IMLebanon

“السياسة”: أكثر السيناريوهات تفاؤلاً يتمثل بانتخاب رئيس قبل نهاية اذار

Baabda-résidence

 

 

 

لفتت مصادر سياسية مطلعة لصحيفة “السياسة” الكويتية الى ان “في ظل إقرار القوى السياسية علناً بعجزها عن تحمل مسؤولياتها وإيجاد مخرج للأزمة الرئاسية، ينخرط بعضها في “حوارات الوقت الضائع”، بهدف تهيئة الأرضية لملاقاة تسوية محتملة، تفضي إلى انتخاب رئيس جديد على غرار الحوار الجاري بين تيار “المستقبل” و”حزب الله”، وبين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”.

 

وأوضحت أن “الحوارين الإسلامي – الإسلامي والمسيحي – المسيحي لا يمكن أبداً أن ينتجا تسوية بشأن أزمة الرئاسة، في ظل إقرار أطرافهما الأربعة بعجزها عن ذلك، وتالياً يصبح هدفهما منحصراً بتحقيق غايتين رئيسيتين: الأولى تتمثل بتبريد الاحتقان في الداخل سواء على الصعيد السني – الشيعي أو المسيحي – المسيحي والثاني يتلخص بتهيئة الأرضية لملاقاة التسوية بعد نضوجها وراء الحدود. وإلى هذين الهدفين، يمكن إضافة غايات أخرى مثل ضمان استمرارية عمل الحكومة والحؤول دون انفجارها لأن استمرارها مصلحة للجميع ومنع حصول أي ردات فعل عنيفة في حال وقوع هجمات إرهابية أو تفجيرات انتحارية، وتأمين أوسع التفاف سياسي وشعبي حول الجيش والمؤسسات الأمنية في ظل الحرب المفتوحة ضد الإرهاب”.

 

واشارت المصادر الى أن “أكثر السيناريوهات تفاؤلاً يتمثل بانتخاب رئيس قبل نهاية شهر اذار المقبل، استناداً إلى جملة عوامل أهمها إمكانية توقيع اتفاق إطار نووي بين إيران ودول “5 +1″، والوضع الأمني الهش في الداخل اللبناني والقلق الدولي من انهيار الاستقرار بعدما بلغت التحديات الأمنية ذروتها. لكن المعطيات الاقليمية لا تعطي أرجحية كبيرة لهذا السيناريو، لأن الملف اللبناني ليس موضع اشتباك إيراني – أميركي فحسب، وإنما هناك دول عربية واقليمية وازنة في المعادلة ترفض بشكل قاطع تسليم لبنان لإيران، وبالتالي فإن ظروف التسوية لم تنضج بعد، التي أوضحت أن السيناريو الأكثر واقعية هو إمكان الخروج من الأزمة وانتخاب رئيس للجمهورية”.

 

وأوضحت أن “هذا الشهر يعتبر مفصلياً ذلك أنه سيشهد انتهاء المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق نووي بين إيران والدول الكبرى، فإذا كانت النتيجة إيجابية لجهة إبرام تسوية يمكن الحديث عن تطورات إيجابية في لبنان أما إذا كانت النتيجة معاكسة، فإن المسارات ستكون سلبية لأن طهران ستنتقل إلى مرحلة الصراع المفتوح مع دول المنطقة والمجتمع الدولي وهو ما يفترض استخدام أوارقها الاقليمية كافة ومن بينها لبنان”.

 

وجزمت المصادر بأن “الحوارات الداخلية في لبنان مهما طال أمدها لا يمكن أن تنتج اتفاقاً على رئيس للجمهورية، إلا في حالة واحدة تتمثل باقتناع مرشح “حزب الله” رئيس “تكتل التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون باستحالة وصوله إلى قصر بعبدا، وهو ما يتطلب رفع الغطاء الإيراني عنه بشكل كامل ليتسنى للفرقاء اللبنانيين البحث عن مرشح توافقي للرئاسة”، موضحة ان “تخلي إيران عن ترشيح عون رهن بشكل التسوية المحتمل أن تتوصل إليها مع الغرب، لأن نجاح المفاوضات النووية يعني فتح باب المفاوضات بين الجانبين على مصراعيها بشأن جميع ملفات المنطقة، انطلاقاً من الحرب على “داعش”، مروراً بالوضع السياسي في العراق وسوريا وصولاً إلى الأزمات في لبنان واليمن وغيرها”.

 

ولفتت إلى أن “النقطة الايجابية الوحيدة التي يمكن تلمسها من المعطيات الاقليمية تتمثل بأن الملف اللبناني هو الأقل تعقيداً بين جميع الملفات المطروحة لأن حل أزمته أسهل مقارنة بالأزمات المقعدة في الدول الأخرى وبالتالي فإن مصلحة الدول الاقليمية والغربية التوصل سريعاً إلى تسوية في هذا البلد لإعطاء دفع لمفاوضاتها المحتملة بشأن ملفات أخرى”.