IMLebanon

هل بات سقوط «أوبك» قريباً؟

OPECMarketOil

طوني رزق
الدور الذي تؤديه منظمة أوبك، كاللاعب الأكبر والرئيسي في أسواق النفط، يتراجع باستمرار وبقوّة، وقد بدأ ذلك منذ سبعينات القرن الماضي. وبعد تراجع حصة اوبك من 60 في المئة في السبعينات الى 40 في المئة في العام 2000 تبقى مرشّحة لتراجع أكثر حدة في المستقبل المنظور.
مع التراجع الحاد لأسعار النفط العالمية، بدأ الخبراء في اسواق النفط يتوقعون انقضاء زمن تربّع منظمة اوبك على عرش السوق النفطية العالمية، وعلى رغم التأكيد أن لا منظمة او دولة سوف تحتلّ المركز الاول في سوق التغطية التي سوف تبقى من دون قيادة، إلّا انّ تنحّي منظمة اوبك سوف يكون له الكثير من الايجابيات والسلبيات على وضع السوق العالمية.

ومع توقّع سقوط منظمة اوبك، يجدر التأكيد انها لم تكن يوماً قادرة على التحكم الكامل في السوق النفطية، كما انّ القوى الاقتصادية الكبرى لم تتمكن هي الاخرى من ذلك.

وكانت المنظمة قد تأذّت كثيراً كما أضرّت بالمستهلكين عندما قررت المقاطعة عن إمداد الاسواق الغربية بالنفط في سبعينات القرن الماضي، الأمر الذي دفع بالاسعار للصعود بشكل صاروخي آنذاك.

وقد دفع ذلك العالم للتفكير جدياً بأساليب استهلاك الطاقة، والى البحث عن مصادر جديدة لإنتاج الطاقة، ومنها الطاقة الكهربائية في الكثير من القطاعات الاقتصادية. وفي غضون عقد واحد من الزمن ظهرت الخيارات الاخرى مثل الطاقة النووية والغاز الطبيعي، وهذا ما دفع الاسعار للهبوط، ما لقّنَ اوبك درساً قاسياً فلم تعد تلجأ الى المقاطعة ثانية.

ثم جاء دور ظهور مُنتجين للنفط من خارج منظمة اوبك، الأمر الذي دفعَ حصة اوبك من السوق العالمية للتراجع من 60 في المئة في السبعينات الى 40 في المئة في العام 2000. وبعد سقوط الاتحاد السوفياتي ارتفع حجم الانتاج بقوة في روسيا وبحر قزوين.

ومنذ ذلك الوقت لم تعد قرارات اوبك ذات تأثير كاف على الاسواق، وظهر الامر واضحاً في تشرين الثاني من العام الماضي عندما اضطرت المملكة العربية السعودية للتشاور مع روسيا على خفض الانتاج، كما ومع مُنتجين آخرين من خارج اوبك. وعندما رفضت هذه الدول خفض الانتاج، رفضت اوبك هي الأخرى الخفض لِلَجم هبوط الاسعار. اذ إنّ ايّ محاولة لهذا اللجم من قبل السعودية سوف تكون على حساب إنتاجها الخاص وحصتها الخاصة في الاسواق العالمية ولصالح المنتجين خارج «أوبك».

وازداد الامر سوءاً، إذ جاء المسمار الاخير في نعش اوبك من ارتفاع حجم الانتاج النفطي بقوّة في الولايات المتحدة الاميركية مع مرونة كبيرة في تحديد الاسعار. ومع استمرار تراجع الاسعار، تقترب اوبك اكثر فأكثر من السقوط. أمّا أمس، فقد ارتفع سعر النفط الاميركي 0,97 في المئة الى 52,01 دولاراً للبرميل، كما زاد سعر مزيج برنت الخام في لندن 1,07 في المئة الى 61,20 دولاراً للبرميل على خلفية الأنباء التي مصدرها إيران.

حركة الأسواق العالمية

تراجع اليورو أمس الى أدنى مستوى له في 11 عاماً مقابل الدولار مع ترقّب الاسواق لقرارات البنك المركزي الاوروبي، فانخفض بنسبة 0,23 في المئة الى 1,1047 $ وانخفض الجنيه الاسترليني 0,13 في المئة الى 1,5243 $ امّا الدولار فزاد بنسبة 0,39 في المئة الى 120,12 يناً، وسوف يعلن البنك المركزي الاوروبي تفاصيل اكثر عن سياساته الجديدة للتحفيز الاقتصادي في منطقة اليورو.

ويتراجع سعر اليورو حالياً قرب أدنى مستوى له منذ شهر أيلول العام 2003، علماً انه تراجع بنسبة 8,5 في المئة منذ مطلع العام 2015. ويتوقع ان يدعم ذلك عالم الاعمال في اوروبا، في حين يتوقع استمرار ارتفاع الدولار الاميركي مع ترقّب إقرار أوّل رفع لأسعار الفائدة الاميركية.

امّا في اسواق الأسهم، فتراجعت الاسهم في بورصة وول ستريت الاميركية، لينخفض مؤشر داو جونز بنسبة 0,58 في المئة الى 18096,90 نقطة، ويهبط مؤشر ستاندرد اند بورز بنسبة 0,44 في المئة الى 2098,53 نقطة، ويتراجع مؤشر ناسداك بنسبة 0,26 في المئة الى 4967,14 نقطة، كلّ ذلك وسط ترقّب لخطوات البنك المركزي الاوروبي.

أمّا في البورصات الاوروبية، فسجّل ارتفاع عام بدعم ايضاً من أرباح الشركات، فزاد مؤشر داكس الالماني بنسبة 0,68 في المئة الى 11468,15 نقطة، وزاد مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 0,40 في المئة الى 6947,056 نقطة، كما ارتفع مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 0,83 في المئة الى 4958,16 نقطة.

وفي البورصات الآسيوية أقفل مؤشر نيكي في بورصة طوكيو اليابانية مرتفعاً بنسبة 0,26 في المئة الى 18751,84 نقطة، كما تراجع مؤشر شانغهاي في الصين بنسبة 0,92 في المئة الى 3249,11 نقطة، وتراجع مؤشر هانغ سنغ في بورصة هونغ كونغ بنسبة 1,11 في المئة الى 24193,04 نقطة.

امّا في بورصة بيروت الرسمية للأسهم فتراجع حجم التداولات أمس الى 36216 سهماً قيمتها 328216 $ مع تسجيل تبادل 26 عملية بيع وشراء داخل ردهة البورصة والتي تناولت 4 أسهم مختلفة.

ومع ارتفاع أسهم سوليدير الفئة (أ) بنسبة 0,28 في المئة الى 11,44 $ وزيادة اسهم بيبلوس بنك بنسبة 1,19 في المئة الى 1,70 $ وصعود أسهم بنك بلوم فئة GDR بنسبة 1,41 في المئة الى 10 $، تراجعت اسهم سوليدير الفئة (ب) بنسبة 0,34 في المئة الى 11,43 $.

وأخيراً تراجعت اسعار المعادن الثمينة ضمن نطاقات ضيقة جداً مع استمرار ارتفاع الدولار الذي يضغط على الاسعار، فتراجع سعر الذهب 0,08 في المئة الى 1199,90 $ للأونصة وزاد سعر الفضة 0,14 في المئة الى 16,18 $ للأونصة.