IMLebanon

القلمون سوق جديدة للكبتاغون.. والجيش يُغلق خطوطَ الإمداد

drugs-kalamoun

في إطار إستكمال الإحتياطات وفرض السيادة، هدَم الجيش منذ يومين تحصينات المسلّحين في وادي الحصن في جرود عرسال، حيث عثر على أسلحة ومخدّرات، ما يفتح الباب واسعاً لإثارة قضية المخدّرات ودورها في القتال وتمويل الحرب، خصوصاً أنّ مقاتلي القلمون يُعتبرون المستهلك الأكبر لـ”الكبتاغون” والمخدّرات على أنواعها.

تؤكّد الصور الحصريّة التي حصلت عليها صحيفة “الجمهورية” من داخل مراكز المسلّحين في الجرود، دخول المخدّرات عنصراً رئيساً في قتال المجموعات المسلّحة، فبعدما ضيّق الجيش الخناق على الإرهابيّين ودحرَهم نحو الجرود والى القلمون، داهم تحصيناتهم، ليعثر فيها على كميات كبيرة من مختلف أنواع المخدّرات، وحبوب “الكبتاغون”.

وتكشف الفحوص المخبرية التي أُخضع لها المعتقلون من التنظيمات الإرهابية بعدما قاتلوا الجيش في عرسال وغيرها من المناطق، أنّهم يتعاطون المخدّرات، ما يدفعهم إلى القتال بشراسة من دون أن يحسبوا للموت حساباً، وهذا برَز خلال “معركة المهنيّة” في عرسال، حيث لم يردعهم الغطاء الناري والقصف المركّز للجيش اللبناني إذ كانوا يُكملون هجومَهم على رغم معرفتهم المحتّمة بالموت.

وعلى خطٍّ مواز، يصل هؤلاء الإرهابيون الى مراحل متقدّمة من الإدمان، بحيث يفجّرون أنفسهم لأنهم يفقدون الوعي، وبالتالي يصمدون في ظروف طبيعية ومناخية صعبة، لأنّهم فاقدو الوعي.

وفي السياق، تدخل المخدّرات عاملاً أساساً في تمويل الأعمال الإرهابية، إذ يستفيد عددٌ من التجار من وجود هؤلاء “المتقاتلين”، فيستخدمون المعابر غير الشرعية، ويتواطأون مع بعض النافذين لتمرير بضاعتهم، خصوصاً بعدما أصبح الداخل السوري أهمّ خطّ لتهريبها من القلمون وإليها، بعد إقفال خطّ عرسال.

يعتمد المقاتلون على حبوب “الكبتاغون” السهلة الصنع والإستعمال، والتي كان يوفّرها التجار السوريون الذين نقلوا مصانعهم الى لبنان لتمويل الأعمال الإرهابية، إثر اندلاع الأحداث السورية، لكنهم ما لبثوا أن عادوا إلى بلادهم بعد جهود القوى الأمنية والملاحَقة العسكرية التي سمحت بكشف الجزء الأكبر منهم، وتوقيفهم، تزامناً مع عزل عرسال وإغلاق أهم منفذ للتهريب.

وتكشف معلومات أمنية للصحيفة نفسها عن نقل مصانع “الكبتاغون” إلى داخل القلمون والمناطق المحيطة بها، لتلبية الإستهلاك المحلي للمقاتلين، لأنّه سلاحٌ ضروري في عملية غسل دماغ المقاتلين ما يُسهّل إمرة القائد الميداني عليهم، في وقت تشير المضبوطات الى أنّ المقاتلين كانوا يتناولون الحبوب والجرع قبل الإنطلاقة الى اعمالهم الإرهابية.

وفي السياق، نجح الجيش بفعل عمل مخابراتي وبالتنسيق مع قوى الأمن الداخلي في ضرب خطوط التهريب والقبض على تجار المخدّرات و”الكبتاغون” الذين كانوا يستعملون هذه التجارة لتمويل بعض الجماعات المسلّحة من جهة، ومدّ المقاتلين بهذه المادة من جهة أخرى، خصوصاً عندما نجح في إغلاق الحدود ووقف دخول هذه المواد وخروجها من مناطق سيطرتهم، إضافة الى بقية المواد التي تشكّل ركناً أساساً من متطلّبات الحرب، وقد أثبتت التحقيقات أنّ قسماً كبيراً من تجارة المخدّرات كان يذهب الى تمويل الأعمال الإرهابية، وبهذا يكون الجيش قدّ سدّد ضربة موجعة الى تلك الجماعات.

وقد بدأت المخابرات بملاحقة التجار تزامناً مع الضربات العسكرية، ليسقط “البارونات” في قبضتها، وتنهار الشبكات، علماً أنْ لا دين ولا مذهب ولا جنسية ولا إنتماءَ سياسياً للتاجر، فجميعهم شبكة متكاملة مرتبطة بعضها ببعض، علماً أنّ عمل العصابات ينشط في الحروب وأبرزها تجار المخدّرات.

تُثبت الوقائع أنّ الجيش لم يكن يواجه عصابة عادية أو مجموعة من المقاتلين، بل مجموعات من المقاتلين “الحشاشين” الذين يستمرّون في القتال على رغم إصابتهم، إذ لا يردعهم شيء في غياب صوت العقل.