعاقة، وذلك لسببين هما الانضباط والإنتاجية التي يتحلون بها، وأضاف أن أهم ميزة لدى هذه الفئة هي البقاء لفترة أطول في الوظائف من الأشخاص العاديين.

وتقدم المنتدى بحزمة من المقترحات ترتبط بتوظيف ذوي الإعاقة في القطاع الخاص، ويقدر عددهم بثلاثة ملايين ويشكلون 15% من مجموع السكان، وأبرزها تغيير ثقافة الشركات تجاه توظيفهم، وتطوير سياسات الموارد البشرية بما يتناسب وإعاقاتهم، إضافة إلى استحداث برامج تدريبية خاصة بهم ترفع من مهاراتهم وتأهيلهم لسوق العمل.

المرأة
وناقشت إحدى الجلسات الرئيسة للمنتدى موضوع المرأة العاملة وسبل تنظيم عملها، وكشفت الأرقام المقدمة وجود عقبات في التأطير تواجه تقدم المرأة السعودية للعمل في القطاع الخاص، وخاصة أن 58% من مسؤولي القطاع يخططون لاستحداث وظائف للنساء.

ومن أهم العقبات التي تعوق تقدم المرأة في القطاع الخاص رفض أولياء الأمور لبيئة عملهن، ونظرة المجتمع القاصرة لعملهن، إضافة إلى المضايقات التي يتعرضن لها في مكان العمل، فضلا عن ساعات عمل في قطاع التجزئة أدت إلى تسرب 50% من الملتحقات بهذا المجال.

ومن التحديات التي عرضت على منصة المتحدثين في منتدى جدة للموارد البشرية بشأن المرأة عدم توافق مُخرجات التعليم مع متطلبات السوق، وقلة تأهيلها المهني وكانت المواصلات أهم التحديات، فـ60% منهن يعتمدن على مواصلات خاصة، مما يعني أن ما بين 20% و30% من دخلهن الشهري يصرف على التنقل.

ولدعم توظيف المرأة، قدمت في المنتدى توصيات منها دعم المشاريع المتخصصة في التدريب المهني، وزيادة توعية المجتمع بأهمية عملها، وسن قوانين للحد من الاعتداءات غير الأخلاقية التي تطالها، وتشجيع الاستقرار الوظيفي والتوعية بحقوق وواجبات العمل، وتوفير مراكز الرعاية النهارية لأطفالهن، والمساهمة في توفير وسائل المواصلات.