IMLebanon

أسعار النفط تُفجّر الأزمات السياسية

LibyaBurningOil
طوني رزق

تجد الدول المنتمية للنفط، والتي تفتقر الى احتياطيات كبيرة بالعملات الصعبة، نفسها أمام أزمات واضطرابات سياسية حادة بسبب التراجع الكبير بالأسعار والذي قلّص الى حد كبير المداخيل. ويبقى الخبراء في تناقض إزاء توقعات الاسعار.
يتوقع أن تشهد الاسواق الناشئة أزمات سياسية حادة على خلفية هبوط اسعار النفط العالمية. وتبرز على خريطة المخاطر العالمية كل من روسيا والعراق وفنزويلا وليبيا، وسوف تكون المخاطر الاكبر على الدول المنتجة للنفط التي ليس لديها احتياطيات من العملات الاجنبية. هذا ما تناقصَ المداخيل والذي سوف يرفع حدة الاضطرابات في كل من السياسة والنظام المصرفي وعدم القدرة على إيفاء الديون ونوعية التدابير القانونية المطبقة.

ولم يتوقف الخبراء مطوّلاً امام واقع الانعكاس الدراماتيكي لأسعار النفط على الاستقرار السياسي، بل واصلَ الكثيرون منهم الكشف عن توقعاتهم بالمزيد من الهبوط للأسعار. وفي إطار هذه التوقعات لم يستبعد خبير ان تتراجع أسعار النفط العالمية الى 14 دولاراً للبرميل، هذا مع توقّع ان تجد الاسعار بعض الدعم عند مستوى 44 دولاراً ثم 35 دولاراً قبل ان تنزلق الى 13,65 دولاراً.

وكانت أسعار النفط قد هبطت بنسبة 60 في المئة بين حزيران 2014 وكانون الثاني 2015 قبل ان تستقرّ خلال شهر شباط الماضي.
وفي الجهة المقابلة ومع تحسّن اسعار النفط بنسبة 3,9 في المئة في نهاية الشهر الماضي، رأى خبراء آخرون انّ احتمالات تراجع كبير لأسعار النفط باتت ضئيلة جداً، واعتبروا انّ الاسعار سوف تتراوح بين 40 و50 دولاراً خلال العامين المقبلين من دون ان تستبعد إمكانية تسجيل تقلبات حادة للأسعار في الاسواق العالمية.

وتبقى اسواق النفط تشهد حالياً فائضاً في المعروض اليومي، والذي تراوح بين 1,5 و2 مليون برميل. وتعتبر مؤسسة مورغان ستانلي انّ على الاسعار ان تهبط الى 35 دولاراً لتدفع الشركات المنتجة للتوقف عن الانتاج، ما سيعيد التوازن الى سوق العرض والطلب وستعود الاسعار للارتفاع.

أمّا أمس فقد ارتفعت أسعار النفط الاميركي في نيويورك بنسبة 0,24 في المئة الى 50,64 دولاراً للبرميل، لكنّ أسعار مزيج برنت الخام في أوروبا تراجعت في سوق لندن بنسبة 0,77 في المئة الى 60,55 دولاراً للبرميل.

حركة الاسواق المالية

تقلبت أسعار الاسهم في بورصة بيروت الرسمية من دون وضوح اتجاهات الاسعار، فتراجع سعر أسهم سوليدير الفئة (أ) بنسبة 0,08 في المئة الى 11,41 $ وتراجع سعر اسهم بنك عودة فئة GDR بنسبة 0,41 في المئة الى 7,22 $.

وارتفعت اسهم بنك عودة العادية بنسبة 1 و5 في المئة الى 6,75 $، وزاد سعر اسهم سوليدير الفئة (ب) بنسبة 0,79 في المئة الى 11,47 $، واستقرت اسهم بنك بيبلوس العادية على 1,68 $ وبلغ حجم التداول أمس 86054 سهماً قيمتها 735779 $، وسجّل تبادل 46 عملية بيع وشراء داخل ردهة البورصة.

امّا في بورصة وول ستريت الاميركية فتراجعت الاسهم مع ترقّب الاسواق لبيانات الوظائف، فتراجع مؤشر داو جونز بنسبة 0,47 في المئة الى 18203,37 نقطة، وهبط مؤشر ستنادرد اند بورز بنسبة 0,45 في المئة الى 2107,78 نقطة، وتراجع مؤشر ناسداك 0,56 في المئة الى 4979,90 نقطة.

كذلك تراجعت البورصات الاوروبية مع ترقب الاسواق لتحركات البنك المركزي الاوروبي، فانخفض مؤشر داكس الالماني 0,35 في المئة الى 11240,98 نقطة، وتراجع مؤشر فوتسي البريطاني 0,31 في المئة الى 6868,06 نقطة، كذلك تراجع مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 0,01 في المئة الى 4868,71 نقطة.

امّا في آسيا فتراجع مؤشر نيكي في بورصة طوكيو 0,59 في المئة الى 18703,60 نقطة، في حين ارتفع مؤشر شانغهاي في الصين بنسبة 0,53 في المئة الى 3208,73 نقطة، وتراجع مؤشر هونغ كونغ 0,96 في المئة الى 24465,38 نقطة.

كما تراجعت اسعار الذهب مع تراجع اسعار الاسهم ومقابل ضغوط قوة الدولار الاميركي، فانخفض سعر الذهب أمس 0,11 في المئة الى 1203,10 $ للأونصة، وتراجع سعر الفضة 0,22 في المئة الى 16,26 $ للاونصة.

وفي اسواق الصرف ارتفع الدولار مقابل غالبية العملات الرئيسية الى اعلى مستوى له في 11 عاماً. وتأثر اليورو بتوجيهات البنك المركزي الاوروبي الجديدة، فتراجع بنسبة 0,40 في المئة الى 1,1131 $ وتراجع الجنيه الاسترليني 0,10 في المئة الى 1,5346 $ وزاد الدولار بنسبة 0,13 في المئة الى 1,2512 دولار كندي، وبنسبة 0,08 في المئة الى 0,9621 فرنك سويسري، لكنّ الدولار تراجع بنسبة 0,08 في المئة الى 119,64 يناً وبنسبة 0,22 في المئة الى 0,7834 مقابل الدولار الاوسترالي.