IMLebanon

زعيتر: إعادة فتح “معبر نصيب” من مصلحة المصدِّر اللبناني

بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على إقفاله، أعيد صباح الاثنين فتح “مِعبر جابر – نصيب” الحدودي الرئيسي بين سوريا والأردن، بعدما استبدلته الدولة اللبنانية طوال فترة الإقفال، بمحاولات نقل البضائع اللبنانية بحراً وجوّاً بأكلاف عالية.

في السياق، أكد وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال غازي زعيتر في حديث لـ”المركزية” “استفادة لبنان من إعادة فتح هذا المعبَر، إذا ما قمنا بمقارنة الأرقام التي كنا نتكبّدها في عملية التصدير عبر البحر ومدى كلفته على المزارع اللبناني، واستناداً إلى الإحصاءات التي كانت تُعدّ حول مرور الشاحنات من سوريا إلى الأردن فدول الخليج والبحرين وعُمان وغيرها، يتبيّن لنا من خلال كل ذلك، مصلحة كبيرة للبنان في اعتماد مِعبَر “نَصيب”  لتصدير البضائع اللبنانية”.

وعما إذا كانت هناك شروط على المصدّرين اللبنانيين ليتمكّنوا من نقل منتجاتهم عبر هذا المعبَر، أكد زعيتر أن “الاتصال بالجانب السوري مستمر على صعيد الوزراء المعنيين بهذا الموضوع”، مشيراً إلى أن “سوريا صدرها رَحِب وتقف دائماً إلى جانب لبنان، مع الإشارة إلى بدء تصدير الموز اللبناني إلى سوريا”.

أما في حال صدر أي تحفظ سياسي من الداخل حيال التنسيق مع سوريا، فقال زعيتر: “من الضرورة الاستمرار في التنسيق بين الدولتين انطلاقاً من اتفاقات موقّعة بين الطرفين – معاهدة أخوّة وتعاون وتنسيق – وجود  المجلس الأعلى اللبناني – السوري-  تبادل السفارات بين البلدين. لذلك أنا أتحرّك استناداً إلى نصوص دستورية وقانونية وليس على صعيد شخصي”.

وأضاف: “إذا نظرنا إلى مصلحة المزارع اللبناني، نجد أن 85 في المئة من منتجاته الزراعية تمرّ عبر سوريا إلى الأردن فالدول العربية المذكورة. ونحن نؤيّد فتح كل المعابر وليس معبر “نصيب” فقط”.

وعما إذا كانت هناك عرقلة سياسية من الداخل رفضاً للتنسيق مع الجانب السوري، اكتفى زعيتر بالقول: “سوريا لن تعاملنا بالمثِل”.

وفي هذا السياق، يعتقد خبراء متابعون لـ”المركزية”، أن “المزارعين اللبنانيين هم الأكثر استفادة من إعادة فتح المعبَر لأن المنتج الزراعي اللبناني من خضار وفاكهة مطلوب في الدول الخليجية ويمكن إعادة تسويقه بسهولة. وتعود الفائدة أيضاً لقطاع الصناعات الغذائية والصناعات الثقيلة مثل المولّدات والمحوّلات والآلات الصناعية، فيما تتفاوت الأهمية لسائر القطاعات الإنتاجية كون الصناعيين المصدّرين عملوا خلال سنوات انقطاع التواصل البرّي بين سوريا والأردن على التفتيش عن أسواق جديدة وزبائن جدد وشراكات تجارية جديدة، من دون أن يعني ذلك أنهم فقدوا أو قطعوا التواصل مع شركائهم القدامى”.

ويقول الخبراء: “نجح عدد منهم في نسج هذه العلاقات الجديدة، ورفعوا من مستوى جودة الإنتاج لديهم وطبّقوا المواصفات والمعايير الأوروبية المطلوبة في مصانعهم وتابعوا دورات تدريبية واستعانوا بخبرات دولية لتحسين النوعية، كذلك طوّروا أيضاً عملية التعبئة والتغليف لتصبح أكثر مواكبة للمتطلّبات”.

وتمنوا أن “يكون المنتجون مستعدين لخطوة إعادة فتح المعبَر لتلبية الطلبيات والحاجات للأسواق الخليجية التي لم تبخل يوماً على المنتج اللبناني”.

أما بالنسبة إلى القطاع السياحي، فيعتبر المراقبون أن “تنشيط الحركة السياحية في الاتّجاهين بين لبنان والأردن وبالعكس عبر سوريا، ستكون عرضة لمسألة عامل الثقة والأمن والاستقرار في سوريا ولو كانت المنطقة والطريق المؤدّية إلى المعبَر سالكة وآمنة”.

ونقل رئيس تجمّع مزارعي وفلاحي البقاع ابراهيم ترشيشي عن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم “تأكيده إمكان مباشرة عملية التصدير من لبنان إلى الدول العربية عبر مِعبرَيّ “نصيب” و”جابر” عند الحدود السورية – الأردنية.

ولفت ترشيشي في بيان، إلى أن “اللواء ابراهيم، بعد اتصالاته بالجانب السوري، أكد أن الطريق مفتوحة أمام المنتجات اللبنانية وأن الوضع عاد إلى طبيعته وواقعه ما قبل أزمة الحدود عام 2015”.

واعتبر أن “اللواء ابراهيم نقل أمراً وخبراً مُفرحاً للآلاف من اللبنانيين بدءاً من المزارعين إلى المصدِّرين وأصحاب المشاغل ومكاتب التخليص الجمركي وسواها من مئات العائلات التي طالما انتظرت هذه البشارة”.