IMLebanon

فساد اقتصادي «مشبع» في المواد الغذائيّة واللبناني لا يعرف ماذا يأكل !

QualityFood

ناتاشا بيروتي

لم يعد يعرف المواطن اللبناني ماذا يأكل، وان عرف ما يأكل، لن يأكل، معادلة مشبعة «بالفساد». ظلت قضية «سلامة الغذاء» تشغل حيزاً واسعاً من الإهتمامات الرسمية والشعبية، وفي كل يوم يتم الكشف عن اصناف جديدة تضاف الى لائحة «الغير مطابق» لتتوالى الفضائح يوماً بعد يوم، انه الفساد الذي يضرب المواد الغذائية لحوم، أسماك، معلبات، وغيرها من المأكولات التي تدخل الى بيوت اللبنانيين وفي داخلها اسرار «معفّنة»، ترفع حالات التسمم، لتقتل أحياناً، إنه الاستهتار بحياة الناس واللامبالاة لصحتهم ، وكله سببه تراخي الدولة سابقاً بتطبيق القانون بفعالية وتجاهلها للرقابة التي سمحت لتجار الموت من الانتشار في كل مكان، فأتت حملة وزير الصحة وائل ابو فاعور لتكون لهم بالمرصاد.
اذاً اصبحت لقمة اللبناني مغمسة بالأمراض والميكروبات وباتت معظم المنتجات الغذائية التي نشتريها خارجة عن المواصفات الصحية المفروضة.
فماذا يأكل اللبناني، وهل تعوّد الفساد فأصبح ينظر له كأمراً واقعاً؟
اختلفت آراء اللبنانيين حول حملة ابو فاعور لمكافحة «الفساد الغذائي»، فمنهم من أيد ومنهم عارض. رصدت «الديار» تفاوت المواقف الواضح لدى المواطنين.
«لن نأكل اللحوم بعد اليوم»، لم نعد نثق بالدجاج ولا الالبنان ولا الاجبان… حرمونا الاكل، عبارات ترددت على ألسنة عدد كبير من الناس الذين فوجئوا بالفساد المشبع بمأكولاتهم. وفضلوا اخذ الحيطة والحذر وتجنب تناول الطعام خارج المنزل حفاظاً على سلامة صحتهم.
تشير هدى الى انها تتجنب الاكل في المطاعم واصبحت تقصد الاماكن التي لم تذكر ضمن لائحة «الغير المطابق»، لافتة الى ثقتها بوزير الصحة وبمحلمته المنصفة التي كشفت للبنانيين «طاعوناً» مستشرياً بموادهم الغذائية، وردع كل مفسد على مساحة الوطن.
في المقابل، تؤكد عايدة ان غياب الرقابة لسنين طويلة هي التي فاقمت الازمة، فأين كانت الدولة سابقاً، ولماذا اختارت هذا التوقيت لشن حملتها، ولماذا لم تكن تبالي لصحة المواطن سابقاً، وتقول: «بصراحة» لم اعد اثق بالمأكولات ولا حتى بالدولة ولا بالحملة المؤقتة.
اما القسم الآخر فاستمروا في حياتهم بشكل طبيعي، واكملوها بلا مبالاة مثلما كما كانت قبل حملة «سلامة غذاء».
فتقول فاديا: «صرلنا سنين عم ناكل وما ضررنا، وماخايفين خصوصاً وان حملة ابو فاعور مستمرة، وما حدا حيتجرأ بعد الحملة بالمتاجرة بصحة اللبناني، لأنو شافوا كيف بكون العقاب».
من جهتها، تلفت فاطمة الى ان الفساد والمفسدين موجود في كل بلدان العالم ولكن التشهير الاعلامي اللبناني الذي يسارع الى التقاط الاحداث بهدف تسجيل سبق صحافي هو من ضخم الامور، ولن نخاف بعد اليوم في ظل حملة مكافحة الفساد الفعالة التي ترصد وتعاقب كل من يستهتر او يقصر او يتلاعب بمنتوجاته.
طبعاً كان لهذه الحملة تأثيرٌ في حياة المواطنين، لكن إلى اليوم لم يضربوا عن الطعام بشكل كامل، فهم مستمرون في حياتهم.
«فعلى الرغم من الفضائح التي اعلنت عنها وزارة الصحة، لا يزال معظم اللبنانيون يرتادون المطاعم وكأن شيئاً لم يكن».
وفي جولة لـ«الديار» على بعض المطاعم التي وردت اسماءها على لائحة ابو فاعور «الغير مطابقة»، كان الوضع مثلما كان متوقعاً، المطاعم تعجّ بالزبائن، فاللبناني يحاول التأقلم مع الواقع الذي يواجهه، ويحاول ان يعيش الوضع بحلوه ومره، اذ لم يعد يهتم كثيراً ربما لأن السلطات المعنية تحركت في خطوة لطمأنة اللبنانيين ولكن، الى متى ستستمر هذه الحملة وهل ستنام مع نهاية وزارة ابو فاعور؟ وهل ستبقى صحة اللبناني رهن السباقات السياسية؟