IMLebanon

البنك الدولي يتحرّك لإقناع اللبنانيِّين بعدم تضييع فرص الدعم

WorldBank1
رنا سعرتي
بينما يختلف الفرقاء السياسيون على مصطلح تشريع الضرورة، هل يؤدي هذا الخلاف الى خسارة لبنان لواحد من أهمّ المشاريع الحيوية، والأكبر على المستوى الإنمائي: إتفاقية قرض بقيمة 474 مليون دولار لتمويل مشروع تشييد سد بسري لتأمين مياه الشفة للعاصمة بيروت؟
تتزامن زيارة نائب رئيس مجموعة البنك الدولي حافظ غانم الى لبنان ولقائه رئيس مجلس الوزراء تمام سلام امس، مع تحذيرات سبق ,اطلقها رئيس المجلس النيابي نبيه بري بضرورة التشريع لعدم فقدان مشاريع دولية مثل اتفاقية القرض مع البنك الدولي لبناء سد بسري.

وقد برزت اولوية المحادثات التي اجراها نائب رئيس مجموعة البنك الدولي يرافقه المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في البنك الدولي فريد بلحاج، حول المشاريع الحالية للبنك في لبنان والتي تبلغ قيمتها مليار ومئة مليون دولار، لم ينفذ منها سوى نصفها بسبب تعطيل التشريع في البرلمان.

وقال غانم ان «المشكلة التي تواجهنا أننا لم نتمكن من تنفيذ نصف هذه المشاريع وقيمتها 550 مليون دولار لأنها في حاجة الى موافقة البرلمان». واكد انه بحث مع الرئيس سلام في سبل إيجاد حلّ للحصول على الموافقة «لنتمكن من تنفيذ هذه المشاريع بما يسمح لنا بتنفيذ مشاريع جديدة».

وأعلن غانم أنه وعد خلال اللقاء بتزويد مشاريع البنك في لبنان «لأننا نتوقع مضاعفة استثمارات البنك الدولي في لبنان خلال الأربع سنوات المقبلة وكلها مشاريع مهمة للبنية التحتية ولمساعدة المناطق الأكثر فقرا في البلد».

سد بسري

تبلغ قيمة القرض المقدم من البنك الدولي لمشروع تشييد سد بسري الذي يهدف الى تأمين مياه الشفة الى سكان بيروت وجزء كبير من جبل لبنان، وإقامة معملي كهرباء يعملان على الطاقة المائية، 474 مليون دولار.

سيقوم هذا المشروع بتغذية مليون و800 ألف مواطن لبناني بالمياه الصالحة للشرب، وقد يحدث تحولاً حقيقياً في الواقع الاجتماعي والمعيشي لشريحة واسعة من اللبنانيين في منطقة بيروت الإدارية ومنطقة واسعة من جبل لبنان، وهو أهم مشروع مولّه البنك الدولي منذ بدء علاقته مع الجمهورية اللبنانية. لكنّ هذا المشروع مهدّد اليوم بسبب عدم انعقاد المجلس النيابي وغياب التشريع.

قباني

في هذا الاطار، اعتبر رئيس لجنة الاشغالوالطاقة النيابية محمد قباني ان سدّ بسري هو أهم مشروع مائي بالنسبة لبيروت الكبرى. وقال لـ«الجمهورية» ان فوائده تمتد من بداية سواحل اقليم الخروب والارتفاعات المنخفضة وصولا الى مرتفعات المتن مرورا بالضاحية الجنوبية وبيروت الادارية.

وأكد انه اهمّ مشروع على الاطلاق بالنسبة لتأمين حاجات بيروت من المياه، «لذلك نصرّ أشدّ الاصرار على اعتبار هذا المشروع من اهمّ مشاريع الضرورة، لأنه ليس هناك من ضرورة اكبر من تأمين مياه الشرب للمواطنين».

وقال انه رغم توفر مياه الشتاء هذا العام بغزارة، بقيت أزمة شحّ المياه مستمرّة. وطالب بإقرار مشروع سدّ بسري لمدى أهميته في تأمين المياه وحلّ الأزمة في بيروت الكبرى.

في هذا السياق، أعرب قباني عن دهشته لاستمرار أزمة المياه في بيروت رغم تساقط الامطار هذا العام، «نخشى ان يكون هناك مافيا للمياه من خلال الصهاريج على غرار مافيا الكهرباء من خلال المولدات».

حكيم

وكان غانم زار وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم وجرى البحث في سبل تطوير العلاقات مع البنك لدعم لبنان، خصوصا تنفيذ المشاريع العالقة للبنك الدولي في لبنان والبالغة قيمتها نصف مليار دولار.

وتركز البحث ايضا على «أثر أزمة النزوح السوري على لبنان سيما على القطاع التجاري، وتطوير ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ورؤية عامة حول الاقتصاد اللبناني، ومستقبل التعاون مع البنك الدولي في ظل برنامج البنك للبنان الذي يتم اعداده حاليا» .