IMLebanon

إعتراضات وتساؤلات حول حصر تسهيلات السفر الى فرنسا بأربع وكالات

beirut-international-airport-rafic-hariri
رنا سعرتي
يحمل اتفاق التعاون الذي وقّعته القنصلية الفرنسية مع 4 وكالات لبنانية للسفر، في طيّاته، خلفيّات تجارية وسياسية، حسبما يؤكد المتضرّرون، ما قد يدفع وزارة السياحة اللبنانية الى التدخّل لحماية أصحاب مكاتب السفر والسياحة من المضارَبة غير المشروعة.
أثار توقيع القنصلية العامة الفرنسية، اتفاق تعاون مع 4 وكالات لبنانية للسفر، اعتراضَ نقابة أصحاب مكاتب السفر والسياحة، لأنّ هذا المشروع التجريبي لمدة عام، والذي يهدف الى ترويج السياحة الفرنسية، تناول أربع وكالات سفر لبنانية وأهمل 270 أخرى، وفقاً لنقيب أصحاب مكاتب السفر والسياحة جان عبود.

واعتبر عبود أنّ هذا التعاون سيخلق مضاربة غير مشروعة وتمييزاً بين وكالة وأخرى وستنجم منه أضرار مادية. وفيما وجّهت نقابة أصحاب مكاتب السفر والسياحة كتاباً اعترضت فيه على التدبير الذي اتخذته القنصلية العامة الفرنسية، وأعلمت وزارة السياحة بذلك، كشف وزير السياحة ميشال فرعون لـ»الجمهورية» عن اجتماع سيعقده مع النقابة للاطلاع على تداعيات هذا الاتفاق وانعكاساته على وكالات السفر والسياحة، «وفي حال تبيّن وجود أيّ ضرر، لن تتأخر الوزارة في القيام بواجباتها لحماية المؤسسات السياحية».

وأكد فرعون أنّ وزارة السياحة لم تكن على علم بتوقيع هذا الاتفاق بين القنصلية والوكالات الاربع، مشيراً الى أنه يحق لأيّ سفارة أو قنصلية في لبنان عقد اتفاقيات مع القطاع الخاص «لكننا سندرس الانعكاسات على الشركات مقابل التسهيلات للمسافرين، ونتّخذ القرار المناسب في ضوء المعطيات المتوفّرة».

وتقول مصادر تعمل في القطاع السيحي، إنّ «اتفاق التعاون الذي وقّعته القنصلية الفرنسية مع 4 وكالات سفر لبنانية له خلفيات سياسية بقدر ما له خلفيات تجارية».

من الناحية التجارية، تحاول شركة «ايرفرانس» زيادة حصّتها في سوق الطيران اللبناني، على خط بيروت – باريس – بيروت الذي يشهد ازدحاماً والذي تستحوذ شركة طيران الشرق الاوسط على الحصّة الاكبر منه بدعم من كلّ وكالات السياحة والسفر اللبنانية.

لذلك تسعى «ايرفرانس» من خلال اتفاق التعاون مع الوكالات الاربع، الى استقطاب كلّ المسافرين على خط بيروت – باريس – بيروت، عبر تقديم «تسهيلات من ناحية الحصول على التأشيرات اضافة الى رزم سياحية بأسعار مخفّضة تشمل بطاقات السفر وتأشيرة الدخول الى فرنسا».

في المقابل، يفتح هذا الاتفاق باب المضاربة غير المشروعة بين وكالات السفر اللبنانية، إذ إنّ طلبات التأشيرات المقدَّمة من الوكالات الاربع، ستحصل على امتيازات من ناحية فترة اصدار التأشيرة، وعدم اضطرار المسافر الى زيارة السفارة وتقديم الوثائق والملفات، وجميعها إجراءات مطلوبة من الوكالات الاخرى التي لا يشملها اتفاق التعاون. هذا بالاضافة الى «الاسعار المخفّضة التي ستخصّ «ايرفرانس» بها الوكالات الاربع»، والتي قد تدفع الوكالات الاخرى في المستقبل، الى مقاطعة شركة الطيران الفرنسية.

استقطاب المسيحيين؟

من الناحية السياسية، يبدو التعميم الذي بعث به وزير الخارجية الفرنسية لسفارة فرنسا في لبنان والذي يدعو من خلاله الى تنشيط السياحة الى فرنسا وإطلاق رزم عبر «ايرفرانس»، أعمق من مجرّد خطة لجذب السياح اللبنانيين. إذ إنّ فرنسا التي تستقطب 85 مليون سائح سنوياً، لن تهتمّ برسم استراتيجيات وخطط من أجل جذب 50 ألف سائح لبناني.

وفي هذا الاطار، يقول مصدر في وكالات السفر، إنّ «اكتظاظ دول الاتحاد الاوروبي وخصوصاً فرنسا، بالجزائريين والمغربيين والإسلاميين المتطرّفين، قد يكون دفع وزارة الخارجية الفرنسية الى فتح خط هجرة للمسيحيين العرب. إلّا أنه في المقابل خلق مشكلة بين أعضاء نقابة أصحاب وكالات السفر والسياحة الذين اعترضوا على اختيار 4 وكالات فقط من دون أخذ التوزّع الجغرافي في الاعتبار».

لكنّ فرضية جذب المسيحيين الى فرنسا لا تبدو مُقنعة كثيراً، لأنّ عمل الوكالات الاربع لا ينحصر بفئة من الناس، وبالتالي، فإنّ اللبنانيين كافة، والى أيّ طائفة انتموا، يمكن أن يستفيدوا من التسهيلات التي سوف يقدّمها الاتفاق الفرنسي مع وكالات السفر اللبنانية الاربع.