IMLebanon

شقير من برشلونة: همّنا تثبيت وجود لبنان دولياً ورهاننا على الشراكة وإعمار سوريا

MohammadChouckair

الفونس ديب

بعد باريس وموسكو محطة القطاع الخاص اللبناني كانت هذه المرة في برشلونة، حيث شارك في اجتماعات «أسبوع القادة المتوسطيين« و«منتدى السياحة المتوسطي«، ما يعيد الأمل الى النفوس، بأن لبنان الذي يعاني داخلياً ويتراجع اقتصادياً وعلى كل المستويات، يبقى في أولويات الدول القريبة والبعيدة ومحط أنظار ومتابعة من قبل الجميع.

فعلى مدى يومين من المناقشات التي خصصت لتنمية التعاون الاقتصادي بين دول المتوسط، نال لبنان الحصة الكبرى منها، وساعد في ذلك ترؤس رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير هذه الاجتماعات كونه رئيساً لاتحاد غرف المتوسط (أسكامي)، الجهة المنظمة للاجتماعات، ووجود وفد كبير من القيادات والفاعليات الاقتصادية اللبنانية، الذي عمل بفعالية مع الوفود الاقتصادية المتوسطية المشاركة لفتح قنوات من التعاون.

وإذا تميز اليوم الأول من الاجتماعات «أسبوع القادة المتوسطيين»، بحضور قوي للبنان، من خلال معظم الكلمات التي ألقتها الوفود المشاركة (ثلاث كلمات) الا أن منتدى السياحة المتوسطي الذي عقد في اليوم الثاني، خصص هذا العام استثنائياً للبنان، وحاول الوفد اللبناني رسم صورة سياحية عامة عن بلده، حيث تناولت القيادات المعنية بالقطاع معظم النشاطات السياحية في لبنان: من الطبيعة الى المناخ الى السياحة الصيفية والشتوية والصحية والتراثية والدينية والريفية، والمطبخ اللبناني، والمهرجانات، والمدن اللبنانية، الامر الذي نال اعجاب جميع الوفود المشاركة وأعطى صورة ايجابية ومشرقة عن بلد الارز.

وصحيح ان نتائج هذه الاجتماعات لن تكون فورية أو بالمدى المنظور على لبنان، كما يقول شقير، إلا أنه أكد في الوقت نفسه، أن القطاع الخاص اللبناني سيتابع عمله ولن يهدأ لفتح فرص جديدة أمام اللبنانيين في الخارج، معتبراً ان من «شأن مشاركتنا في هذه الاجتماعات والاجتماعات المماثلة، تثبيت وجود لبنان على الخارطة الدولية، كي لا تنسانا دول العالم، في ظل غياب شبة مطبق للعمل الرسمي في الخارج»، لافتاً الى زيارات كثيرة في العام 2015 الى كوريا ودبي وقطر والسعودية وغيرها.

وفي طريق العودة الى لبنان، تحدث شقير الى «المستقبل» فقال «في برشلونة كان هناك الاسبوع الاقتصادي المتوسطي الذي افتتحته، وكذلك المنتدى السياحة المتوسطي الذي خصص للبنان، وكان لدينا 3 مراكز متوسطية للبنانيين، أنا كرئيس اتحاد غرف المتوسط، وجاك الصراف رئيس اتحاد رجال أعمال المتوسط، وشارل عربيد رئيس اتحاد جمعيات الفرانشياز في المتوسط، وهذا يظهر مدى أهمية القطاع الخاص اللبناني والإنسان اللبناني، حيث ما زال العالم يؤمن به وبصدقيته«. وقال «نحن في برشلونة وضعنا علم لبنان. لكن هل بإمكاننا القول أن السياح سيأتون فوراً؟ أكيد لا، لكن نحن نقول إننا موجودون ومستمرون ولبنان لا يموت. ومهما حاول أعداء الوطن إيقافنا فنحن سنستمر«. أضاف «اليوم من موقعي على رأس «اسكامي« استطعت خلال سنتين تأمين 82 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي لدعم مشاريع في كل دول المتوسط وكان للبنان حصة كبيرة، ولأول مرة في التاريخ لم أقبل أن يكون الخبراء المشرفون على هذه المشاريع التي تُنفذ في لبنان إلا لبنانيين، خصوصاً أن الاتحاد الاوروبي كان يشترط ان يكون الخبراء أجانب في المساعدات الى يقدمها الى لبنان«.

وعن تطرق المنتدى الى المساعدات الأوروبية الكبيرة الى دول المغرب العربي، فيما لبنان لم يحصل إلا على القليل، سأل شقير «لبنان الرسمي ماذا يفعل؟ وهل هو موجود على الساحة الدولية؟ فمنذ سنوات هناك اكثر من 750 مليون يورو مساعدات من الاتحاد الاوروبي الى لبنان، واستخدامها يتطلب تشريعها في مجلس النواب، وهذا الامر لم يحصل. فكيف سيقدم الاتحاد الاوروبي مساعدات جديدة لنا؟. كذلك هناك هبة من البنك الاسلامي بقيمة 35 مليون دولار مخصصة لمسلخ بيروت، ماذا حصل فيها؟».

وعن جدوى الزيارات الثلاث الاخيرة التي قام بها القطاع الخاص الى باريس وموسكو والآن برشلونة، قال شقير «ان القطاع الخاص لا يمكن ان يبقى مكتوف الايدي، فصحيح ان النتائج بالنسبة للبنان لن تكون فورية، لكننا نثبت وجودنا على الساحة الدولية، ونفتح آفاقاً مستقبلية للبنان، ونهيأ انفسنا لمرحلة مقبلة على لبنان«. واضاف «رغم كل المصاعب التي نمر فيها والمشاكل، الا ان الاوضاع ستستقر في المستقبل، وسنكون امام ثلاث مشاريع كبرى ستنقل اقتصاد لبنان من مكان الى آخر، وهذه المشاريع هي:

أولاً: اقرار قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، الذي سيتيح صرف مليارات الدولارات على البنية التحتية، وهذا من شأنه تحريك العجلة الاقتصادية.

ثانياً: اصدار مراسيم استخراج النفط والغاز، التي ستفتح المجال للشركات العالمية الى التقدم للمشاركة فيها، والى حين استخراج النفط والغاز سيتم إنفاق بين الـ5 والـ7 مليارت دولار، وهذا الإنفاق سيكون له مردود اقتصادي كبير على البلد.

ثالثا: إعادة اعمار سوريا، وبرأيي ستتم عن طريق لبنان، وهذا موضوع كبير جداً. ونحن نعمل على اقامة شراكات عمل مع شركات دولية في هذا الاطار».

وأشار الى انه طلب من رئيس كتالونيا خلال لقائه به، تشكيل وفد من رجال الاعمال الكتالونيين الى لبنان لبحث هذا الموضوع، وكذلك اثرت الموضوع في اجتماعات «MEDEF« في باريس، وكذلك الامر مع الروس.

ولفت شقير الى هجمة استثمارية من الدول الاوروبية نحو المغرب بسبب التسهيلات التي يوفرها للمستثمرين، فالمستثمر يطلب قانوناً حديثاً لتشجيع الاستثمار وحوافز وتسهيلات وأهم من ذلك وجود استقرار وحماية لمشاريعه. وهذا ما يحصل في المغرب«. وقال «ناشدنا بعد زيارتنا الى هذا البلد الاستفادة من تجربته لتفعيل المنطقة الاقتصادية الحرة في طرابلس، لكن للأسف لم يحصل اي شيء ولا زال الخلاف حول تسمية مجلس ادارة هذه المنطقة ورئيسها». وأضاف «للأسف نحن كيفما ندور نرى ان امورنا متعثرة بالسياسة«.

وعن طرح وزير السياحة خلال منتدى السياحة ضرورة تبني طريق الفينيقيين، اكد شقير انه يدعم بقوة هذا الطرح، مشيراً الى انه بحث هذا الموضوع مع الوزير للنظر في كيفية دعمه.

وعن نتائج الاجتماعات التي حصلت على هامش المنتديين قال «عقدنا اجتماعاً مع البنك الاوروبي للاستثمار، لتنفيذ مشروع في غاية الاهمية للبنان، ووعدنا بتنفيذه. وكذلك بحثنا مع الامين العام للاتحاد من اجل المتوسط فتح الله سجلماسي مشاريع عديدة للبنان، لكن المطلوب في هذا الإطار سرعة من قبل الحكومة اللبنانية للتجاوب مع متطلبات تنفيذها«.

وقال «للأسف كلما نشارك في اجتماعات خارجية، نشعر بغصة كبيرة حيال ما يحصل من تقدم وتطور اقتصادي على كافة المستويات في كل دول العالم، فيما لبنان لا يزال يتراجع، رغم وجود الكفاءات والامكانيات، وذلك بسبب الخلافات السياسية، التي وصلت للأسف لتحصل حول «الزبالة».

ودعا شقير «اغلبية اهل السياسة وضع خلافاتهم جانباً والعمل من اجل مصلحة البلد، وأن يحرروا الهبات الموجودة في مجلس النواب، وتوفير الاستقرار السياسي والأمني. وقال «لاول مرة أرى، ان هناك توافقاً خارجياً وداخلياً على المستوى الأمني ونحن سعداء به، وهو امر جيد جداً خصوصاً أن الجميع يدعمون الجيش في مواجهة الإرهاب، لكن نتمنى في الوقت نفسه كما وضعوا ايديهم مع بعض في مواجهة الإرهاب، ان يتفقوا مجدداً من اجل اقتصاد البلد ويأخذوا البلد الى مكان نريده جميعنا».

وسأل شقير «هل المعادلة هي: إما حماية الشعب أو الجوع، ألا يمكن حماية الشعب وإراحة الناس اقتصادياً ومعيشياً. فالجوع كافر وخطر وهو الذي يأتي بالإرهاب والفساد و الجريمة، وفي لبنان هناك فئة بدأت تجوع وبات من الضروري انه كما اتفقوا على محاربة الإرهاب أن يتفقوا على محاربة الجوع«.

وعن مدى خوفه من انهيار الاقتصاد اللبناني، قال شقير «لا اريد ان استخدم كلمة انهيار، خصوصاً اننا عائدون من برشلونة ونفتخر بحالنا وبلبنان وبالقطاع الخاص اللبناني، لكن في الوقت نفسه يجب عدم تحميل القطاع الخاص اكثر مما يتحمل، سائلاً الى متى يستطيع ان يستمر ويتحمل، خصوصاً أن الارقام كلها متراجعة والمؤسسات تعاني؟«.

وعن الزيارات المقبلة للقطاع الخاص، قال شقير «سنستمر اينما وجد مكان مفيد للاقتصاد اللبناني والقطاع الخاص سنذهب، السنة المقبلة سنذهب الى كوريا الجنوبية، وهناك زيارات الى دبي وقطر والسعودية، لكن الآن سنرسل وفداً تجارياً الى روسيا«.

وأضاف «وهنا أريد التنبيه الى أن اللبناني ينجح كفرد وليس كمجموعة، وروسيا تطلب عملاً جماعياً وكمياتها كبيرة ومستقبلنا فيها كبير، لذلك أدعو الجميع الى التعاون كمزارعين وصناعيين وتجار والعمل بقلب واحد لاستثمار هذه الفرصة لأن هذا السوق يتسع للجميع«.