IMLebanon

قلق في المصارف بعد شركات النفط

BankMoneyMarkets
طوني رزق

مثلما انخفضت أسعار النفط الى مستويات متدنية جداً كذلك تراجعت أسعار الفائدة في المصارف الى مستويات قريبة من الصفر وحتى الى مستويات سلبية إضافة الى تراجع حجم القروض، وبات الاستثمار في المصارف وفي شركات النفط فاقداً للجاذبية في أوساط المتموِّلين.
يبدو أنّ المصارف وعلى النطاق العالمي بدأت سياسات خفض النفقات كما هو حاصل حالياً في شركات النفط في مختلف انحاء العالم وحتى داخل المملكة العربية السعودية التي لم تُظهر أيّ اهتمام يُذكر بتراجع الاسعار الحاد منذ العام الماضي. ومع تراجع الاسعار لم يعد هناك مَن يهتم بالتوظيف في شركات النفط ولا حتى في اقتنائها. وربّ قائل إنّ هناك فرصاً لشراء شركات نفط على طريق الافلاس.

وفي الضفة المقابلة والمشابهة أيْ على مستوى المصارف فإنّ خفض اسعار الفائدة هو امر يشبه خفض الاسعار في القطاع النفطي. ومع اتجاه الاسعار لبقائها منخفضة او لتسجل مستويات اكثر هبوطاً فإنّ شهية المستثمرين للتوظيف في المصارف تتراجع هي الاخرى على رغم سعي المصارف لتحميل حجم ارباحها الذي يتراجع، كذلك الصورة العامة ليست جذابة بعد اليوم.

وعلى رغم أنّ مداخيل المصارف متنوّع مع تنوّع نشاطاتها الامر الذي يدرّ عليها ايرادات اضافية إلّا أنّ الامر لا يبدو كافياً ولا يمكنه أن يغطي التراجع في المداخيل الناتجة عن القروض وهي النشاط الاكبر للمصارف والاكثر إدراراً للارباح.

وليس هناك زيادات في أحجام القروض المصرفية لكي تغطي الاحجام تناقض المردود من انخفاضات اسعار الفائدة. وينطبق ذلك على المصارف الاميركية الكبرى كما على المصارف الاوروبية وغيرها في مختلف انحاء العالم، فالقطاع المصرفي لم يعد قطاعاً نامياً بما فيه الكفاية.

اما اذا كانت المخارج لبعض المصارف هي من خلال عمليات الدمج والاندماج لتخفيض كلفة التشغيل المصرفي فإنّ القدرة على تقييم المصارف اصبحت اكثر صعوبة في الوقت الحالي مع التزام العديد منها اعادة شراء اسهمها ورفع قيمة الايرادات السنوية على الاسهم.

وباتت المصارف بذلك عالقة في الفراغ والآفاق مقفلة من جميع الجهات شأنها شأن شركات النفط وعلى الرغم من سعي البعض لاقناع نفسه بأنّ اسعار النفط سوف تعود للارتفاع وأنّ اسعار الفائدة سوف تستعيد مسيرة الصعود بدءاً من الولايات المتحدة الاميركية ولكنّ ذلك يبقى بعيد المنال في الوقت الراهن.

وتنتقل عدوى القلق في اوساط المستثمرين في الاسهم النفطية كما وفي المصارف ويأمل الكثيرون منهم ان تأتي نتائج أداء الشركات والمصارف جيدة في الفصل الاخير من العام الماضي للاطمئنان على اتجاهات الاسعار او للافادة من فرصة سانحة للبيع دون تسجيل خسائر كبيرة.

وكان بعض شركات استخراج النفط قد خفض فاتورته لصالح الشركات المنتِجة بهدف التخفيف قدر الامكان من وطأة تداعيات تراجع اسعار النفط على ربحية الشركات المنتجة وحتى على استمراريتها.

ووجد العاملون في مثل هذه الشركات انفسهم وقد خسروا الكثير من العطاءات والتقديمات بسبب تراجع الاسعار وعانت المصارف أخيراً ايضاً من قرارات البنك المركزي السويسري المفاجِئة بشأن سعر صرف الفرنك السويسري فخسرت البنوك الثلاثة تلقائياً 400 مليون دولار وهي سيتي غروب ودويتشه بنك وباركليز بنك فضلاً عن خسائر كبيرة يتوقع الاعلان عنها لاحقاً.

السوق اللبنانية

تدعمت حركة التداول في بورصة بيروت الرسمية امس الثلثاء بتداولات كبيرة على اسهم بنك بيبلوس وبنك بلوم ليبلغ النشاط الاجمالي للبورصة 444643 سهماً وقيمته 2,08 مليون دولار.

فقد سجل تبادل 263 الف سهم بنك بيبلوس عادي بسعر ارتفع 0,61 في المئة الى 1,63 دولار و166097 سهماً لبنك بلوم عادي ايضاً بسعر ارتفع 1,02 في المئة الى 8,90 دولارات. وزادت اسهم شركة سوليدير الفئة (أ) بنسبة 0,36 في المئة الى 11,06 دولاراً في حين تراجعت الفئة (ب) 0,63 في المئة الى 11,01 دولاراً.

واستقرت اسهم بلوم فئة GDR على 10 دولارات وارتفعت اسهم بنك عودة العادية 0,99 في المئة الى 6,10 دولارات.وفي ختام التداولات التي جرى خلالها تبادل 48 عملية بيع وشراء على ثمانية اسهم مختلفة ارتفعت القيمة السوقية للبورصة 0,44

في المئة الى 11,253 مليار دولار. اما في سوق القطع الاجنبي في بيروت فاستقرت اسعار صرف الدولار الاميركي على 1501 ليرة للشراء و1514 ليرة للمبيع.

الأسهم العالمية

وفي الاسواق العالمية اتجهت البورصات للارتفاع بدعم من ارتفاع الاسهم في الصين فزادت المؤشرات الثلاثة في بورصة وول ستريت الاميركية، فارتفع مؤشر داو جونز 0,91 في المئة وستاندرد اند بورز 0,68 في المئة وناسداك 1,26 في المئة.

كما زادت البورصات الاوروبية لليوم الرابع على التوالي لتضيف اعلى المكاسب والمستويات منذ العام 2008 فزاد مؤشر فوتسي البريطاني 0,68 في المئة وارتفع مؤشر كاك الفرنسي 1,25 في المئة الى 4449,70 نقطة وداكس الالماني 0,29 في المئة.

وفي بورصة طوكيو ارتفع مؤشر نيكي 12,07 في المئة الى 17366,30 دولاراً وزاد مؤشر هانغ سنغ في بورصة هونغ كونغ 0,90 في المئة على 23951 نقطة.

وفي اسواق الصرف تراجع اليورو بنسبة 0,20 في المئة الى 1,1583 دولار وزاد الدولار بنسبة 0,98 في المئة الى 118,69 يناً و0,18 في المئة على 0,8196 دولار مقابل الاوسترالي و0,59 في المئة مقابل الدولار الكندي.

وفي مقابل الفرنك السويسري بنسبة 0,69 في المئة الى 0,8735 فرنك ومقابل الجنيه الاسترليني بنسبة 0,20 في المئة. وتراجع الين لليوم الثالث على التوالي ومع تجاوز الارقام الاقتصادية الصينية كلّ التوقعات.

النفط والذهب

وفي اسواق السلع تراجع سعر النفط الاميركي في نيويورك تحت وطأة تخفيض صندوق النقد الدولي توقعات النموّ الاقتصادي. فانخفض بنسبة 2,26 في المئة الى 47,59 دولاراً للبرميل لكنّ سعر مزيج برنت الخام في اوروبا زاد بنسبة 0,70 في المئة الى 49,18 دولاراً للبرميل.
ولقي سعر الذهب دعماً من تقلبات اسعار الصرف ليرتفع امس 2,26 في المئة الى 1287 دولاراً.