لا يستبعد مصدر وزاري لصحيفة “اللواء” ان يثار موضوع نقل “تلفزيون لبنان” مقابلة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله في مجلس الوزراء الاربعاء، مع العلم ان اوساطاً شبه رسمية أكدت انه بعد توضيحات إدارة تلفزيون لبنان من ان النقل تمّ عن تلفزيون “المنار” وليس عن الإخبارية السورية، وذلك احتراماً لسياسة النأي بالنفس، وفقاً لوزير الإعلام جريج، اعتبر الموضوع بحكم المنتهي. إضافة إلى ان التلفزيون الرسمي، أوضح في نشرته الإخبارية المسائية، بما يشبه الاعتذار من ان التلفزيون يعمل مهنياً وسياسياً ووطنياً بالتوجه العائد للحكومة ورئيسها ووزير الإعلام، وانه لم يتم أي اتصال مع أي جهة سياسية أو إعلامية سورية، وانه يلتزم بسياسة الحكومة اللبنانية بالنأي بالنفس عن الحرب الدائرة في سوريا، وبالتالي عدم التعاطي مع النظام السوري.
إلا أن المصدر أكد أن الوزير جريج الذي أثار هذا الموضوع مع رئيس الحكومة تمام سلام قبل جلسة مجلس الوزراء يعتزم تنفيذ القانون في ما خص وسائل الإعلام التي تتجاوز القانون والآداب المهنية وتلحق الضرر بالمصلحة الوطنية العليا.
وقال جريج لصحيفة “الراي” الكويتية ان تلفزيون لبنان هو تلفزيون عام، ينقل أخبار ومداخلات كل القوى السياسية في لبنان، وسبق أن نقل خطابات للسيد حسن نصرالله، إنما الموضوع الذي أثار التساؤل هو لماذا أخذ هذا النقل عن (الإخبارية السورية)، في حين أننا نعتمد في الحكومة سياسة (النأي بالنفس) وليس لدينا اتصال مع النظام (السوري) والهيئات التابعة له وأنا أتابعه من أجل معالجته واتخاذ التدابير اللازمة بهذا الخصوص.
وفي حال طرْح هذا الموضوع على طاولة مجلس الوزراء، أجاب: “سأبدي وجهة النظر التي قلتها لجهة انه يمكن أن يكون هناك خطأ في التعامل مع (الإخبارية السورية)، ليس في نقل خطاب السيد نصرالله في حد ذاته، لأن تلفزيون لبنان يفسح المجال أمام القوى السياسية كافة لتبدي رأيها والسيد نصرالله يمثل فئة من فئات المجتمع اللبناني ويمكنه التكلم وهو ممثّل في الحكومة. اما الموضوع الذي يدعو إلى التساؤل فهو لماذا تم النقل عن (الإخبارية السورية.)
الى ذلك، اكدت مصادر في تلفزيون لبنان لصحيفة “الاخبار” أن من صلب واجبات التلفزيون الرسمي الابتعاد عن القضايا الخلافية وأن يكون متوازناً بين مختلف التوجهات السياسية في البلد.
ورفضت المصادر الانتقادات الموجهة إلى التلفزيون، مشيرة إلى أن من اتخذ قرار بث مقابلة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله هو مدير الأخبار صائب دياب المعروف بقربه من فريق 14 آذار، لافتة إلى أن التلفزيون، في السنوات القليلة الماضية، كان أكثر انحيازاً إلى فريق 14 آذار وسياساته، وأن توجهاً بدأ قبل شهرين لاتباع سياسة أكثر توازناً.
فالتلفزيون نقل شهادة الرئيس فؤاد السنيورة في المحكمة الدولية على مدى أربعة أيام متواصلة ومن دون أي انقطاع، مع كل ما تضمنته الشهادة من اتهامات لـ”حزب الله”، كما أجرى عشية الاحتفال بذكرى 14 شباط مقابلات خاصة مع 30 شخصية من فريق 14 آذار، بُثّت على مدى عدة أيام، وتضمّنت مواقف سياسية حادة تجاه الحزب.
أما في ما يتعلق بإثارة جريج الموضوع من ناحية الاتصال بـ”الإخبارية السورية”، فأشارت المصادر إلى أنه لا توجد مقاطعة إعلامية لبنانية لسوريا. وكل القنوات التلفزيونية تبث الصور التي تنقلها القنوات الرسمية السورية التي لها الحق الحصري في نقل صور المسؤولين السوريين.
واستغرب مسؤول العلاقات الإعلامية في “حزب الله” محمد عفيف “تكبير الأمر”، مشيراً في حديث لصحيفة “الاخبار” إلى أن تلفزيون لبنان هو تلفزيون كل اللبنانيين، وينبغي أن يكون متوازناً. وبث المقابلة هو جزء بسيط من عملية تحقيق التوازن.
وأكّد أنه زار مدير عام التلفزيون طلال المقدسي وأثار معه التغطية الإعلامية المنحازة للتلفزيون، وقدم له لائحة طويلة من التغطيات غير المتوازنة للأحداث، وطلب منه أن يكون التلفزيون أكثر عدالة. لكن هذا جرى قبل فترة طويلة من قرار إعطاء الأمين العام لـ”حزب الله” السيد نصرالله مقابلة للتلفزيون السوري، وحتى قبل العدوان على اليمن.
ورأى أن إثارة السفير السعودي الأمر دليل على غيظ السعوديين من أي انتقاد في أي مكان في العالم يكشف جرائم عدوانهم. الأمر لا يتعلق لا بالاخبارية السورية ولا بأصل بث مقابلة السيد نصرالله، بل يتعلق أساساً بالكلام الذي قيل عن السعودية.
وكان تلفزيون لبنان اوضح في مقدمة نشرة أخباره المسائية ليوم الثلاثاء في 7 نيسان 2015، أنّ خطوة بث المقابلة تصب في إطار النقل المباشر لكل الاطياف اللبنانية، مؤكداً إلتزامه مهنياً وسياسياً ووطنياً بالتوجه العائد للحكومة ورئيسها ووزير الاعلام.
وجاء في نص المقدمة التالي:
“لأنّ “تلفزيون لبنان” لكل لبنان كان النقل المباشر من المحكمة الدولية لشهادة الرئيس فؤاد السنيورة على مدى اربعة ايام متتالية.
ولانّ “تلفزيون لبنان” عربي الانتماء كان النقل المباشر على مدى ثلاثة ايام للتعازي بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من الرياض ومن وسط بيروت.
ولانّ “تلفزيون لبنان” لكل الاطياف اللبنانية كان النقل المباشر دوماً لكل الزعماء والقيادات في لبنان.
ولانّ “تلفزيون لبنان” يتبنى ويلتزم ويعمل بتوجيهات الدولة فإنّه يترجم المواقف الرسمية من الاحداث في المنطقة.
ولانّ “تلفزيون لبنان” كذلك فإنه لم يترك ايّ فرصة إلا وشكر المملكة العربية السعودية على مساهماتها في دعم لبنان وجيشه ومناطقه وشعبه كما شكر كل دولة قدمت العون للبنان.
ولانّ “تلفزيون لبنان” ينقل مباشرة مواقف القيادات اللبنانية في سياق مهني ـ موضوعي ودقيق يهمه ان يوضح انّ النقل المباشر لمقابلة الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله الليل الفائت جاء على غرار ما يقوم به من نقل لكل مواقف الزعماء والقيادات المسؤولين هم عن مواقفهم وليس التلفزيون القائم بالنقل.
والنقل المباشر الذي تمّ للمقابلة اتى عن طريق تلفزيون “المنار” وليس مباشرة عن طريق الاخبارية السورية، وقد اوضحنا ذلك لوزير الاعلام رمزي جريج وبلغنا انّه لم يتم من قبلنا ايّ اتصال مع ايّ جهة سياسية او اعلامية سورية، واكدنا انّ “تلفزيون لبنان” يلتزم بسياسة الحكومة اللبنانية بالنأي بالنفس عن الحرب الدائرة في سوريا، وبالتالي عدم التعاطي مع النظام السوري.
بناءً على كل ذلك، فإنّ “تلفزيون لبنان” يعمل مهنياً وسياسياً ووطنياً بالتوجه العائد للحكومة ورئيسها ووزير الاعلام”.