IMLebanon

هل انتقل الوسط التجاري الى «الزيتونة باي»؟

ZaytounahBay
ربى منذر
في الوقت الذي يعيش الوسط التجاري فراغاً هائلاً، تنعم «زيتونة باي» باقبال كبير حيث تمتلئ المطاعم كل ليلة بروادها بعكس مطاعم الوسط التجاري.
وفي ضوء ذلك كل من يقرر التنزه في بيروت على ربوع البحر قصد «زيتونة باي»، فهذا المركز المرفق بسلسلة مطاعم فخمة منوعة ما بين لبنانية، ايطالية، فرنسية وغيرها، أصبح قلب العاصمة النابض. هنا، السائح ليس مضطراً للجلوس في مقهى من المقاهي، فبإمكانه التنزه بمحازاة البحر على أرضية خشبية ابتكرها مصممو هذا المشروع خصيصاً لهذا الموضوع، مستمتعاً بأنغام الموسيقى المنبعثة من فندق «السان جورج» المحازي لـ«الزيتونة باي»، كما يمكنه ممارسة الرياضة والتمدد تحت أشعة الشمس أو غيرها من النشاطات المسهّلة حرصاً على راحته. لا يزور أحد هذا المركز السياحي المميز من دون التقاط الصور، فما بين اليخوت التي تطوف على وجه البحر من جهة والبنايات الشاهقة المضاءة من جهة أخرى، تغري هذه اللوحة المميزة عدسات الكاميرا وتستقطبها، وقد بدأت اسعار المطاعم فيها بالارتفاع واسعارها نار بينما يشهد الوسط التجاري اقفالاً لعدد كبير من المطاعم المهمة.
في الأمس كان «وسط بيروت» حبيب السياح، فما كان أحد يزوره إلا ويلاحظ زحمة الناس فيه، أولاد يلعبون مع بعضهم، حمامات تطير وتغط على الأرض لتوحي بجو من السلام، كبار يرتشفون قهوتهم في المقاهي ويتحدثون. أما اليوم فـ«وسط بيروت» أصبح فارغاً إلا بعض الحمامات التي بقيت أمينة لـ«العشرة» الطويلة والتي ما زالت تغط على أرضه علّها تجد من يرمي لها الطعام، ومقاهي مزينة ببعض الكراسي والطاولات وموظف يخرج كل ساعة ليزيل الغبار عنها، إضافة لبعض الصحافيين الذين يتجولون حوالى مجلس النواب لالتقاط خبر من أخباره، وأخيراً عناصر من الجيش الذين يفرضون على هذا المكان طابعاً أمنياً يخاف منه السياح عادة. باختصار «وسط بيروت» أصبح وحيداً.
ما يميز «زيتونة باي»
إذاً ما بين «زيتونة باي» المزدحم بالسياح و«وسط بيروت» الذي يغيب عنه هؤلاء مسافة صغيرة فاصلة، فما الذي يميّز الأول عن الآخر؟
يؤكد مدير أحد المقاهي في «زيتونة باي» «أن للبحر فضلاً في استقطاب السياح خصوصاً أن الدخول مجاني، فبين التنزه بين المباني أو الى جانب البحر، يُعتبر الخيار الثاني أفضل».
«ما الذي يأتي بكم الى «زيتونة باي» بدلاً من وسط بيروت» هو السؤال الذي طرحته «الديار» في استطلاعٍ أجرته على روّاد هذا المكان، فيشير رالف (26 سنة) الى أن «ارتيادي لهذا السنسول المحاذي للبحر يخلصني من الضغط اليومي، فأنا أفضل هكذا مكان منشرح أكثر من التنزه بين مباني»، أما تاتيانا (18 سنة) فتقول «نأتي أنا ورفاقي لممارسة رياضة الركض، وأهلنا يشعرون بأمان لأننا نمارس ما نحب فيما هم في المقهى، إذاً نكون تحت مراقبتهم». ويشدد رواد (22 سنة) على «أن الوصول لهذا المكان سهل، فنحن نركن سياراتنا تحت الأرض ونتوجه مباشرةً للمقاهي، أما في وسط بيروت فمواقف السيارات بعيدة جداً وفي حال اصطحبت فتاة تنتعل حذاءً عالي الكعب لن تكون لك شاكرة، ناهيك عن التشديدات الأمنية هناك والتي نحن بغنى عنها».
يركز شربل (30 سنة) على أن «للتصوير الفوتوغرافي في زيتونة باي نكهة خاصة، فتشعر وكأنك في دبي أو في إحدى أهم المدن العالمية، وكوني محباً لهذه الهواية، أفتش دائماً على المكان الذي تحبه كاميرتي ووجدته هنا». أما السياح فكان لهم رأيهم كذلك، فيؤكد إدوارد (21 سنة) القادم من أميركا «أنه شعر بسهولة للوصول الى هذا المكان كونه يقع بين الفنادق مباشرةً، كما أنه يعج بالناس في كل أوقات النهار».
ربما انتقد البعض أسعار مطاعم «زيتونة باي» عندما نشأ، ولكن ما إن تقصده تلاحظ وجود كل المستويات الاجتماعية فيه، فالزائر ليس مضطراً لدخول أحد المقاهي بل يمكنه الاكتفاء بالتنزه والجلوس على مقاعد قريبة من البحر كما أشرنا، ولمحبي التسوق حصة أيضاً فهناك بعض المتاجر الموجودة خصيصاً لهم.
ولا يمكنك التحدث عن «زيتونة باي» من دون ذكر الـ«Yacht Club» والذي هو تجمع لكل أصحاب اليخوت في بيروت، والجدير بإعطاء هذا المكان رونقاً خاصاً يضفي على جماله جمالاً.
إذاً ما بين مواقف السيارات البعيدة والتشديدات الأمنية وعدم التجدد في وسط بيروت، نقاط سوداء توضع على هذا المكان فتبعد السياح والمواطنين الذين يتكاثرون يوماً بعد يوم في «زيتونة باي». فهل ستعود أيام وسط بيروت الى الساحة من جديد أم أنها استسلمت لجارتها؟