IMLebanon

هبوط النفط ينعكس إيجاباً على المالية العامة

DollarOIl
طوني رزق
تبدو ترجيحات عودة أسعار النفط الى الهبوط، وتتفوق الى حد كبير على أسباب قد تدفع الاسعار الى الارتفاع مجدداً. أبرز الاسباب تباطؤ الاقتصاد في اوروبا والصين، وتزايد القدرة الانتاجية، وخصوصاً الاميركية. أضف الى كل ذلك ارتفاع أسعار الدولار الاميركي.
لم يتراجع الخبراء عن توقعاتهم السابقة بانخفاض سعر برميل النفط الى 20 دولاراً للبرميل. والاسباب ما زالت عديدة، وأوّلها الفائض في الانتاج العالمي والذي انعكس فائضاً ايضاً في المخزونات النفطية العالمية. ومع قرب توصّل الولايات المتحدة الاميركية وايران الى اتفاق بشأن الملف النووي فإنّ توقعات إغراق ايران الاسواق بالنفط باتت اكثر واقعية.

كلّ ذلك في إطار عام من تراجع الطلب بسبب التباطؤ الاقتصادي في مختلف أنحاء العالم. ولم تبدِ أي دولة منتجة للنفط أيّ نية في المبادرة الى خفض الانتاج. يضاف الى كل ما سبق قوة الدولار التي تنعكس غالباً سلبياً على أسعار النفط، وتباطؤ النمو الاقتصادي في كل من اوروبا والصين، الأمر الذي قد يقود أسعار النفط الى الهبوط بنسبة 60 في المئة.

ومع توقعات رفع أسعار الفائدة التي تدفع الدولار للارتفاع، فإنّ معادلة قوة الدولار وضعف سعر النفط سوف تتبلور اكثر. وكانت الولايات المتحدة الاميركية قد شهدت في السنوات السبع الماضية اقبالاً كبيراً على الاستثمار في استخراج النفط وإنتاجه، وذلك بأموال كبيرة، والآن جاء الوقت لكي تدور العجلة، ما سوف يذهب بكميات كبيرة من هذه الأموال.

ومن جهة اخرى، بدأت الدول الخليجية العربية تعاني هبوط الاسعار، على رغم انّ ذلك ما زال ضمن دائرة الاحتمال. فقد تراجعت المداخيل وزادت العجوزات في الموازنات الحكومية وزاد الانفاق الحكومي من دون ان ينعكس ذلك على أسعار العملات التي هي بغالبيتها محددة مسبقاً رسمياً بسعر الدولار الاميركي، ولن يصدّق المراهنون على أنّ تراجع اسعار النفط الحالي سوف يدمّر شبكة شركات الانتاج النفطي الاميركي ويُثني منظمة اوبك عن متابعة الانتاج بالوتيرة الحالية، الأمر الذي قد يؤدي الى تراجع المعروض في السوق وعودة الاسعار للارتفاع. فالمخزونات النفطية الاستراتيجية الاميركية هي حالياً عند أعلى مستوى لها منذ 80 عاماً.

ومع تراجع العجز في الموازنة اللبنانية بنحو 14 في المئة في العام 2014، فإنّ استمرار هبوط اسعار النفط سوف ينعكس ايجاباً على المالية العامة في لبنان. وتبقى المخاوف من انعكاس تراجع المداخيل في الدول الخليجية بسبب انخفاض الاسعار على مستوى وحجم تحويلات اللبنانيين العاملين في الخارج. ويعني ذلك تحسّناً في مالية الدولة وتراجع مستوى الوفر المالي في القطاع الخاص اللبناني.

حركة الاسواق المالية

كان حجم النشاط أفضل أمس في بورصة بيروت الرسمية إذ بلغ 136727 سهماً قيمتها 772046 دولاراً. وسجّل تبادل 54 عملية بيع وشراء تناولت سبعة أسهم ارتفع منها سهمان وتراجعت خمسة أسهم.

وانخفض سعر أسهم سوليدير الفئة (أ) بنسبة 0,51 في المئة الى 11,67 دولاراً، في حين زاد سعر أسهم الفئة (ب) 1,28 في المئة الى 11,78 دولاراً، وزاد سعر أسهم بنك بيبلوس 1,17 في المئة الى 1,72 دولار، وتراجعت اسهم بنك عودة العادية 1,45 في المئة وفئة (GDR) 5,19 في المئة الى 6,75 دولارات. وتراجعت اسهم BLC 0,99 في المئة الى 100 دولار واسهم بلوم بنك 1,50 في المئة الى 9,16 دولارات.

وفي بورصة وول ستريت في نيويورك ارتفعت الاسهم بعد توجّه الاحتياطي الفدرالي لتأجيل رفع اسعار الفائدة. فزاد مؤشر داو جونز بنسبة 1,27 في المئة الى 18,77 نقطة، وزاد مؤشر ستاندرد اند بورز بنسبة 1,22 في المئة الى 2099 نقطة، كما تقدّم مؤشر ناسداك 0,92 في المئة الى 498,83 نقطة.

وفي البورصات الاوروبية استفادت الأسهم من تأجيل رفع الفائدة الاميركية ليرتفع مؤشر كاك الفرنسي 0,16 في المئة الى 5041,36 نقطة، وليزيد مؤشر فوتسي البريطاني 0,11 في المئة الى 6952,71 نقطة. لكنّ مؤشر داكس كان منخفضاً 0,15 في المئة الى 1106,84 نقطة.

وفي آسيا ونتيجة ارتفاع الين الياباني أقفل مؤشر نيكي في بورصة طوكيو منخفضاً 0,35 في المئة الى 19476,66 نقطة. لكنّ مؤشر شانغهاي زاد 0,15 في المئة الى 3582,75 نقطة، كما زاد مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ 1,45 في المئة الى 3582,75 نقطة.

امّا في اسواق المعادن الثمينة فزاد سعر الذهب 0,79 في المئة الى 1160,40 دولاراً للأونصة كما زاد سعر الفضة 1,80 في المئة الى 15825 نقطة. وزاد النحاس 2,94 في المئة الى 2,646 دولار.

وتابعت اسعار النفط الاميركي انخفاضها أمس مع استمرار الحديث عن الفائض في المعروض النفطي في الاسواق العالمية، فانخفض سعر النفط في نيويورك أمس 4,16 في المئة الى 42,80 دولاراً للبرميل، كما تراجع سعر نفط برنت الخام في اوروبا بنسبة 2,22 في المئة الى 54,70 دولاراً للبرميل.

وفي اسواق الصرف تراجع اليورو أمس 1,82 في المئة الى 1,667 دولار مع ارتداد الدولار الاميركي بعد هبوطه متأثراً بتوجهات الاحتياطي الفدرالي، فزاد الدولار 0,65 في المئة الى 120,87 يناً، وتراجع الاسترليني 0,85 في المئة الى 1,4848 دولار، كما ارتفع الدولار بنسبة 1,12 في المئة الى 1,2707 دولار كندي، وبنسبة 1,35 في المئة الى 0,9916 فرنك سويسري، وبنسبة 1,59 في المئة الى 0,7655 مقابل الدولار الاوسترالي.