IMLebanon

أسواق طرابلس عشية الميلاد.. حركة مقبولة

Markets4
عمر ابراهيم

تتفاوت نسبة إقبال الزبائن على أسواق طرابلس المنتشرة بين شقيها الجديد والقديم عشية عيدي الميلاد ورأس السنة، وإن كانت الحركة في المدينة بشكل عام عكست أجواء إيجابية عل خلاف السنوات الماضية، حيث لم تكن هناك لا حركة في الشوارع ولا مبيع في المحال التجارية.
وتبدو المنافسة بين الأسواق في شقي المدينة غير متكافئة، ففي الوقت الذي ارتفعت فيه الزينة وأشجار الميلاد في الطرق وعلى واجهات المحال في الأسواق الممتدة من وسط المدينة في التل وصولا إلى طريق الميناء مروراً بشارع عزمي وشارع نديم الجسر ومتفرعاتهما، غابت هذه الزينة عن بقية الأسواق داخل طرابلس القديمة وتحديداً تلك التي كانت شهدت مواجهات مسلحة بين الجيش ومسلحين قبل شهرين، على الرغم من ان بعض الزبائن من أصحاب الدخل المحدود ما زالوا يفضلونها عن بقية الأسواق إن كان في المدينة او في أقضيتهم كونها تقدم لهم أسعارا تنافسية.
وتشهد المدينة هذا العام حركة مقبولة من الزبائن مقارنة بالأعوام الماضية، تجسدها بداية زحمة السير في أوقات الغروب وحتى وقت متقدم من الليل، يرافق ذلك إقبال من الزبائن على محال بيع الألبسة ومستلزمات العيد من حلويات وسكاكر، في مشهد أعاد الأمل نوعا ما الى أبناء طرابلس لا سيما التجار، بعودة المدينة إلى سابق عهدها قبلة لأبناء الاقضية المحيطة بها.
ويمكن القول إن عودة الاستقرار الأمني الى المدينة ساهم إلى حد كبير في تفعيل هذه الحركة، وإن كان هناك من يرى تقصيرا كبيرا من الدولة والبلدية على الصعيد الإنمائي، وآخر من وسائل الإعلام، والتي برأيهم لم تبادر إلى تسليط الضوء على ما تشهده المدينة من نشاطات مواكبة للأعياد، وتعكس صورة مغايرة عن تلك التي جرى تظهيرها لها سابقاً على انها مدينة غير قابلة للتعايش مع محيطها، بالرغم مما تتضمنه من تنوع طائفي ومذهبي.
لكن برغم كل هذا التقصير تجاهد المدينة لتكريس حاضرها الذي يعكس ماضيها الحافل بالحفاظ على العيش المشترك، وهذا الأمر يلقى تجاوباً من محيطها الذي بدأ يعود تدريجياً إليها، وهو ما يتجسد في حركة الزبائن من مختلف الاقضية، برغم الضائقة الاقتصادية التي جعلت المنافسة تتضاعف بين اصحاب المحال على تخفيض الاسعار لجذب اكبر عدد ممكن من هؤلاء الزبائن.
تجار عزمي
يؤكد احمد العمر صاحب محل ألبسة في محيط شارع عزمي ان «الحركة هذا العام تعتبر مقبولة نوعا ما، وقد تضاعفت هذا الاسبوع، حيث بدأنا نشاهد زبائن من خارج اقضية الشمال».
ويضيف، «الاسبوع الماضي كان الزبائن يأتون للسؤال فقط او لمشاهدة البضائع، اما هذا الاسبوع فهناك مبيع، وإن كانت الغالبية تبحث عن الاسعار الارخص، ولكن هذا جيد ونأمل ان تستمر الحركة اكثر فأكثر، وأن تهتم الدولة بهذه الاسواق، وتقوم المؤسسات المعنية بدعم مبادرات التجار في التزيين، وكذلك يقوم الاعلام بلفتة ايجابية تجاهنا».
من جهته يقول راغب برطل في سوق طرابلس القديم: «نحن لم نكن نتوقع حصول اية حركة هنا، ولكن الوضع يبشر بالخير، فهناك زبائن وصلوا واشتروا، وهذا الامر سيؤسس مستقبلا لعودة هذه الاسواق، والتي يعرف عنها انها شعبية».
وكانت جمعية تجار شارع عزمي بادرت بالتعاون مع بلدية طرابلس بتزيين الشارع بزينة الميلاد وذلك بهدف لفت الأنظار إليه خلال موسم الأعياد.