اعتبرت المديرة العامة للاونيسكو ايرينا بوكوفا في حديث لصحيفة “النهار” أن الازمة السورية هي من اخطر الازمات الانسانية في العالم وفي التاريخ المعاصر بعدالحرب العالمية الثانية”، وتعبّر عن احترامها الكبير والتقدير للشعب اللبناني “للكرم الذي اظهره وتعامل به مع اللاجئين السوريين، وهو ما يشكل مثالا رائعا للتضامن بين الشعوب، لكون عدد اللاجئين يوازي عدد سكانه. وفي لقاءاتي مع المسؤولين اللبنانيين تحدثنا عن الضغط الكبير الذي يشكله هذا الامر على الخدمات العامة من ماء وكهرباء، وعلى صعيد المدارس والمستشفيات، وبضرورة مساندة المؤسسات اللبنانية ودعمها”.
وعن المساعدة التي يمكن الاونيسكو ان تقدمها للبنان في شأن هؤلاء اللاجئين بعدما تخلف العديد من الدول عن وعوده، اوضحت بوكوفا: “نحن لسنا مؤسسة انسانية او خيرية، ولا نملك اموالا، بل نحن وسطاء للصناديق المالية والجمعيات الانسانية ونشجعها في دعم الدولة والمؤسسات اللبنانية. نحن ندعم وزارة التربية في شؤون التعليم والمعلمين والطلاب في مختلف المناطق، ونعمل ايضا على الشباب لأنهم عنصر مهم، ولدينا مشروع ممول من المجموعة الاوروبية (Net med youth) لتنمية مهارات الشباب في منطقة الشرق الاوسط ومساعدتهم على الانخراط في الحياة العامة.
ورأت اخيرا “حصول اهتمام لبناني اكبر، رسمي وشعبي، بالتراث عموما، واعتقد ان الشعب اللبناني اصبح واعيا لهذه الثروة التي يملكها لبنان، لانها مميزة ورائعة. ثمة دائما، كما في كل مكان، بعض التلاعب في امور تتعلق بالتنظيم المدني او ترتبط بمصالح مادية. بالنسبة الينا يجب الموازنة بين حماية التراث والمحافظة على اصالة المواقع الاثرية من جهة، وعدم توقيف المسار الاقتصادي – الاجتماعي من جهة ثانية”. وأملت في ان “يؤدي المجتمع المحلي دورا اكبر في حماية التراث، وان يتفهم الجميع ان هذا الامر في مصلحتهم وفي مصلحة البلد على المدى البعيد”.