IMLebanon

البطريرك صفير من بيت عنيا مكرّمًا: ملكوت الله برّ وسلام ومحبة

patriarche-sfeir

 

سأل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير “من أين لي اليوم، هذه الريشة الذهبية وأنا لم أفكر يوما بالذهب، بل أمضيت حياتي، واضعا نصب عيني، وذاكرًا في صميم وجداني، عبارة بداية الصوم، ومسح جبيني بالرماد، أنني تراب، منه جبلت، واليه أعود، وقد جاهدت، كل حياتي، لاستحق لقب الحقير الذي حمله أسلافنا السعيدو الذكر، فعاشوا بتواضع وكرامة، وكرسوا ذاتهم للخدمة، يقينا أن ملكوت الله ليس أكلا وشربا لا ذهبا ولا فضة، بل بر وسلام، صفاء ومحبة”.

كلام صفير جاء خلال احتفال نظمته جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة ورابطة قنوبين للرسالة والتراث في اليوم العالمي للكتاب، كتحية للكاردينال صفير في بيت عنيا ـ حريصا، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلا بنائبه المطران حنا علوان، حيث تم تقديم مجسم تقديرات الريشة الذهبية وثلاثة مجلدات من سلسلة حارس الذاكرة للسنوات 1988، 1989 و1990 لغبطته.

وأضاف: “اليوم، على مشارف الخامسة والتسعين، وقد منحني الله هذا العمر، بأفراحه وآلامه، لكي يتيح لي المزيد من الوقت لعبادته، باقامة الذبيحة الالهية، والشهادة لايماننا البطرسي، في انطاكيا وسائر المشرق، وحيثما كنا من العالم كله، نجهر بالحق، نتخذ الموقف المبدئي القويم، نعيش لاهوت كنيستنا، الواحدة الجامعة، الرسولية، خصوصا في أزمنة الخطر والصعوبة! أما وقد شئتم هذا التكريم، فأعتبره اضافة الى نعم الله علي، وأتوجه بالشكر، الى أخي صاحب الغبطة والنيافة، الراعي الامين، الذي ما برح يرعى عهد سلفه، في شركة المحبة، يسهر على كنيستنا، ويحمل همومها، في الوطن وبلدان الانتشار”.

وكان للبطريرك الراعي كلمة ألقاها المطران علوان، فعبّر عن تضامنه مع الشعب الأرمني في الذكرى المئوية على الإبادة الأرمنية وعن رفض العنف وكل أنواع الظلم والتعسف والقهر والاضطهاد، داعيًا العالم الحر الى وقفة حق تزيل هم الارهاب عن مناطقنا وشعوبنا ليبقى الشرق مهد الديانات السماوية أرض القداسة والتنوع.

ثمّ ألقى راعي أبرشية زغرتا المارونية المطران مارون العمار كلمة سأل فيها البطريرك صفير “كيف لنا بعد نشر مذكراتكم ألا نعود الى تاريخنا الحقيقي لنتعلم منه عبرا تساعدنا كي نفهم ما جرى مبتعدين عن اسباب نزاعاتنا التي أوصلتنا الى الخراب والدمار وخسارة الكثير من استقلالنا. ولنكتشف هم البطريرك صفير شخصيا، وهم البطريركية المارونية المتواصل عبر التاريخ، وهو إيصال لبنان دولة وشعبا ومؤسسات الى بر الأمان، وأن ينعم أبناؤه على اختلافهم بالمساواة أمام القانون وبالسلام، فلا تمييز بينهم الا بقدر خدمتهم للمصلحة العامة وللدولة”.