IMLebanon

روسيا تبيع احتياط عملاتها الأجنبية لدعم الروبل

RussiaCentralBank

بعد انهيار قياسي ألمّ بعملتها منذ مطلع الأسبوع الجاري، كثفت روسيا مساعيها أمس لوقف تدهور الروبل فاضطرت الى استخدام احتياطها من العملات الاجنبية وبيعها المليارات منه دعما للعملة وسط اسوأ ازمة اقتصادية يواجهها الرئيس فلاديمير بوتين طوال 15 عاما من الحكم. في وقت قام بوتين بمبادرة غير مباشرة معربا عن استعداده للحوار مع الغرب بشأن أوكرانيا، وإجرائه مشاورات مع زعماء يهود لهم نفوذهم الاقتصادي والمالي في البلاد، إضافة إلى تأكيد رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف أن بلاده تملك الموارد المالية اللازمة لإنهاء الأزمة التي تسبب بها تدهور الروبل التاريخي من دون المساس بأسس اقتصاد السوق.

واعلنت الناطقة باسم وزارة المالية الروسية، سفيتلانا نيكتينا، ان الوزارة تقوم ببيع عملاتها الاجنبية لدعم الروبل. وقالت ان «وزارة المالية تعتبر الروبل اقل من قيمته الحقيقية بكثير، وبدأت في بيع فائض العملات الاجنبية لديها في السوق«.

وصرح نائب وزير المالية اليكسي موسييف «سنفعل ذلك للمدة الضرورية«، بحسب ما نقلت وكالة «انترفاكس« للانباء. وقالت وزارة المالية انها تملك نحو 7 مليارات دولار لدعم الروبل، مؤكدة انها لن تستخدم الاحتياطات الضرورية للغاية.

ويأتي تدخل وزارة المالية بعد ان انفق المصرف المركزي الروسي اكثر من 10 مليارات دولار من احتياط العملة لديه لدعم الروبل منذ بداية الشهر، بعدما اعلن بالامس انه انفق 1,96 مليار دولار الاثنين لحماية الروبل.

وفي هذا الوقت، واصل المصرف المركزي الروسي تطبيق اجراءات بهدف دعم العملة، فاعلن بالامس مجموعة جديدة منها تهدف الى «العمل على استقرار النظام المالي«، وتسهيل الحصول على عملات اجنبية وحماية المصارف من تسجيل خسائر يمكن ان تضعف قوتها المالية. كما جدد التأكيد انه سيعمل مع الحكومة لإعادة رسملة بعض المقرضين في العام 2015.

ونتيجة لبيع جزء من احتياط العملات، سجل الروبل ارتفاعا صباح امس، بعدما بدأ التداولات على انخفاض حاد بواقع 3 في المئة اثر تدهور تاريخي استمر يومين. وبعد تراجع الروبل بـ9,5 في المئة الاثنين و7 في المئة الثلاثاء، جرى التداول به بـ 66,05 روبلاً للدولار مقارنة مع 67,88 مساء اول من امس، و82,20 لليورو مقارنة مع 85,15.

وكتبت صحيفة «فيدوموستي« المتخصصة في الاعمال في افتتاحيتها أمس «هذا وضع خطير للغاية. وبعد ايام قليلة قد يقوم اصحاب الحسابات بعمليات سحب واسعة من المصارف«، محذرة من ان تسود مشاعر «الذعر« في البلاد.

وقال محللو «بنك ألفا« ان «تهدئة الناس ومعالجة اي قضايا يعانيها القطاع المصرفي بشكل استباقي أصبحت امورا غاية في الاهمية، خاصة قبل عطلة نهاية الأسبوع«. وكتبوا ان العملة «تواصل تدهورها في وقت يبدو مصرف روسيا مصمما على الاحتفاظ بالاحتياطات ما يسمح للعملة المحلية بالاستقرار بشكل طبيعي في مدى معين«.

وما زاد في تدهور الوضع تأكيد البيت الابيض في وقت متقدم اول من امس ان الرئيس باراك اوباما يعتزم المصادقة على قانون يفرض مزيدا من العقوبات على روسيا بسبب دورها في اوكرانيا.

وأعرب رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف عن ثقته بان موسكو قادرة على احتواء الازمة. وقال في اجتماع طارئ نقل التلفزيون وقائعه مباشرة مع الوزراء وقادة الصناعة «البلاد لديها موارد العملات التي تمكنها من تحقيق جميع الاهداف الاقتصادية والانتاجية التي حددتموها«.

وواجهت استراتيجية المصرف المركزي انتقادات قاسية في الاعلام الروسي أمس. وكتبت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا« اليومية على صفحتها الرئيسية ان «المركزي دفن الروبل«، بينما قالت صحيفة «نوفيي ازفيستيا« ان المصرف لم يتمكن من وقف تدهور الروبل.

وفي اجتماع طارئ الثلاثاء قررت الحكومة الروسية مجموعة من الاجراءات لدعم الوضع الاقتصادي، بحسب وزير الاقتصاد أليكسي اوليوكاييف، الذي أوضح أن التدابير تقضي بضمان إقامة توازن بين العرض والطلب في سوق الصرف عبر زيادة السيولة المقدمة إلى المصارف الروسية. كما تتضمن آليات دعم للقطاع المصرفي لضمان عمله بشكل سلس وعبر «إعادة رسملة» بعض المؤسسات، مشيراً أن هدف الحكومة هو «دعم القرار المسؤول» للمصرف المركزي القاضي برفع الفائدة على الروبل إلى 17 في المئة، وهو قرار اعتبره أنه كان يجب أن يصدر منذ فترة.

ووجهت انتقادات لبوتين حيث قالت صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس« «فقدنا الشعور بان بوتين هو الساحر الذي يستطيع السيطرة على كل شيء«، مضيفة ان الرئيس حتى الان «لا يتأثر بالانتقادات«.

ولم يدل بوتين باي تصريحات حول الازمة الاقتصادية هذا الاسبوع، الا ان الناطق باسمه قال ان هذه مسألة تتعلق بالحكومة وليس بالكرملين، علماً أن من المقرر ان يعقد بوتين مؤتمره الصحافي المنتظر بمناسبة نهاية العام اليوم الخميس.