طوني رزق
لم تنته مسيرة الدولار الارتفاعية وما زال اتجاه اليورو نحو 0,96 دولار ضمن توقعات كبار المحللين، وأبرزهم في اليابان. فالاقتصاد الاميركي ما زال أفضل من اقتصاديات الدول الاخرى. أمّا بورصة بيروت فشهدت أمس ارتفاعات للأسهم المصرفية وسوليدير.
لم تنته المسيرة التاريخية لصعود الدولار الاميركي في اسواق الصرف، ولكن بحسب المحللين الكبار وبعد تسعة أشهر من الارتفاعات المتواصلة مقابل العملات الاخرى، سجّل الدولار تراجعاً ونسبته 4 في المئة الشهر الماضي نتيجة إشارات على تباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة الاميركية خلال الفصل الاول من العام الجاري. ولكنّ الكثيرين يعتبرون هذا التراجع تصحيحاً مؤقتاً.
ويعتقد هؤلاء انّ الاقتصاد الاميركي سوف يرسل إشارات قوية في الاشهر المقبلة، الأمر الذي سوف يدفع الاحتياطي الفدرالي الاميركي لرفع اسعار الفائدة في شهر ايلول المقبل، حيث انّ الاقتصاد الاميركي ما زال افضل من اقتصاديات الدول الاخرى، وانّ الاحتياطي الفدرالي متمسّك برفع أسعار الفائدة في وقت تتجه المصارف المركزية في اليابان واوروبا وغيرها في الاتجاه المعاكس.
وفي حين تظهر التجارب السابقة في العام 1985 والعام 2002 انّ الدولار حقق أعلى المستويات بعد ستة اشهر وبعد 13 شهراً على التوالي من تاريخ رفع اسعار الفائدة، فإنّ الدولار الاميركي حقق ارتفاعات تاريخية قبل فترة طويلة من رفع اسعار الفائدة الذي لن يحصل قبل أيلول المقبل.
وبناء على ما تقدّم توقعت مصارف كبرى، وفي مقدمتها بنك طوكيو ميسوبيشي، ان يتراجع اليورو على المدى الطويل أي مطلع العام 2016 المقبل الى 0,96 دولار اميركي.
ويرتكز المحللون على توقعات رفع الفائدة على أرقام الوظائف التي يتوقع ان تتحسّن الى حد كبير عاكِسة قوة الاقتصاد الاميركي، كما ينتظر أن تبدي
الشركات الاميركية أداء قوياً بدورها.
امّا امس فتراجع اليورو بنسبة 0,11 في المئة الى 1,1132 دولار، كما زاد الدولار بنسبة 0,24 في المئة الى 120,39 يناً وذلك بعد أن كان اليورو اقترب من مستوى 1,13 دولار في نهاية الاسبوع الماضي.
من جهته تضرّر اليورو من تحذير صندوق النقد الدولي بأنه سوف يخفض مستوى الدعم المالي لليونان اذا لم تعمد الدول الاوروبية الاخرى الى شطب جزء كبير من الديون السيادية لهذه الدولة.
وأعاد ذلك الى الاضواء المخاوف من إفلاس اليونان. امّا تراجع الدولار مؤخراً فعَزاه البعض ايضاً الى انّ الولايات المتحدة الاميركية دخلت بدورها في ما يسمّى بحرب العملات التي تعتمد على تخفيض سعر صرف العملة لتحسين القدرات التنافسية على مستوى التجارة الخارجية، علماً انّ اكثر من 20 مصرفاً مركزياً عالمياً قرّر خفض أسعار الفائدة والعمل على تخفيض سعر صرف عملاتها، وذلك بقيادة كل من البنك المركزي الاوروبي وبنك اليابان المركزي وذلك لتخفيض العجز التجاري الخارجي وتحقيق نمو اقتصادي ملحوظ.
حركة الاسواق المالية
تحسّن عدد الأسهم المتداولة في بورصة بيروت أمس ليرتفع الى 178444 سهماً قيمتها 1,7 مليون دولار على رغم اقتصار عدد عمليات البيع والشراء في ردهة البورصة على 22 عملية. وتناولت هذه العمليات ستة اسهم مختلفة كانت اسهم بنك بلوم فئة (GDR) الاكثر نشاطاً حيث جرى تبادل 134879 سهماً بسعر ارتفع 1,31 في المئة الى 10 $. وارتفعت اسهم بنك عودة فئة GDR بنسبة 2 في المئة الى 6,63 $.
كما زادت اسهم سوليدير الفئة (أ) 0,72 في المئة الى 11,17 $ والفئة (ب) 0,35 في المئة الى 11,17 $ واستقرت اسهم بنك بيروت العادية على 18,40 $ وارتفعت اسهم بنك بيبلوس فئة العام 2008 بنسبة 1,48 في المئة الى 102,60 $.
أما اسعار الذهب فتحسنت قليلاً أمس لترتفع بنسبة 0,42 في المئة الى 1191,80 $ للأونصة كما زاد سعر الفضة بنسبة 0,54 في المئة الى 16,53 $ للأونصة. وجاء ذلك في اجواء ترقّب عام لأرقام الوظائف في الولايات المتحدة الاميركية لتوجهات رفع اسعار الفائدة.
وتَلقى اسعار الذهب في المرحلة الراهنة كما اسعار النفط دعماً من مراوحة الدولار الاميركي في دائرة التردد.
زاد سعر النفط الاميركي في نيويورك امس 1,51 في المئة الى 59,82 $ للبرميل، كما زاد سعر نفط برنت الخام في لندن بنسبة 1,26 في المئة الى 67,29 $ للبرميل. وارتفعت أسعار النفط الى اعلى مستوى لها في العام 2015 مع إغلاق المرفأ في ليبيا فضلاً عن التوتر العسكري في كل من اليمن والعراق.
وفي بورصة الاسهم الاوروبية سجّل تقلّب في الاسعار عموماً، فتراجع مؤشر داكس الالماني 0,18 في المئة الى 11598,39 نقطة، وزاد مؤشر فوتسي البريطاني 0,39 في المئة الى 7012,95 نقطة. وتراجع مؤشر كاك الفرنسي 0,06 في المئة الى 5078,71 نقطة.
وكان من اللافت تراجع اسهم بورصة شانغهاي بنسبة 4,06 في المئة الى 4298,37 نقطة، وانخفاض اسهم هونغ كونغ 1,31 في المئة، في حين ارتفعت الاسهم اليابانية 0,06 في المئة. وفي نيويورك فتحت الاسهم الاميركية على ارتفاع مع زيادة مؤشر داو جونز 0,26 في المئة الى 18070,46 نقطة.