IMLebanon

أوروبا خائفة على تماسُكها والعالم على اليورو

EuroMoney
طوني رزق
لن ترغب أوروبا اللعب بالنار من خلال التخلي عن اليونان خوفاً من انفراط عقد الاتحاد الاوروبي على خلفية العدوى اليونانية المتوقعة. ويخاف المستثمرون في مختلف أنحاء العالم وفي الشرق الأوسط من أيّ انهيار لليورو نظراً لارتباطهم القوي بثاني أكثر عملة متداولة في العالم.

يسود اعتقاد متزايد في الاسواق المالية العالمية انّ الخروج المُحتمل لليونان من الاتحاد الاوروبي لن يمرّ بسهولة مع زيادة المخاوف من العدوى اليونانية التي قد تنتقل على العديد من الدول الاخرى، ما سوف يطرح التساؤلات حول مصير اليورو.

ومع بلوغ الأمر العملة الاوروبية الموحدة التي أصبحت أداة توظيف واستثمار في مختلف أنحاء العالم، وخصوصاً في الشرق الاوسط ولبنان، يتزايد مستوى الرعب من أي ضربة موجعة قد يتلقّاها اليورو في الاشهر القليلة المقبلة.

وهذا ما دفع دول منطقة اليورو للاجتماع هذا الاسبوع في لاتفيا لمناقشة صفقة إنقاذية لليونان مع دائنيها لمنع خروج اليونان او إعلان إفلاسها. وقد تدفع هذه المخاوف المودعين في اليونان وفي دول الاطراف الاوروبية الى سحب أموالهم باليورو من المصارف خوفاً من أي خروج من منطقة اليورو سوف يحتّم تحويل الودائع المصرفية من اليورو الى العملة الوطنية التي سوف تعتمد مكانه، أمّا الأموال باليورو نقداً فيمكن التصرّف بها من دون أن تخسر من قيمتها.

غير انه مع ايّ فوضى مالية في اليونان فإنّ النتيجة سوف تكون إضعافاً لليورو، وما زالت السلطات الدولية ترفض البحث في اي احتمالات لخروج اليونان على رغم اعتراف الجميع انّ الاوضاع غير مستقرة وانّ ايّ توصّل لاتفاق بين اليونان ودائنيها يبقى مشكوكاً بأمره.

ومع اجتماع الاوروبيين غداً للبحث في الإصلاحات التي يجب ان تلتزمها اليونان مقابل أيّ دعم مالي جديد، حذّر وزير المالية اليوناني من انّ ايّ فرضية قد يتبنّاها أحدهم على مستوى خروج اليونان من الاتحاد الاوروبي تمثّل نوعاً من اللعب بالنار التي سوف تحرق الجميع.

وفي حين اعترف مسؤولون في صندوق النقد الدولي بأنّ المفاوضات اليونانية معقدة وفي غاية الصعوبة، برزت كل من المانيا وفنلندا كدولتين تعارضان الدعم المالي المتمادي لليونان وقد تعملان على إخراجها من الاتحاد الاوروبي.

لكن في النهاية تبقى اليونان مهمة جداً للاتحاد الاوروبي، وأيّ تخل عنها هو لعب بالنار وهو خطر جداً، خصوصاً انّ البعض يلوم المانيا التي، وفي العام 2009 ألزمَت اليونان آنذاك ببرنامج عمل غير واقعي لتجنّب إلحاق الضرر بالمصارف. امّا المنطق فيقول انّ الاتحاد الاوروبي خصوصاً والغرب عموماً لن يدعا اليونان تخرج من منطقة اليورو حتى لو تطلّب ذلك المزيد من الدعم المالي.

حركة الاسواق المالية

وتقلبت أسعار صرف اليورو أمس بين الهبوط والصعود ليرتفع في تداولات بعد الظهر 0,49 في المئة الى 1,0786 دولار، وجاء ذلك مع تراجع الدولار مقابل مجموعة من العملات الرئيسية الاخرى اذ انخفض 0,22 في المئة الى 119,40 يناً وبنسبة 0,78 في المئة الى 1,5037 دولار مقابل الجنيه الاسترليني، وتراجع الدولار 0,46 في المئة الى 1,2223 دولار كندي كما تراجع بنسبة 0,30 في المئة الى 0,9521 فرنك سويسري. وتماسَكَ اليورو مع غياب أيّ تطورات جديدة بشأن اليونان، لكنّ ايّ احتمال لخروجها من الاتحاد الاوروبي في ايار او حزيران المقبلين قد يدفع اليورو دون مستوى الدولار الواحد.

وفي البورصات الاوروبية سجّل أمس تراجع الاسهم فانخفض مؤشر داكس الالماني 1,10 في المئة الى 11808,62 نقطة كما تراجع مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 0,69 في المئة الى 7014,11 نقطة، وتراجع مؤشر كاك الفرنسي 0,67 في المئة الى 5158,02 نقطة.

ولكن التحفيزات في الصين ظلت تدعم الاسهم الاسيوية، فزاد مؤشر نيكي في بورصة طوكيو 1,13 في المئة الى 20133,90 نقطة، كما زاد مؤشر بورصة شانغهاي بنسبة 2,47 في المئة الى 4399,88 نقطة. وارتفع مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 0,30 في المئة الى 27933,85 نقطة.

وفتحت الاسهم الاميركية في بورصة وول ستريت على انخفاض، فتراجع مؤشر داو جونز 0,47 في المئة الى 17949,59 نقطة، وانخفض مؤشر ستاندرد اند بورز بنسبة 0,15 في المئة الى 2097,29 نقطة.

ومالَ الذهب للتراجع في التداولات اللاحقة أمس لينخفض 0,09 في المئة الى 1202 $ للأونصة في حين استقرت الفضة على 16,01 $ وذلك مع تراجع الدولار وضعف بورصات الاسهم اليونانية خصوصاً.

واضعف تقرير زيادة حجم المخزونات الاميركية الاستراتيجية من النفط الاسعار أمس، فانخفض سعر النفط في نيويورك بنسبة 0,49 في المئة الى 56,33 $ للبرميل كما تراجع سعر نفط برنت الخام في لندن بنسبة 0,37 في المئة الى 61,86 $ للبرميل.

البورصة اللبنانية

جرى أمس تبادل 48699 سهماً قيمتها 476906 $ في بورصة بيروت وذلك من خلال تبادل 33 عملية بيع وشراء وتراجعت اسهم سوليدير الفئة (أ) 0,36 في المئة الى 11,02 $ واسهم بنك بلوم العادية 1,25 في المئة الى 9,48 $ واسهم بنك عودة 1,28 في المئة الى 6,17 $ وانخفض سعر اسهم سوليدير الفئة (ب) 0,80 في المئة الى 11,05 $ كما تراجعت اسهم بلوم فئة GDR 0,49 في المئة الى 10 $.