IMLebanon

نحو نظام نفطي عالمي جديد !؟

OilDollar2
طوني رزق

بدأت التطورات الجدية في النظام العالمي النفطي تغيّر التوجهات الاستراتيجية لمنتجي ومستهلكي النفط، كما للمستثمرين المتداولين به في الاسواق العالمية. وتبقى التوقعات متشائمة في الاجمال.
لا شك ان العالم النفطي دخل في مرحلة جديدة لا رجوع عنها. وعلى الجميع التأقلم مع المجالات الجديدة والاعتياد على تقلبات اسعار النفط بقوة في المستقبل.

على ان الاتجاهات تبدو انخفاضية بصورة عمومية، خصوصا اذا تكرّس الاتفاق على الملف النووي بين الولايات المتحدة الاميركية وايران، واذا ما تمسكت منظمة اوبك والمملكة العربية السعودية بحجم انتاجها الحالي، وكذلك مختلف الدول المنتجة للنفط.

ياتي ذلك بالتزامن مع دخول انتاج النفط الصخري على الصناعة النفطية في الاسواق العالمية. والى جانب استخدام العالم لطاقات بديلة من النفط، كالطاقة الكهربائية والمائية والنووية والشمسية.

وتزداد واقعية هذه القراءات مع تباطؤ النمو الاقتصادي في انحاء عديدة من العالم ابرزها اوروبا والصين.. كما ان ارتفاع اسعار صرف الدولار المتوقعة على نطاق واسع مع اول رفع لاسعار الفائدة الاميركية سوف يلعب دوره في خفض اسعار النفط. ان العودة الى الوراء باتت مستحيلة نظرا للتطورات المذكورة.

وعلى الجميع اعادة النظر بالاستراتيجيات الاستثمارية في ضوء هذه المستجدات، علما ايضا ان دخول الغاز يلعب دوره في المعادلة الجديدة. كما ان الاكتشافات النفطية الكبيرة في الحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط دفعت اسرائيل وقبرص للدخول الى عالم الدول المنتجة للنفط الى جانب سوريا.

وحتى لبنان سوف يدخل في نادي الدول المنتجة للنفط. ومع الشكوك في ان العالم وصل الى قمة قدراته الانتاجية من النفط، وهو الآن في مرحلة استنزاف الكميات المتوفرة، تبقى توقعات تجاوز حجم المعروض النفطي في العالم للطلب كبيرة وواسعة وضاغطة على الاسعار وعلى النظام النفطي العالمي الراهن..

حركة الاسواق المالية

مع دخول العالم في عصر نفطي جديد من الأسعار المنخفضة في ظل تمسّك المملكة العربية السعودية ومنظمة اوبك بمواصلة الانتاج النفطي اليومي بالكميات الراهنة، وفي ظل اقتراب التوصل الى اتفاق اميركي – ايراني قد يدفع ايران للتوسّع في بيع وانتاج النفط، وفي ظل دخول انتاج النفط الصخري على الخط ايضا، فان كل ذلك يقود الى تحركات جديدة في الاسواق المالية.

ومع استمرار التساؤل حول مصير اليونان المالي ومصير عضويتها في منطقة اليورو، ومع بقاء الانظار مركزة على اي اتجاه اميركي حول رفع اسعار الفائدة، فان تقلبات الاسعار بقوة تبقى محط التوقعات على نطاق واسع.

في هذه الاجواء، انتعش الدولار الاميركي امس وارتفع بنسبة 0.12 في المئة الى 119.32 ينا، وانخفض اليورو 0.33 في المئة الى 1.0847 دولار.

ومع ترقب الاسواق لكلمة رئيسة الاحتياطي الفدرالي الاميركي جانيت يلين، تراجعت الاسهم عند الفتح في ردهة بورصة وول ستريت لينخفض مؤشر داو جونز بنسبة 0.23 في المئة الى 17678.23 نقطة، وتراجع مؤشر ستاندرد اند بورز بنسبة 0.24 في المئة الى 2056.15 نقطة. وتراجع مؤشر ناسداك 0.27 في المئة الى 4863.36 نقطة. لكن الاسعار تحركت في البورصات الاوروبية بعد مبيعات امس الاول.

وزاد مؤشر داكس الالماني 0.54 في المئة الى 11907.8 نقطة. وتراجع مؤشر فوتسي البريطاني 0.22 في المئة الى 6879.82 نقطة. وزاد مؤشر كاك الفرنسي 0.58 في المئة الى 5035.30 نقطة. وأدّت البيانات الاقتصادية الضعيفة الى اقفال مؤشر نيكي في بورصة طوكيو على انخفاض 0.95 في المئة الى 19285.63 نقطة، في حين زاد مؤشر شانغهاي 0.27 في المئة الى 3691.95 نقطة.

ومع انحسار المخاوف في شأن الامدادات النفطية من الشرق الاوسط، عادت اسعار النفط للهبوط امس. وتراجع سعر النفط في نيويورك 1.54 في المئة الى 50.64 دولارا للبرميل. كما تراجع سعر برميل نفط برنت الخام 1.52 في المئة الى 58.29 دولارا.

وبعد سبعة ايام من الارتفاع ومع انتعاش الدولار الاميركي تراجع سعر الذهب امس بنسبة 0.44 في المئة الى 1199.50 دولارا للاونصة. كما تراجع سعر اونصة الفضة بنسبة 0.32 في المئة الى 17.15 دولارا.

اما في بورصة بيروت للاسهم فتراجع سعر اسهم سوليدير الفئة (ب) بنسبة 2.28 في المئة الى 11.12 دولارا، في جو استقرار اسهم الفئة (أ) على 11.35 دولارا. وتراجع سعر اسهم بنك عودة العادية 0.58 في المئة الى 6.76 دولار، وزاد سعر كل من اسهم بلوم العادية وبيبلوس فئة (2008) بنسبة 2.1 في المئة و0.09 في المئة الى 9.70 دولار و102.50 دولار على التوالي. اما سعر التداولات فكان 43644 سهما قيمتها 361187 دولارا.