IMLebanon

سياحة خجولة والحجوزات تلتقط أنفاسها قبيل 2015:غياب الخليجيين للسنة الرابعة والتراجع 25 %

TourismLeb
باسكال صوما

للعام الرابع على التوالي، تخيب آمال القطاع السياحي بموسم الأعياد، ويحلّ آخر كانون الأول من دون أن تتحسّن الأوضاع الأمنية والسياسية التي ترمي بأثقالها على المؤسسات السياحية.
وهذا العام أتت فضائح السلامة الغذائية لتزيد الطين بلّة، فالكثير من المواطنين يفضلون بطبيعة الحال قضاء الأعياد في المنزل، من دون زيارة المقاهي والفنادق والملاهي الليلية، بعد ما سمعوه من «قصص ألف ليلة وليلة» حول عدم التزام مؤسسات كثيرة بمعايير النظافة والصحة.
أمام هذا الوضع، يجد أصحاب المؤسسات السياحية أنفسهم في حالةٍ لا يحسدون عليها، على الرغم من البرامج الفنية المحضّرة لليلة رأس السنة. فإلى جانب الضائقة الاقتصادية وتراجع القدرة الشرائية، يجد المواطنون ذريعة أخرى ألا وهي «تناول أكل صحي في البيت وتفادي اكل المطاعم».
يصف نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر الوضع «بالصعب جداً». ويوضح عبر «السفير» أنه «من المتوقع أن «تصل نسبة الاشغال في الفنادق الى 100 في المئة، إنما الحقيقة المرّة أنّ سعر الغرفة تراجع 40 في المئة عن العام 2010، إضافةً إلى أن مدة الاقامة التي لم تكن تقل عن 10 أيام تقلّصت هذا العام الى 3 أو 4 أيام، أي بانخفاض 60 في المئة، وبالتالي فإنّ مدخولنا قد تراجع حوالي 75 في المئة مقارنةً مع العام 2010». ويضيف الاشقر: «لنأخذ مثالا فندقا فيه 100 غرفة، كان إيجارها يومياً في الـ2010، 200 دولار، أي 20 الف دولار يومياً و200 ألف دولار في 10 ايام العيد، أما اليوم فتراجع سعر الغرفة الى 120 دولارا وتقلصت مدة الاقامة الى 4 ايام، وبالتالي 48 ألف دولار، وبالتالي فإن الفرق بين 152 ألف دولار بين العامين 2010 و2014». ويوضح في هذا الاطار ان «الارباح تراجعت بشكلٍ خياليّ، فيما الكلفة بقيت نفسها، لناحية الضرائب وفواتير الكهرباء والمياه وغيرها».
ويشير الاشقر الى ان «السياح يقتصر معظمهم على العراقيين والاردنيين والسوريين والمصريين، فيما يغيب الخليجيون للسنة الرابعة على التوالي عن الحجوزات الفندية، وكذلك الاوروبيون والاميركيون»، لافتا الانتباه الى أن «الاوضاع الامنية والسياسية غير المستقرة فعلت فعلها ولم تترك أي امل للمواسم السياحية، فاليوم لبنان لا يعتبر وجهة مستقرة او ثابتة، لذلك يقلع السياح عن المجيء الى بلدنا، إضافةً الى تحذير عدد من البلدان مواطنيها من زيارة لبنان». ويأسف لما «وصلت اليه اوضاع السياحة لا سيما ان لبنان يعتمد على الخدمات، إلا انّ الواقع المرير ان كل سنة تأتي تكون أسوأ من سابقتها وتحمل الى المؤسسات السياحية المزيد من المفاجآت غير السارة».
في المطاعم والملاهي تتحسّن الحـــركة بعض الشــــيء في الأيام الأخيرة قبيل رأس السنة، بحيث يأمل أصحاب هذه المؤســـسات أن تستــــطيع الأعــــياد تعــــويض بعــــض خســــائر هـــذا الــــعام.
الكلام نفسه يردده أصحاب المقاهي والمطاعم، إذ يقول سعيد مبارك صاحب مطعم في بيروت إن «الحركة ليست بقدر توقعاتنا وبحجم البرامج الفنية التي كنا نحضر لها منذ أشهر»، مشيراً إلى «غياب السياح الخليجيين الذين تعتمد عليهم المؤسسات السياحية».
ويسأل ايلي سعد (صاحب ملهى ليلي في الجميزة): «من يعوّض علينا خسائر أربع سنوات من التراجع؟ وإذا كانت هذه السنة أيضا أقل من الآمال، فماذا يمكننا أن نفعل كأصحاب مؤسسات لدينا مصاريف وعائلات؟».
يترك نقيب «أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي» طوني الرامي مكاناً لبعض الأمل، ويرى عبر «السفير» أنّ «الأيام الأخيرة قبل حلول رأس السنة أفضل لناحية الحجوزات لليلة رأس السنة، فمن عادات اللبناني ان يتأخر في الحجز». ثم يستدرك بالقول: «لكن لا يمكن الهروب من أنّ هناك تراجعاً يزيد على 25 في المئة في ما خص المبيعات هذا العام مقارنةً مع السنة الماضية». ويوضح أن «المشكلة في هذا التراجع تعود الى الوضع الأمني الدقيق الذي يبث الخوف في قلوب السياح والمغتربين وحتى المواطنين المحليين، إضافةً الى القدرة الشرائية المتراجعة». ويعلّق على موضوع حملة سلامة غذاء وآثارها على القطاع، مشيرا الى ان «هذا الوقت هو الافضل لتناول الوجبات في المطاعم بعدما خضع العديد منها للرقابة الصحية، بحيث نرى ان الجميع بات يعمل لتحسين الخدمة والتزام معايير النظافة والصحة»، داعياً «اللبنانيين الى السهر في لبنان في الاعياد وعدم السفر الى خارجه، علماً بأن هناك حملات لتنظيم رحلات الى الخارج خلال فترة الاعياد».

ثالث أدنى نسبة إشغال…

ارتفع معدل إشغال الفنادق في مدينة بيروت 4 في المئة على أساس سنوي، ليصل إلى 51 في المئة خلال تشرين الثاني 2014، بعدما سجل 47 في المئة في تشرين الثاني 2013، وذلك بحسب ما نقله تقرير بنك الاعتماد اللبناني الأسبوعي، عن «أرنست أند يونغ» حول أداء الفنادق ذات الفئة الأربع والخمس نجوم في منطقة الشرق الأوسط.
من جهة أخرى، انخفض متوسط تعرفة الغرفة بنسبة 1.8 في المئة على صعيد سنوي الى 160 دولاراً في تشرين الثاني 2014، في حين زادت الإيرادات المحققة عن كل غرفة متوافرة بنسبة 6.5 في المئة سنوياً إلى 83 دولاراً.
على صعيد تراكمي، حظيت مدينة بيروت بثالث أدنى نسبة إشغال فندقي 51 في المئة بين عواصم المنطقة التي شملها التقرير خلال الاشهر الـ11 الأولى من العام2014 ، في حين تصدّرت إمارة أبو ظبي لائحة عواصم المنطقة لجهة أعلى معدل إشغال بين الفنادق ذات فئة الاربع والخمس نجوم، والذي بلغ 78 في المئة لغاية شهر تشرين الثاني من العام، تبعتها مدينة الدوحة (71 في المئة) والرياض (66 في المئة).