IMLebanon

حوار وعتاب في جمعية التجار مع المحطات التلفزيونية

TradersStations

“المعاناة المشتركة بين قطاعي الإعلام والإعلان، وتأثيرها على القطاعين الاقتصادي والتجاري في لبنان”، كان عنوان الحوار الذي دعت اليه جمعية تجار بيروت مع رئيس مجلس ادارة تلفزيون لبنان طلال المقدسي في مقر جمعية التجار. ولكن الحوار توسع فأخذ منحى آخر ترجم بعتاب متبادل بين أصحاب المحطات التلفزيونية والتجار. فالفريق الاول يعاني من أزمات مالية دفعته الى التفتيش عن مصادر تمويل لمؤسساته لكي تستمر. فكان أن قرر، وبسبب تراجع إيراداته، أن يقتطع بدلاً من أصحاب الكايبل بمعدل 6 آلاف ليرة عن كل مشترك. وهذه الازمة دفعته الى معاتبة التجار كون بعضهم يمثلون وكالات لماركات عالمية، إذ لا تتعدى نسبة الاستثمارات الاعلانية استناداً الى التعرفة المعلنة 5% وهي نسبة متدنية مقارنة مثلاً بالامارات العربية 75%، والسعودية 70%، والكويت 50%. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ ثمة مضاربات غير مشروعة وغير مسبوقة. وما المثل الذي اعطاه المقدسي عن احدى الشركات التي توزع مواد غذائية سوى دليل على ذلك، فمساهمة الشركة المصنعة للحملة الاعلانية تبلغ 500 الف دولار، ومساهمة الوكيل الموزع تبلغ أيضا 500 ألف دولار، فيما بلغ الانفاق الاعلاني الفعلي 250 الف دولار فقط. كما أشار الى حملة اعلانية على محطات التلفزة اللبنانية بقيمة 4 ملايين دولار وفق التعرفة المعلنة، تم تسديد ثمنها 200 الف دولار اي ان الخسارة التلفزيونية 800 الف دولار من حملة معلن واحد.

أما عتب التجار فجاء على خلفية الازمة الإقتصادية التي تعانيها البلاد والتي تنعكس على القطاع التجاري. فالمحطات التلفزيونية، برأي احد التجار، تزيد من حدة الازمة عبر اضاءتها على الاحداث الامنية والسياسية، واهمال الامور الاقتصادية بما يؤدي الى هرب المستثمرين من لبنان. ولكن هذا الكلام رد عليه المقدسي بوقائع حصلت معه شخصياً مع غرفة التجارة والصناعة وجمعية الصناعيين عندما عرض عليهما فتح مساحة هوائية لهم يعرضون فيها ما يرونه مناسباً للقطاع الاقتصادي، ولكنهم حتى الآن “لم يتجاوبوا مع عرضنا”.
واللقاء كان مناسبة للحديث عن التدبير الذي تنوي محطات التلفزة الثمانية اتخاذه مع أصحاب الكايبل. هذا التدبير كان موضع ترحيب من التجار الذين تحدث باسمهم رئيس الجمعية نقولا شماس، مؤكداً وقوف الهيئات الاقتصادية الى جانب هذه المحطات التي تشغل نحو 3500 شخص على الاقل.
وفي كلمته، قارب شماس بين الأزمة المالية التي يعانيها قطاع الإعلام المرئي والمسموع وبين أزمة القطاع التجاري الذي عانى بدوره، ولا يزال، من معضلة مشابهة”. من هنا رأى أنه لا يجوز أن تستفرد الأزمة القطاعات الاقتصادية، كلّ على حدة، فينبغي التعاضد والتكاتف اذا أمكن لردّ الضربات الموجعة عن قطاعاتنا”.
وفي مداخلة لرئيس مجلس ادارة الـ “LBC” بيار الضاهر، لفت الى التطور الحاصل في قطاع الانترنت والاتصالات والذي سيؤدي حتماً الى أفول ظاهرة جهاز التلفزيون، وتالياً ستنحسر مشاهدة الاعلانات لأنه أصبح بإمكان المشاهد متابعة البرامج التي يريدها عبر تنزيلها عن الانترنت من دون الاعلانات.