أوضحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة في تقرير سري ان ايران مستمرة في الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق نووي مبدئي أبرمته مع القوى العالمية الست.
وجاء في التقرير الذي تصدره الوكالة شهريا ان ايران لا تخصب اليورانيوم الى درجة تركيز أعلى من خمسة في المئة. وقالت: “ان ايران لم تحقق “مزيدا من التقدم” في انشطتها الجارية في منشأتين للتخصيب ومفاعل يعمل بالماء الثقيل تحت الانشاء”.
إلى ذلك، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف، ان واشنطن تختلف مع النظام في إيران وليس مع الشعب الإيراني، لافتة الى ان المفاوضات النووية تتعلق بالاستجابة لمطالب المجتمع الدولي.
هارف، وفي تصريح لقناة “الحدث” من سويسرا، اكدت انه لاتزال هناك قضايا عالقة بخصوص التوصل لاتفاق مع إيران من أبرزها تخصيب اليورانيوم، وقالت: “حل الملف النووي الإيراني مهمة رئيسية للرئيس باراك أوباما، وسنتشاور مع شركائنا لتبني موقف موحد بخصوص النووي الإيراني”.
واعتبرت ان التوصل لاتفاق سياسي مع ايران خطوة إيجابية، لافتة الى ان الوكالة الدولية ستلعب دورا مهما لمراقبة تنفيذ إيران للاتفاق. وأكدت سعي واشنطن لمنع إيران من الحصول على قنبلة ذرية.
من جانبه، أوضح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنّ الشعب الإيراني قد اتخذ قراره وهو التعاطي بعزة، في إشارة إلى المفاوضات بشأن الموضوع النووي الجارية في مدينة لوزان السويسرية.
وأكد ظريف في تغريدة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” نقلت مضمونها وكالة الأنباء الإيرانية “أنه آن الأوان لأميركا وحلفائها أن ينتخبوا: ضغط أم اتفاق”، مشيرة إلى أن هذه التصريحات هي تعقيب على رسالة التهنئة التي وجهها الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الشعب الإيراني بمناسبة عيد النوروز.
ظريف الموجود حاليًا في لوزان على رأس بلاده إلى المحادثات بشأن الملف النووي الإيراني، التقى الخميس نظيره الأميركي جون كيري، في جولة هي السابعة من المفاوضات، تزامن مع لقاء عقده رئيس منظمة الطاقة الإيرانية علي أكبر صالحي، مع وزير الطاقة الأميركي أرنست مونيز لبحث القضايا الفنية، بحسب الوكالة.
وعند سؤاله عن إمكانية التوصل إلى الاتفاق بحلول نهاية الشهر الجاري، أجاب ظريف: “أعتقد أنّ الصفقة ممكنة في أي وقت، وهي تعتمد على السياسة وما إذا كانت هناك إرادة سياسية لذلك، ولكن أعتقد بأنّه ممكن”.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما دعا إيران حكومة وشعبًا، إلى إيجاد حل “سلمي” للأزمة النووية. ووصف الأسابيع المقبلة بالـ”حرجة” لأنّ المفاوضات بين الحكومة الإيرانية ومجموعة 5+1 حققت بعض التقدم إلا أنّه لازالت هنالك بعض الفجوات.
أوباما وخلال تسجيل مصوّر بثه البيت الأبيض على موقعه الإلكتروني، شدّد على أنّ بلاده “لا تمانع من حصول إيران طاقة نووية سلمية تتفق مع التزاماتها، وهو طريق يمكن لإيران سلوكه فيما لو أرادت تأكيد مصداقيتها، لتؤكد للعالم أن برنامجها في الحقيقة هو للأغراض السلمية فقط”.
وأشار إلى أنّه أمام الساسة في إيران خياران، هما “ألا يقبلوا بصفقة معقولة، وهو ما سيبقي إيران في المسار التي هي عليه اليوم، وهو مسار يعزلها وشعبها عن أشياء كثيرة في العالم، ويسبب الكثير من العناء للعائلات الإيرانية، ويحرم الكثير من الشباب الإيراني من العمل والفرص التي يستحقونها”.
أمّا الخيار الثاني بحسب أوباما، فهو “إذا تمكّن الساسة الإيرانيون من الموافقة على صفقة معقولة، سيؤدّي ذلك إلى طريق أفضل وفرص أكبر للشعب الإيراني، والمزيد من التجارة والعلاقات مع العالم. ولفت إلى أنّ المفاوضات بين إيران ومجموعة 5+1 التي تشارف على الانتهاء “فرصة قد لا تتوفر مرة ثانية”.