IMLebanon

جنبلاط يستكمل كتابة “جرائم الأسد” على قوس العدالة!

 walid-jumblat-stl

 

أكد رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط  خلال الادلاء بشهادته لليوم الثاني أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي، أنّ بشار الأسد كان ولا يزال أحد الطغاة الذين يحكمون في البلاد العربية.

جنبلاط الذي لفت إلى أنه كان متمسكاً باتفاق الطائف الذي كان يدعو إلى الإنسحاب السوري من لبنان، أوضح أنه لم يوافق على القرار 1559، كما أن الرئيس رفيق الحريري كان دائما متمسكا باتفاق الطائف ولم يغير موقفه ولا لحظة. وأضاف: “ما من أحد من جانبنا أي انا ولقاء قرنة شهوان رأى في صدور القرار 1559 تهديدا للقرار العربي”.

وأكد أن العلاقة كانت جيدة جدا عبر التاريخ بين “حزب الله” والنظام السوري، وهذه العلاقة بنيت على أيام الرئيس الراحل حافظ الأسد.

واعتبر جنبلاط أن عدم إلغاء الطائفية السياسية في لبنان كان حجة لبقاء السوري في البلد، والسوريون كانوا يعرفون أن المجتمع اللبناني لا يستطيع إلغاء الطائفية السياسية.وقال: “موقفي كان دائماً مؤيّداً لإقامة علاقات جيدة مع سوريا لأن هذا أمر تفرضه الجغرافيا السياسية، كنت دائماً من الحلفاء لسوريا لكن التمديد والإتيان بلحود رئيساً جعلاني أقول: كفى. وأضاف: “قبلنا كانت أحزاب كالكتائب والقوات اللبنانية والعماد ميشال عون يعارضون الوجود السوري في لبنان”.

وتابع جنبلاط: “بعد التمديد للرئيس لحود، كنت حريصا على توسيع رقعة المعارضة للوجود السوري”، كاشفًا أن هدفه آنذاك كان توسيع التحالف من الأحزاب اللبنانية للاعتراض على التمديد القسري للحود. وقال: “الحملة كانت موجهة ضد التمديد، وعلى رئيس الحملة بشار الأسد وممثل التمديد كان لحود”. وأضاف: “”لم نكن في أي لحظة نميّز بين الجهاز الأمني السوري والجهاز الأمني اللبناني الذي كان صورة عن الجهاز الأمني السوري”.

وإذ أشار إلى أنه كان والرئيس رفيق الحريري على قناعة بأنه آن الآوان للإنسحاب السوري من لبنان، أوضح جنبلاط أن البطريرك الماروني آنذاك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير أراد انسحاباً كاملاً للجيش السوري من دون قيد أو شرط، وقد تعرض لحملة صحافية من قِبل ما يسمى بحلفاء النظام السوري في لبنان.

وأضاف جنبلاط: “يوم اغتيال الرئيس رفيق الحريري اجتمعنا واتخذنا قراراً مطلقاً بمواجهة النظام السوري ورئيسه. والشهيد جبران تويني كان في مقدمة من طالبوا بإنسحاب الجيش السوري من لبنان”. وقال: “النظام السوري اتهمني بالخيانة والعمالة لاسرائيل من خلال أحزاب ونواب تابعين لسوريا، والإتهامات السورية كانت الترجمة العملية لما قلته لرستم غزالة بعد أن سألني: أنت معنا أو ضدنا فأجبته: أنا ضدكم”.

جنبلاط تناول ردا على سؤال لقاء البريستول الأول، فأعلن أنه كان يعتبر أن كل من يخرج من هذا اللقاء ينتهي سياسياً ويكون خائناً. وقال: “كنت أشدد دائما أن لا تسوية مع إميل لحود ممثل النظام السوري، ولا تسوية مع بشار الأسد في لبنان”.

وتطرق إلى محاولة اغتيال النائب مروان حمادة، فقال: “يوم تعرض مروان حمادة إلى محاولة اغتيال اتصل بي حكمت الشهابي من فرنسا وقال لي “انتبه يا وليد، وكن حذراً”، وهي المرة الأولى التي ينبّهني فيها العماد الشهابي على الخطر”.

وكشف أنه أثناء زيارة عبد الحليم خدام وقتذاك المستشفى للاطمئنان على حمادة، قال امام الجموع، إنه هو أيضاً تعرض لمحاولة اغتيال من قبل رفعت الأسد، فاستخلصت من حديثه، أن خدام حاول إيصال رسالة لي بأن النظام السوري كان وراء محاولة اغتيال حمادة، من دون ان يقولها جهارة، خصوصاً انه كام ما زال يمثل النظام السوري”.

جنبلاط الذي لفت إلى أن الرئيس رفيق الحريري قال له بعد محاولة اغتيال مروان حمادة ان الرئيس جاك شيراك وجه رسالة قاسية لبشار الأسد لوقف الاغتيالات، اعتبر أن الرئيس الشهيد كان مخطئاً عندما ظنّ أن رسالة شيراك يمكن ان تردع بشار الأسد عن وقف القتل والاغتيالات.

واعتبر أنّ محاولة اغتيال مروان حمادة شكلت بداية ترجمة تهديد بشار الأسد للبنان، كما كانت رسالة مزدوجة له وللرئيس الحريري، لافتاً إلى أن العلاقة بين الأسد وشيراك كانت جيدة قبل التمديد لكنها تدهورت بعده.

ورداً على سؤال، قال جنبلاط: “أعرف ناصر قنديل وغيره من القناديل اللبنانية الذين يستخدمون أدبيات التخوين. وناصر قنديل كان من الودائع السورية التي أجبر الحريري على قبولهم ضمن لائحته”، لافتاً إلى انه في وقت لاحق كان الرئيس الحريري قاطعاً في رفض تجديد التجربة المرة بضم الودائع السورية إلى لوائحه الإنتخابية.

وإذ أوضح أنّ الرئيس الحريري استقال بعد تأخير لظنّه بأن الجو السياسي قد يتحسن من خلال علاقاته الدولية، أكد جنبلاط أنه لم يكن هناك مجال للحرية أثناء الوجود السوري، وقد زادت القبضة الأمنية بعد التمديد للحود، مشيرا إلى أن حكومة عمر كرامي شكلها وقتها رستم غزالي. وقال: “إن عمر كرامي كان اسما ذات قيمة للسوريين لمواجهة الحريري”.

وبعد استراحة الظهر، استأنفت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الاستماع لشهادة النائب وليد جنبلاط، فقال:”إن مواجهتنا كانت تقوم على الفوز في الانتخابات وتشكيل حكومة مستقلة عن الوصاية، وجرى تهديد كل موظف يتحدث الى وليد جنبلاط وعلمنا ذلك بالممارسة اليومية”، مشيرًا الى أن “حكومة كرامي تلقت تعليمات من لحود بمنع اي موظف حكومي من التكلم معي، وتصعيد أزلام النظام السوري تجاهنا كان مستمرا ويوميا”.

وتابع: “قبل 6 ايام من اغتياله قال لي لحريري: إما ان يقتلوك او يقتلوني”، وكان يقصد النظام السوري، لأنه شعر بالخطر من هذا النظام، كما شعر كمال جنبلاط قبل استشهاده وكتب:ربي اشهد اني بلغت”.

واشار جنبلاط الى ان “حزب الله” متحالف مع سوريا وتظاهره بانه ضد القرار 1559 يلتقي مع التوجه السوري، مضيفًا “لقد اوضحنا للرئيس شيراك ان هناك فرقا بين القرار 1559 وبين اتفاق الطائف، كما لم يكن الموقف موحدا في الاجتماع الثاني في البريستول، وفي البريستول 3 صدر موقف موحد حول الطائف وال 1559”.

وقال: “ان سياسة السوريين كانت التفريق، وعندما يجتمع اللبنانيون على ان لبنان اولا كان هذا يزعج السوريين”، مشيرا الى ان القرار 1559 لا يناسب لبنان ولاسيما في شق تجريد الميلشيات من السلاح، وان الحريري لم يتطرق الى موضوع سلاح المقاومة وكان يسعى الى حل عادل للقضية الفلسطينية، فالحريري كان يرى ان بند نزع سلاح الميلشيات غير مقبول ومستحيل.

ورفعت المحكمة جلساتها حتى صباح غد الاربعاء.