IMLebanon

عن سيدات ناجحات في مهن الرجال

WorkingWoman2
باسكال صوما
في مجتمع ما زال محكوماً بالذكورية وما زالت غالبية الفئة الناشطة اقتصادياً فيه من الذكور، لا بدّ من التوقف بمناسبة عيد الأم عند نساء وأمهات يحققن نجاحات لافتة للانتباه في مهن الرجال، وربما يضفين بذلك لمسة رقة على مهن سِمتها الخشونة.
(77.2 في المئة من النساء اللواتي في سنّ العمل، غير ناشطات اقتصاديّاً أي غير عاملات ولا يبحثن عن عمل، مقابل 27.2 في المئة للرجال، وفق مسح العام 2009، الصادر عن «إدارة الإحصاء المركزي»)
تبدأ المحطة الأولى مع أمٍ لثلاثة أطفال، اسمها شفيقة الحاج، بعدما وقع زوجها تحت الديون وأصبحت الاوضاع المادية صعبة، سحبت شفيقة قرضاً كبيراً من البنك على اسمها، علماً أنها كانت مدققة حسابات في معمل. رسمت شفيقة الطريق وأسست محطة بنزين، بمساندة زوجها. وإذ كانت الأوضاع صعبة، اضطرت شفيقة للجلوس في المحطة وتعبئة البنزين للزبائن، وغسل السيارات، إضافةً الى الأعمال الأخرى من تدقيق الحسابات وشؤون موظفين. تقول شفيقة: «ليس انتقاصاً من الانوثة أبداً أن تعمل المرأة في مهنٍ متعبة وربما يُقال أن الرجال وحدهم يبرعون بها»، مضيفةً: «برغم كل الانتقادات التي أسمعها أنا مقتنعة، وقد نجحنا أنا وزوجي بفضل التعاون بالخروج من مشكلاتنا وبناء حياة هانئة لأولادنا، وكلام الناس لا يهمني». وتشير الى أن «لدى المرأة طاقات عظيمة جداً، والأم مستعدّة لفعل الكثير من أجل تأمين حياةٍ أفضل لأولادها».
أما المحطة الثانية، فبطلتها رولا حطيط، وهي الطيّارة الوحيدة في لبنان بين كل الطيارين الرجال، علماً أنّها أنهت دروسها في بريطانيا وتمارس مهنتها في لبنان في الوقت الحالي. ترى حطيط أن «الشخصية القوية هي التي تقود الإنسان إلى أحلامه، وهي التي تجعل المرأة أقوى من الصعوبات التي تواجهها في المجتمع». وتقول: «هناك من يمارس مهنةً بسيطة انما يمارسها بإتقان، وهناك في المقابل من يكون في أعلى المراتب ولا يقدّم سوى الفشل». وإذ لا تنفي حطيط ان «هناك صعوبات واجهت مسيرتها في ظل مجتمعٍ ذكوريّ، لا يعطي المرأة الحيّز الذي تستحقه»، تلفت الانتباه إلى أن «عائلتها كانت أكثر من دعمها لتحقيق طموحها والوصول الى ما هي عليه اليوم».
تتابع «السفير» جولتها وصولاً إلى زينة معلوف التي تقود كل صباح حافلة كبيرة للتلاميذ، تتسع لأكثر من 50 طالباً ومعلمة، تصطحبهم صباحاً الى المدرسة وظهراً الى البيوت. وتقول عبر «السفير»: الأهل يثقون بي لأنني أقود بتأنٍ وألتزم قانون السير وإشاراته». وتضيف ببعض الخجل: «في الحقيقة أحياناً تأتيني عروضٌ لرحلات سياحية لا سيما في الصيف، حتى أنني أعنت زوجي في القيادة في أكثر من رحلة سفر الى سوريا والأردن قبل أن تندلع الحرب». وترى زينة أن «هذا العمل يُضفي على حياتها معنىً، فتشعر أنها مسؤولة ومنتجة، لا سيما أنّ الظروف والعقلية القديمة لم تسمحا لها بإكمال دراستها حين كانت في سن الدراسة، ما أعاق الأحلام القديمة».
المحطة الأخيرة عند سميرة المصري التي تملك في الضاحية الجنوبية كاراجاً لتصليح السيارات، وتتساعد بذلك مع زوجها في هذه المهنة منذ سنواتٍ طوال. وبرغم كل ما يمكن أن يُقال عن امرأة تعمل في ميكانيك السيارات وتصليحها، وهي مهنة ليس فيها أيّ أنوثة، إلا أنّ سميرة استطاعت أن تثبت جدارتها، ذلك أنّ كثراً يقصدونها لتصليح أعطال سياراتهم.
رأي القانون
قانونياً للمرأة حق إبرام العقود المتعلقة بالائتمان والعقارات والممتلكات الأخـــرى كما تمارس العمليات التجـــارية من دون إجازة من زوجها وباسمها الشـخصي بعد تعــديل قانون التجــارة.
كما للمرأة الحق في إدارة أملاكها بشكل متساوٍ مع الرجل ومن دون تدخله أو موافقته، كما يمكنها التصرف بها مثلما تشاء، فتبيع وتشتري وترهن وتتنازل عنها من دون موافقة زوجها أو والدها أو ولي أمرها، سواء أكانت الأملاك قد آلت إليها قبل الزواج أو بعده. ولم يعد مبدئياً ما يمنع المرأة قانوناً من ممارسة المهنة التي تريدها، مع العلم أن القانون يمنع تشغيل النساء ليلاً في بعض الحالات وذلك ضماناً لسلامتهنّ. إلاّ أنّ المطلوب اليوم وكل يوم، أن تستمرّ المرأة في النجاح وتواجه إخفاقات الحياة، كإمرأة كاملة وشجاعة، فالحرية في العمل وفي غير ذلك، إنما تنبع من الداخل…