IMLebanon

التجارة والتسوّق عبر الإنترنت عالمياً ولبنانياً

ECommerce
طوني رزق
يدخل لبنان عالم التسوق عبر الانترنت في فترة اختبار رغم توقع مضاعفة هذه السوق سنويا خلال الخمس سنوات المقبلة. يبلغ حجم هذه السوق حاليا مليون دولار فقط سنويا غير ان التسويق الالكتروني مفتوح ليس فقط الى السوق المحلية والشرق اوسطية، بل يصل الى القارات الاخرى بدءا بأوروبا.
انها سوق بيع وشراء البضائع والخدمات عبر الانترنت تُضاف اليها عمليات الدفع الالكتروني المرتبطة بها. وهناك ثلاثة انواع من هذه العمليات:

أولا: البيع من التاجر الى المستهلك، وهي السوق الاكبر عالميا التي يبيع خلالها التجار منتوجاتهم الى المستثمر عبر الانترنت، ويقدّر حجم هذه السوق على المستوى العالمي بـ 1.2 تريليون دولار ( احصاءات العام 2013.) وتستحوذ الولايات المتحدة على 29 في المئة من هذه السوق.

ثانيا: من التاجر الى التاجر، وهي اتمام عمليات البيع والشراء بين المنتجين وتجار المفرق والجملة.

ثالثا: من المستهلك الى المستهلك: ويتم تبادل الخدمات والبضائع مباشرة بين المستهلكين في هذه السوق. ويتم تسهيل هذه المبادلات والمبيعات من خلال عناوين الكترونية بتبويب واضح لعروض وطلبات البيع والشراء. على المستوى العالمي، تدرّ هذه الاسواق مليارات الدولارات سنويا للشركات الثلاث الاكبر عالميا في هذا القطاع.

نما عدد المشترين عالميا من 792.6 مليون شخص في العام 2011 الى 903.6 مليون في 2012 والـ1.016 في2013 ويتوقع نموه الى 1.214 مليار في 2014 و1.229 مليار في2015 والى 1.341 مليار في العام 2016.

اما لبنانيا ورغم غياب شركات نقل وتسليم البضائع على مثال AMAZON وE-BAY فقد ظهرت عناوين الكترونية متخصصة في السنوات القليلة الماضية. وتبلغ نسبة التسوق عبر الانترنت في لبنان 10 في المئة مقارنة مع 40 في المئة الى المستوى العالمي.

وتتأثر سوق التسوق عبر الانترنت في لبنان بثلاثة عوامل رئيسية وهي:

اولا – كلفة خدمة الانترنت وسرعتها. وهي في لبنان توازي اربعة اضعاف الكلفة خارج لبنان. كما ان سرعة الانترنت تمثل عائقا امام انطلاقة التسوق عبر الانترنت رغم السعر الحكومي لتطوير هذه الخدمة سرعة وكلفة.

ثانيا – حسب الدراسات ارتفع عدد المشتركين في خدمة الانترنت في لبنان من1.7 مليون مشترك في العام 2012 الى 1.9 مليون في العام 2013 ثم الى 2.1 مليون مشترك في العام 2014. ويبدو ان انتشار استخدام خدمة الانترنت بلغ 66 في المئة في العام 2014.

ثالثا – باتت الشركات اللبنانية اكثر اقتناعا باطلاق خدمة البيع عبر الانترنت في موازاة مراكز البيع الكلاسيكية. اذ ان ذلك يزيد من مبيعاتهم.

اما بالنسبة الى حجم سوق التسوق عبر الانترنت في لبنان، وبحسب مصادر سوقية فانها تقدّر بنحو مليون دولار اميركي سنويا في اقل تقدير ويتفاءل القليلون في هذه السوق بمضاعفة النشاط في كل عام. وذلك اقله خلال السنوت الخمس المقبلة.

اما انواع الانشطة في سوق التسوق عبر الانترنت في لبنان فتشمل الازياء وملحقاتها، ثم المواد الغذائية، المشروبات، حجز تذاكر السفر، شراء الكتب وعمليات التداول اليومية ومبيعات المواد الاخرى.

وتستحوذ العمليات المصرفية على المساحة الاكبر من التجارة الالكترونية في لبنان، منها 49 في المئة للتحويلات المالية، 26 في المئة لدفع الفواتير المختلفة و18 في المئة لشراء تذاكر سفر الطيران، 12 في المئة لمراجعة الارصدة في الحسابات الصرفية وغيرها، 4 في المئة لتذاكر دور السينما، 6 في المئة للحجوزات الفندقية…

اما التحدي الاكبر الذي توفره هذه السوق في لبنان فهو توفير الامان خلال الدفع الالكتروني. الا انه ورغم حذر اللبنانيين ازاء الدفع الالكتروني فان هذه الانواع من الدفع ما زالت تنمو باستمرار. وساهمت المصارف كثيرا في تعزيز ثقة اللبناني بالدفع عبر الانترنت. ويكمن ذلك في ضمان المصارف تغطية اي عمليات احتيال تتم على البطاقات الائتمانية التي تصدرها.

وكشف بعض العاملين في هذه السوق ان هناك انواعا من البضائع اكثر سهولة وسرعة في التسويق الكترونيا من بضائع اخرى. ويجري العمل على اختيار البضائع المناسبة والاسعار الجذابة ايضا لانجاح وتعزيز التسوق عبر الانترنت في لبنان. ويعمد البعض الى التركيز ايضا على اي نوع من الزبائن يجب التوجه اليه.

فهناك الزبائن داخل لبنان، وهناك زبائن في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا. كما هناك زبائن في القارات الاخرى وذلك بدءا بالقارة الاوروبية. ويجدر بالتسويق الناجح معرفة الزبائن والخصائص والاساليب التي يجب اعتمادها للوصول اليهم. وقد يتوجب في البدء رصد موازنة معينة للنفقات الاعلانية. وقد توضح الامر مع مرور بعض الوقت.

اذ ان زائري صفحات التسوق عبر الانترنت لا يباشرون الشراء الا بعد زيارات عدة للمواقع الالكترونية، وقد تبدأ عملية الشراء من خلال شراء هدية قبل ان يتحول الامر الى تسوق دوري عبر الانترنت