IMLebanon

تدهور الأوضاع الأمنية عند الحدود السورية – الأردنية شاحنات لبنانية عالقة بحمولتها الزراعية تنتظر مَن يُنقذها

JaberPassageJordan
أغلقت الاردن معبر “جابر” على حدودها مع سوريا، اثر سقوط المعبر السوري “نصيب” بيد “جبهة النصرة” بعد معارك مع جيش النظام السوري. ونتيجة تدهور الوضع الامني، تكدست العشرات من الشاحنات المحملة بالبضائع في ساحات مركز حدود جابر بين الأردن وسوريا، بعد إغلاق الأردن للمركز موقتا من جراء كثافة القصف قرب المركز الحدودي. ومع اقفال معبر النصيب توقفت حركة التصدير من لبنان الى الاردن، ما سيكون له تداعيات سلبية على قطاع الزراعة اللبناني والعاملين فيه، كذلك على التجار والمصدرين وقطاع النقل البري اللبناني الخارجي.

وفي هذا السياق، ناشد رئيس تجمعّ المزارعين في البقاع ابرهيم ترشيشي عبر “النهار” المسؤولين عقد اجتماع طارئ لمناقشة الازمة المستجدة بانقطاع الشريان الرئيس للاستيراد والتصدير البري، وطريقة التعامل معها بعدما ادت الى توقف حركة الشحن عبر المصنع امس وفق ترشيشي، متخوفا من حرب اقتصادية بين الاردن وسوريا يدفع ثمنها المنتج والمصدر اللبناني.
لم يتبلغ ترشيشي بوقوع اصابات بالارواح او اضرار بالشاحنات وحمولتها من جرّاء المعارك عند معبر نصيب الذي تسوده الفوضى، وافاد ان ثمة نحو 100 شاحنة مبردة ومحمّلة بالانتاج الزراعي اللبناني من برتقال وحمضيات وموز، ما بين معابر المصنع اللبناني وجديدة يابوس ونصيب السوريين. ذلك ان هذه الازمة تأتي في وقت حركة التصدير الزراعي في ادنى مستوياتها وقبل بدء المواسم الزراعية. وتشير بعض المعلومات ان الشاحنات التي يتوقع ان تعود الى لبنان في الايام المقبلة، في حال عدم إعادة فتح المعبر، تتخطى حمولتها الاجمالية 2000 طن من المنتجات الزراعية بقيمة تصل الى قرب مليوني دولار، فيما تحدثت معلومات عن تعرض العدد من هذه الشاحنات لعمليات نهب من المجموعات المسلحة التي تسيطر على الحدود الاردنية – السورية.
من جهة اخرى، أشار نقيب اصحاب الشاحنات المبردة عمر العليّ لـ” النهار”، وبناء على ما توافر لديه من معلومات، بأنه بعد سقوط معبر “نصيب” السوري الحدودي مع الاردن بيد “جبهة النصرة”، لم يعدّ هناك اي وجود لجيش النظام السوري عليه وغادره عناصر الجمارك السورية والموظفون المدنيون، وبقيت الشاحنات عالقة في المعبر. واضاف ان بعض الشاحنات تمكنت من العودة ادراجها الى الداخل السوري، ومنها ما كان قد انجزت معاملات عبورها فتقدمت باتجاه معبر جابر الاردني، ولكن السلطات الاردنية اغلقت معبرها ولم تسمح لاحد بدخوله، وغادره الموظفون المدنيون وعناصر الامن الاردنيون وتسلّمه الجيش الاردني، وفق العليّ الذي يتابع الموضوع. أضاف ان الاردن اغلق ايضا معبر “العمري” لجهة السعودية لمنع توافد الشاحنات الى معبر “جابر”. فيما اعادت السلطات السورية قافلة الشاحنات التي كانت قد خرجت من معبر “جديدة يابوس” متوجهة الى “نصيب”. وطمأن العليّ بان لا خسائر بارواح السائقين، موضحا بأن عددا من الشاحنات اللبنانية تضررت من شظايا القصف والمعارك وتكسرت نوافذها، وانفجر لغم ارضي ببراد. وتواصل نقيب اصحاب الشاحنات المبرّدة مع مكتب رئيس الحكومة تمام سلام ووزارة النقل، طالبا التدخل مع السلطات الاردنية للسماح للشاحنات العالقة ما بين الحدود السورية – الاردنية بالدخول الى معبر “جابر” الاردني للاحتماء.
يذكر ان 70% من الانتاج الزارعي اللبناني يصدر برا اي ما يوازي 400 الف طن سنويا، في وقت 40% من إجمالي حجم الصادرات اللبنانية تصدر عبر سوريا الى الدول العربية والخليجية اي ما يوازي أكثر من 1.5 مليار دولار سنويا، فيما لا يتعدى التصدير البحري 30% من إجمالي حجم المنتجات الزراعية المصدرة، وهذا التصدير يقتصر على التفاح والعنب والبطاطا، وأكثر من 60 شاحنة لبنانية معدة للتصدير الخارجي تعبر معبر النصيب يوميا.
ونتيجة الوضع الراهن، إرتفعت المخاوف في أوساط مصدري المنتجات الزراعية من أن ينعكس التدهور الأمني على الحدود الاردنية – السورية، وإغلاق المعبر الاردني، عليهم سلبا، اذ لن يتمكنوا من التزام العقود التي وقعوها مسبقا والخاصة بالبضائع المنقولة الى الأردن والى دول الخليج عموما، ما سيرتب عليه غرامات مالية كبيرة ترتفع قيمتها بحسب التأخير في تسليم البضائع. كما ستؤدي هذه الازمة في حالة طالت الى بحث المستوردين الخليجيين والعرب عن موردين آخرين، مما سيحمل القطاع الزراعي اللبناني مزيداً من الاعباء، وستتكدس المنتجات في الاسواق اللبنانية في خطوة قد تخفض اسعارها وتحمل المزارعين خسائر لا تحمل. ومع الاشارة ايضا الى ان المصدرين يعانون أصلاً من كلفة النقل البري عبر سوريا والذي إرتفع بأكثر بحوالى 50% منذ إندلاع الازمة في آذار 2011 نتيحة الاوضاع الامنية.