IMLebanon

قانصوه لشُكر: قف في وجه الأسد وأوقف التمرّد!

asem-kanso

 

اشارت صحيفة “النهار” الى ان إقدام القيادة القومية في حزب البعث العربي الاشتراكي على حل القيادة القطرية اللبنانية تسبب بأزمة بين البعثيين، لأن الأمين القطري فايز شكر يرفض هذا التبديل في القيادة ولا يزال يسيطر على المقر الرئيسي للحزب في بيروت.

يفيد متابعون لمسار هذا التبديل في لبنان ان القيادة القومية في دمشق غير راضية عن طريقة عمل شكر واسلوب ادارته للحزب الذي غادره كثيرون وخصوصا بعد التطورات الاخيرة في سوريا. ويضيفون ان الآلية التي يعترض عليها شكر اليوم هي التي اوصلته الى رأس القيادة في المرة السابقة، فضلا عن تراكمات خلافاته القديمة مع عضو القيادة القومية النائب عاصم قانصوه.
وكان الامين العام المساعد للحزب عبدالله الاحمر والقيادي هلال الهلال وسواهما في القيادة قد أيدوا التبديل الذي لا يتطلب توقيعاً من الرئيس بشار الاسد. وتوجه شكر في الايام الاخيرة الى دمشق. علما انه ينفي ذلك للاطلاع على اسباب تبديله ولم يلق ما كان يريده. ويذكر المتابعون ان شكر قام في الساعات الـ48 الاخيرة بزيارة النائب العماد ميشال عون وحزب الطاشناق وهو يكثر من اطلالاته الاعلامية للقول انه ما زال موجودا على رأس قيادة الحزب، ويتهمه معارضوه بانه اخذ يستعمل اساليب عشائرية بعيدة من “اخلاقيات البعث” من خلال استقدامه مجموعات من البقاع والطلب منها “التمترس” في مقر القيادة القطرية في “راس النبع”، وعدم تسليم المبنى الى القيادة الجديدة والموقتة برئاسة عبد المعين غازي.

اما شكر فأوضح لـ”النهار” ان ما اقدمت عليه القيادة القومية يخالف نظام الحزب. وقال انها ارتكبت حماقة وخطأ كبيرا ولا يحق لها في ان تعين قيادة جديدة من دون الرجوع الى مؤتمر الحزب في لبنان. انا لست متمردا وسأبقى اليوم وغداً اعمل تحت راية الرئيس بشار الاسد”.

وسئل كيف ستخرجون من الازمة؟ فأجاب: “لا توجد ازمة. مرت زوبعة بفنجان وانتهت”.

وذكرت “النهار” ان العضو المعين واصف شرارة، وهو من البعثيين القدامى، ابدى “كل تقدير للقيادة الجديدة”، لكنه اعتذر عن الانضمام الى المجموعة الجديدة لاسباب صحية”، واوصل هذه الرسالة عبر صديق مشترك الى السفير السوري علي عبد الكريم علي.

وثمة من توقف امام تعيين غازي اميناً قطرياً ورئيساً للمكتب المالي وهو شخصية سنية من البقاع الغربي. ويردد بعثيون ان هذا الامر لا تعيره القيادة أي اهتمام “لأن حزبنا عابر للطوائف ولا يهمه مذهب الشخص”.

ويضيف هؤلاء “ان عناد شكر لن ينفع والافضل له ان يلتزم قرار القيادة القومية”. ويلتقي هذا الموقف مع قانصوه الذي وصف لـ”النهار” ما يقدم عليه شكر بأنه “تمرد” ويضيف: “ما عليه الا ان يطبق قرار قيادته التي ستحاسبه على تجاوزه”. وعن عملية المسؤولية عن ازاحة شكر، قال: “انا عضو في القيادة القومية ولا اتطلع الى هذا الامر، واذا اراد الاستمرار في عناده فليقف في وجه الرئيس بشار الاسد”.

ونفى قانصوه وقوفه وراء الانقلاب الذي حصل ضد القيادة القطرية في لبنان أو أن يكون وراء الاتهامات التي ساقها ضد فايز شكر، وقال “هناك قيادة قومية لديها صلاحية بموجب النظام الداخلي بحل أية قيادة قطرية، تماماً كما حصل في العام 2006 عندما حلت القيادة التي كنت أترأسها”.

قانصوه، وفي تصريح لصحيفة “السياسة” الكويتية، أضاف انه “عضو في القيادة القومية التي لديها صلاحية كل القيادات القطرية وتعيين بديلاً منها، وهذا ما حصل للقيادة القطرية في لبنان، بناء على توجيهات الرئيس بشار الأسد وبرئاسة الأمين العام المساعد عبد الله الأحمر وعضو القيادة هلال هلال والسفير السوري في لبنان”، مستغرباً تصوير الأمر بأنه مسألة شخصية ليبرر فايز شكر بأنه مظلوم, “فكما أتى في 2006 ذهب في 2015″.

كذلك استغرب “التمرد وعدم التسليم بتداول السلطة، فهذا يضر بالحزب وسمعته، لأن لا أحد يستطيع أن يتمرد على القيادة القومية والمدة القانونية لأية قيادة هي 5 سنوات، في حين أن السيد شكر أمضى 9 سنوات في القيادة”، لافتاً إلى أن القيادة القومية أعطت القيادة القطرية الموقتة مهلة سنة لإعادة تجميع الحزبيين وتأهيل الفروع الحزبية واتحادات الطلبة والاتحاد النسائي، بعد أن بلغ الترهل مداه، وبعد إلغاء دور “حزب البعث” على الساحة اللبنانية, وكأنه لم يعد هناك وجود للحزب في المناطق اللبنانية، مشدداً على أن “الأولوية هي لإعادة تأهيل القيادة الجديدة ولملمة كوادر الحزب، بعدما ذهب قسم كبير منهم إلى أحزاب أخرى”.