IMLebanon

سلامة “الغذاء العربي”.. لبنان نموذجاً

WaelAbouFaourFood
حنان حمدان
يقدر الإنتاج الزراعي العربي بنحو 150 مليار دولار، ويشكل حجم صادراته نسبة خمسة في المئة من إجمالي الصادرات العربية إلى الخارج، ونحو 20 في المئة من الصادرات العربية البينية. أما الإستثمارات في تصنيع الغذاء في العالم العربي، فتقدر بنحو 50 مليار دولار، معظمها في دول مجلس التعاون الخليجي.
يشكل القطاع الغذائي بشقيه الزراعي والصناعي أهمية بالغة لتحقيق الأمن الغذائي العربي، ويتصدر موقعاً مهماً في الإقتصادات العربية، كما تعتبر المنتجات والسلع الغذائية من الصادرات الرئيسية في العالم العربي اليوم.
تمثل سلامة الغذاء العنصر الأهم لتنافسية الإنتاج الغذائي، ولتحقيق الكفاءة الإقتصادية والتسويقية والتجارية له. حيث أن مواصفاته ومقاييسه كما الرقابة عليه، تلعب الدور الأهم في ضمان جودة وسلامة المنتجات الغذائية، لكي تتطابق ومعايير الصحة العالمية.
الخلل الذي قد يصيب عملية الإنتاج الغذائي في مراحلها المتعددة، والتي يتشارك فيها كل من المنتجين والشاحنين والمعالجين والمصنعين والموزعين وغيرهم، إضافة الى انتشار بعض الأوبئة في المصادر الغذائية، في ظل غياب الرقابة والقوانين التشريعية، يمكن لهما أن يتسببا في فساد الإنتاج الغذائي. الأمر الذي يشكل تهديداً لصحة لمواطن وسلامته في العالم العربي، وعائقاً أساسياً يحول دون تطوير القدرات التنافسية للانتاج العربي.
العوائق تلك، تتسبب في “إختلالات انتاجية” تسعى الإدارات المعنية في معظم الدول العربية، إلى تصحيحها. الأمر الذي يتطلب إيجاد آليات جديدة، وأنماط لأساليب علمية ومستحدثة، ولتلك الغاية عقد اليوم، في مقر الإتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية، مؤتمراً صحافياً، للإعلان عن “المنتدى العربي لسلامة الغذاء والجودة”، الذي سيعقد في 25 و26 شباط الجاري، بمشاركة حشد من الفعاليات اللبنانية والعربية الرسمية والخاصة، لتبادل الخبرات العربية، في إطار مساهمة القطاعين العام والخاص في بلورة سبل جديدة، لتحقيق سلامة الغذاء العربي.
يهدف المنتدى إلى تعزيز الوعي على أهمية سلامة الغذاء ومعايير الجودة وتعزيز دور القطاع الخاص العربي في هذا المجال، إنطلاقاً من أهمية تأمين مستوى عال من الحماية لصحة الإنسان العربي، ولتعزيز سمعة الإنتاج العربي وصادراته، وحماية المستهلكين بعيداً عن الغش والممارسات المخلة بالسلامة الغذائية. ومن المتوقع أن يشكل المنتدى “محطة أساسية تتيح التلاقي بين جميع المعنيين بسلامة وجودة الغذاء في العالم العربي لاستعراض الواقع الحالي والإطلاع على المبادرات والخطوات المتخذة في سبيل تعزيز الإرتقاء في هذا المجال الحيوي جداً لصحة المواطن العربي وأمنه الغذائي، كما للصناعات الغذائية بحد ذاتها، ولنموها وتطورها، وتعزيز تنافسيتها وقدراتها التسويقية والتصديرية”، وفق ما قاله رئيس الإتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية، عدنان القصار.
وأكد جميع المؤتمرين على أهمية المنتدى، كونه سيتناول مختلف القضايا المتصلة بموضوعي سلامة وجودة الغذاء، من الجوانب التشريعية والإقتصادية والفنية. ما يسهم في إيجاد سياسة عربية عليا لسلامة وجودة الغذاء على كامل مساحة العالم العربي، بالتعاون الوثيق بين القطاعين العام والخاص.
انعقاد المؤتمر يتزامن مع إيلاء الوزارات المختصة في لبنان ومعها هيئات القطاع الخاص اهتماماً استثنائياً، لسلامة الغذاء، لاسيما بعد اكتشاف بعض المخالفات في مؤسسات معينة، وفق ما قاله الرئيس التنفيذي لمجموعة الإقتصاد والأعمال، رؤوف ابو زكي، مشيراً الى حملة مكافحة الفساد التي اطلقها وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور، الذي لفت في كلمته اليوم، إلى أن لبنان يعد اليوم سبّاقا على صعيد سلامة الغذاء في البلدان العربية، في محاربتة للفساد الموجود بالنسبة إلى سلامة الغذاء. وقال: “لبنان يقتدى به على مستوى العالم العربي، في حماية سلامة الغذاء وصحة المواطن”، مضيفاً أن “أهمية الحملة تكمن في معالجة ما تم اكتشافه”، مؤكداً أن “وزارة الصحة العامة تقوم أسبوعياً بفحص 250 عينة، ونستطيع القول إن نسبة العينات المطابقة للمواصفات باتت في تزايد مستمر، وهو ما يعني أن الاهتمام بسلامة الغذاء أصبح أولوية، لكن على الرغم من ذلك، لا يزال لدينا شوط كبير لتحقيق الغاية المنشودة في هذا الملف”.
الشراكة المنشودة عربياً في مجال سلامة الغذاء، من خلال توفير البنية التشريعية والرقابية الفعالة، إضافة إلى التعرف على أحدث التقنيات المعتمدة، وآليات التغلب على الصعوبات والمعوقات، ستشكل القاعدة التي يجب على الإدارات المعنية في تلك الدول اتباعها لتكريس السلامة الغذائية. وجود التشريعات والقوانين مهم، لكن العبرة تبقى دائماً في التطبيق وفق ما قالته، رئيسة قسم سلامة ومراقبة الغذاء في جمعية المستهلك، ندى نعمة، لـ “المدن”، ما يطرح العديد من علامات الإستفهام حول مدى أهمية هذا المنتدى، كونه ليس الاول من نوعه ولن يكون الأخير بطبيعة الحال، في وقت ما زالت سلامة الغذاء على ما هي عليه في معظم الدول العربية.