IMLebanon

مَن قرَّر إستئناف الردم في المرفأ رغماً عن إرادة المسيحيِّين؟

BeirutPortFourthHarbor
رنا سعرتي
لم يضع قرار تجميد الردم في الحوض الرابع في مرفأ بيروت، حدّاً نهائيا لمشروع يرفضه ممثّلو القوى المسيحية بدعم أساسي من بكركي. والدليل على ذلك، استئناف أعمال الردم صباح أمس، رغم وعد رئيس الحكومة تمام سلام بتجميدها الى حين التوصل الى اتفاق في شأن المشروع.
فوجئ أصحاب الشاحنات العاملة في مرفأ بيروت أمس، باستئناف أعمال ردم الحوض الرابع من جديد، من دون أي سابق إنذار. وقد استمرّت الأعمال طوال النهار، ولم يقابلها اعتراض أو أمر بالتوقف من أي جهة. علما ان هناك اتفاقا مسبقا على عقد اجتماع في بكركي يوم الاثنين المقبل، مع موفد عن الهيئة الموَقّتة لإدارة مرفأ بيروت، للتداول في قضية الحوض الرابع.

إلا ان أعمال الردم استبقت انعقاد هذا الاجتماع ونتائجه، غير مبالية بموقف أكبر مرجع مسيحي وكل القوى المسيحية التي تتابع هذا الموضوع، وتضمّ كلّاً من: «التيّار الوطني الحر»، «الكتائب»، «المرَدة»، «القوات اللبنانية»، و»الطاشناق».

في هذا السياق، أكد عضو نقابة أصحاب الشاحنات فوزي شكور رفض نقابة اصحاب الشاحنات لمشروع الردم برمّته. واشار الى انه تم الاتصال ببكركي وكل ممثلي الاحزاب المسيحية، وقد نفوا جميعاً علمهم باستئناف أعمال الردم، مؤكدين عدم التوصل الى اتفاق حول مشروع الحوض الرابع لتتم المباشرة بأعمال الردم.

واعتبر ان الجهة التي أمرت باستئناف أعمال الردم، قد تكون استغّلت غياب النائب البطريركي العام المطران بولس صياح بداعي السفر، وانشغال المسؤولين بالأحداث والتطورات الاقليمية، من اجل اصدار قرار مباشرة الردم.

ورجح شكور ان تكون ادارة المرفأ اعتقدت ان باستطاعتها المساومة مع نقابة اصحاب الشاحنات من خلال تنفيذ مطالبها مقابل السير بمشروع الحوض الرابع. مشيرا الى ان مطالب النقابة بسيطة تتمثل بأسلاك كهربائية، وانشاء مراحيض، وتخصيص مدخلين للدخول والخروج.
وأعلن ان النقابة ستتحرك على أرض المرفأ اليوم، في حال استمرّت أعمال الردم لليوم الثاني على التوالي.

حنكش

من جهته، اعتبر نائب أمين عام حزب الكتائب الياس حنكش ان الخروج عن قرار تجميد عمليات الردم في الحوض الرابع، بمثابة غدر للاتفاق المبرم، «والذي تعهد من خلاله رئيس مجلس الوزراء تمام سلام بوقف أعمال الردم مقابل فكّ اضراب نقابة أصحاب الشاحنات في المرفأ». واوضح ان «جلّ ما يطالب به حزب الكتائب هو تشكيل لجنة وزارية لدرس المشروع».

وأعلن حنكش ان هناك اتفاقا بين الاحزاب المسيحية الخمسة برعاية بكركي، بعدم التهاون في معالجة هذا الملف، «ونحن كحزب الكتائب نصرّ على متابعته حتى النهاية، وباستطاعتنا تجنيد شبابنا وطلابنا ومؤييدينا للنزول الى المرفأ للاضراب والتظاهر في حال دعت الحاجة، ومن أجل مساندة نقابة أصحاب الشاحنات».

وأسف ان تتم معالجة الموضوع بهذه الطريقة عبر الغدر بقرار تجميد أعمال الردم، لان اجتماع بكركي الاخير الذي ضم تمثيلا وزاريا، خلص الى منح الرئيس سلام المزيد من الوقت من اجل عدم إحراجه في معالجة الموضوع. لكننا في المقابل لم نُعامَل بطريقة اللياقة نفسها».
كما أسف ان يتم التعامل مع الراعي الرسمي لهذا الملف، اي بكركي، بهذه الطريقة غير المقبولة.

وكشف حنكش أن معلوماته تفيد بأن أعمال الردم ستتوقف لغاية يوم الاثنين، موعد اجتماع بكركي المقرر للبحث في الموضوع. واشار الى ان استئناف الاعمال أمس لا يمكن أن يحصل لولا وجود غطاء من رئاسة مجلس الوزراء.

ورداّ على سؤال، شدد على ان القوى المسيحية لم تنم على الملف بل بعثت برسائل عدّة الى رئاسة مجلس الوزراء من خلال قنوات معيّنة، تؤكد إصرارها على موقفها المعارض لمشروع الحوض الرابع، «لأن طريقة إجراء المناقصة تعتبر «تهريبة» بالنسبة لنا».

واعتبر حنكش ان الإخلال بالوعود وانتهاز أيام العطل والردم في الليل، جميعها دلائل على ان ملف الحوض الرابع يخلو من الشفافية.