IMLebanon

لبنان يتلقّى دعم عوامل خارجية

lebanon-economy
طوني رزق
واجه لبنان أخيراً خطر الافلاس المالي والانهيار الاقتصادي والافلاس المعنوي، غير انّ مجموعة متنوعة من العوامل الخارجية شكلت خشبة إنقاذ استثنائية. فالانقاذ المالي جاء من تراجع أسعار النفط وأسعار الفائدة واليورو. أمّا الانقاذ العسكري والمعنوي فجاء من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الاميركية.
من يقرأ أرقام الدين العام اللبناني وكلفة خدمة هذا الدين ونسبته الى الناتج القومي العام والعجز في الموازنة يجد نفسه أمام دولة على شفير الافلاس المالي. ولا تقف الامور أمام إفلاس مالي بل تتعداه الى الافلاس السياسي المتمثّل بالعجز عن إيجاد حيثية شرعية لإدارة البلاد.

وفي غياب العوامل الداخلية لمواجهة مواطن الضعف على مختلف المستويات، جاءت الانخفاضات في اسعار النفط لتشكّل نوعاً من عملية إنقاذ لمالية الدولة إذ أدّى ذلك الى تراجع الانفاق العام وخصوصاً على مستوى دعم شركة الكهرباء، كما تراجع الانفاق الخاص ما خَفّف العجز في الميزان التجاري وميزان المدفوعات اللبناني وأفسح في المجال للبنانيين بالانفاق على الاستهلاك الخاص وتحريك نسبي إيجابي للعملية الاقتصادية بما سمح بتوقّع نمو الاقتصاد اللبناني بنسبة 2,2 في المئة في العام 2015 الجاري.

كما انّ تراجع أسعار الفائدة على مستوى العالم شكّل عاملاً مخفّضاً لكلفة الدين العام اللبناني، أضِف الى ذلك انّ تداعيات الازمة المالية العالمية أعادت اموال الكثير من اللبنانيين الى القطاع المصرفي اللبناني بعدما لمسَ هؤلاء نوعاً من عدم الاستقرار في عدد من كبريات المصارف الاميركية والاوروبية على السواء.

ومن العوامل الخارجية التي تساهم في إنقاذ المالية اللبنانية وتدعم الاقتصاد اللبناني تحويلات اللبنانيين العاملين في الخارج، أكان ذلك في الدول الخليجية او الاوروبية او الاميركية. وهي تمثّل أحد اكبر ركائز الاستقرار الاقتصادي والمالي في لبنان.

حركة الاسواق المالية

تمّ تداول 50805 سهماً قيمتها 462851 دولاراً، أمس، في بورصة بيروت الرسمية من خلال 27 عملية بيع وشراء تناولت أسهم سوليدير وعودة وبيبلوس، وارتفعت اسهم سوليدير الفئة (أ) 1,08 في المئة الى 11,14 دولاراً والفئة (ب) 0,27 في المئة الى 11,08 دولاراً وأسهم بنك بيبلوس العادية 0,57 في المئة الى 1,75 دولار. وتراجعت اسهم بنك عودة العادية 0,32 في المئة الى 6,15 دولار واستقرّت أسهم هولسيم لبنان على 16,25 دولاراً.

تراجعت الاسهم الاوروبية عموماً مع انحسار أنباء أرباح الشركات الصلبة، فانخفض مؤشر داكس الالماني 0,96 في المئة الى 11754,90 نقطة وتراجع مؤشر كاك الفرنسي 0,76 في المئة الى 5171,39 نقطة في حين زاد مؤشر فوتسي البريطاني 0,15 في المئة الى 7038,91 نقطة.

وزادت الأسهم الاسيوية قليلاً ليرتفع مؤشر نيكي الياباني 0,27 في المئة الى 20187,65 نقطة ومؤشر شانغهاي في الصين 0,37 في المئة الى 4414,88 نقطة. لكن مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ تراجع 0,38 في المئة الى 27827,70 نقطة.

وفتحت الاسهم الاميركية على ارتفاع مع إعلان ارباح أفضل للشركات، فزاد مؤشر داو جونز في بورصة وول ستريت 0,49 في المئة الى 18038,27 نقطة، كما زاد مؤشر ستاندرد اند بورز 0,51 في المئة الى 2107,96 نقطة.

وانخفض النفط الاميركي في نيويورك 0,25 في المئة الى 56,02 دولاراً للبرميل كما تراجع سعر نفط برنت الخام في لندن 0,03 في المئة الى 62,71 دولاراً متأثراً ببيانات المخزونات النفطية الاميركية المرتفعة.

وضغط سعر الدولار الاميركي على اسعار الذهب التي تراوحت أمس حول مستوى 1188,90 دولاراً للاونصة صعوداً 0,18 في المئة عن الإقفال السابق في حين زادت الفضة 0,31 في المئة الى 15,84 دولاراً.

وفي اسواق الصرف العالمية ارتفع الدولار أمس 0,01 في المئة الى 119,91 يناً و0,16 في المئة الى 1,5008 دولار مقابل الاسترليني. لكنّ اليورو تقدم 0,20 في المئة الى 1,0746 دولار كما تراجع الدولار 0,80 في المئة الى 0,9617 فرنك سويسري وزاد 0,4 في المئة الى 0,7724 مقابل الدولار الاوسترالي واستقرّ على 1,2238 دولار كندي.

ويترقب المستثمرون الاتجاهات في أسواق الصرف بعد ستة اسابيع من تماسك الدولار الاميركي لمعرفة ايّ اتجاهات سوف يسلكها الدولار في المستقبل المنظور.