IMLebanon

مشهد ضبابي في مسار المعارك و”جيش الفتح” يحضر لمفاجأة!

hezbollah

 

في انتظار المواقف التي سيعلنها الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله مساء السبت، يتخوف المتابعون من لجوء المسلحين الهاربين الى داخل بلدة عرسال ودفعهم الى مواجهة مع الجيش الذي استهدف الجمعة من موقعه في تلة ام خالد، بالمدفعية الثقيلة وقذائف الدبابات تحركات المجموعات المسلحة في جرود رأس بعلبك، مع تمشيط بالاسلحة الرشاشة الثقيلة في محيط مواقعه.
من جهة أخرى، بثت قناة “المنار” أن الجيش السوري و”حزب الله سيطرا على كامل جرود رأس المعرة بحدود 78 كيلومتراً مربعاً ويتقدمان في جرود فليطا وسط انهيار في صفوف المسلحين.

كما سيطرا على كامل سلسلة جبال الباروح ومعبر الفتلة الذي يربط بلدة رأس المعرة السورية بجرود نحلة اللبنانية. كما سيطر الحزب على جبل العطين في جرد رأس المعرة الذي يبلغ إرتفاعه 2450 متراً عن سطح البحر، إضافة إلى سيطرته على مرتفعات أخرى محيطة بموقع طلعة موسى الاستراتيجي، وبالتالي يكون “حزب الله” قد سيطر على 80% من المواقع التي كانت تسيطر عليها جبهة النصرة في القلمون”.

إلى ذلك، دخلت الاشتباكات العنيفة بين “جيش الفتح” السوري المعارض وعناصر حزب الله وجيش النظام السوري على جبهة القلمون يومًا آخر في ظل تقدّم واضح للفريق الثاني، وفق تقارير “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يعتبر أن المعركة هناك باتت شبه محسومة لصالحه.

وفق رامي عبد الرحمن، مدير “المرصد”، فإن مقاتلي “جيش الفتح” ينفذون حاليًا انسحابا إلى جرود بلدة عرسال اللبنانية، وذلك منذ سيطرة “حزب الله” على تلة موسى الاستراتيجية قبل أيام وعلى كامل سلسلة جبال الباروح في الساعات الماضية.

وقال عبد الرحمن في حديث لصحيفة ”الشرق الأوسط”: “بعد سيطرة الحزب على تلة موسى، باتت المعركة في القلمون شبه محسومة لصالحه وقوات النظام السوري التي تقاتل إلى جانبه، إلا إذا كان يجري التحضير لهجمات ارتدادية، ونحن لم نشهد هجمات مماثلة أخيرًا”. وأوضح عبد الرحمن أن “معظم المقاتلين ينسحبون حاليًا إلى جرود عرسال اللبنانية ومنهم من يتمركز في جرود القلمون”.

غير أن مدير “مكتب القلمون الإعلامي” ثائر القلموني أبلغ “الشرق الأوسط” بالتحضير لـ”هجوم مفاجئ يُعد له جيش الفتح سيطال النقاط التي خسرها الثوار خلال الأيام الماضية وأصبحت حاليا تحت سيطرة حزب الله”. ونفى القلموني أن يكون المقاتلون قد أصبحوا داخل بلدة عرسال (اللبنانية الحدودية) أو أن تكون المعارك وصلت إلى داخل الأراضي اللبنانية.

وفي هذا الإطار، تحدثت معلومات عن استعادة المعارضة فجرا تلة موسى، موقعة مزيد من قتلى “حزب الله” في القلمون وادلب وطائراته في المعارك.

في هذا الوقت، تنامت المخاوف داخل بلدة عرسال مع إشاعة أجواء توحي بأن المعركة اقتربت من البلدة السنّية اللبنانية التي تستضيف ما يزيد على 80 ألف لاجئ سوري، خاصة بعد الحديث عن انسحاب المسلحين من القلمون إلى داخل مخيمات النازحين إلى البلدة.

من جهتها، كشفت “الجمهورية” أنّ “حزب الله” نفّذَ فجرَ السبت عمليةً نوعية أحكمَ فيها السيطرة على كامل جرود القلمون التي تدخل ضمن الخطة العسكرية والتي تستثني جرود عرسال، وأمّنَ ربطَ التلال عبر بعضها البعض واستكملَ تثبيتَ مراكزه ومراصدِه بشكل يُتيح للأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله التحدّث عن الإنجاز بارتياح، وإعلان النصر.

وذكرت “الجمهورية” أنّ الأمين العام سيُعلن اليوم النصرَ في معركة القلمون، بعد أن يشرحَ العملية العسكرية منذ بدايتها والمراحلَ التي قطعَتها وأهدافَها، ويتحدّث عن العامل الإقليمي والإسرائيلي في المعركة.

وفي حين نفت مصادر ميدانية أن يكون هناك أي ظهور مسلح داخل عرسال أو انسحاب للمسلحين إليها، أشارت إلى أنّه لا يزال يمكن خلال ساعات الليل، رصد توجه مجموعات من الشبان السوريين من مخيمات عرسال إلى الجرود بطريقهم للانضمام إلى المقاتلين في القلمون.

وأوضحت المصادر – التي طلبت إغفال الإشارة إلى هويتها – في حديث لـ”الشرق الأوسط” أن أهالي عرسال يسمعون ليلاً دوي الانفجارات والاشتباكات التي لا تزال محتدمة في القلمون، مشيرة إلى أن المخاوف تتصاعد من وصول هذه المواجهات إليهم، ما أدّى لتراجع الأشغال داخل البلدة، “فمن يملك رأسمال يفضّل عدم تحريكه حتى جلاء الصورة في الأيام المقبلة”.

ومن جهة ثانية، رُصدت خلال الساعات الماضية حركة نزوح خفيفة لعدد من اللاجئين السوريين إلى مخيمات أخرى منتشرة في مناطق البقاع شرق البلاد، بينما لم تُسجّل أي حركة مماثلة في صفوف أهالي عرسال.

 

صحيفة “السفير” أشارت إلى أنه لم تتوقف مهمة «التحسين والتحصين» التي يقوم بها الجيش السوري و«حزب الله» في منطقة القلمون، برغم تراجع العمليات الميدانية في الساعات الأخيرة، واقتصارها على تقدم للحزب في جرود بلدة نحلة اللبنانية البقاعية والسيطرة على معسكر «الكهف» الجردي التابع لـ «جبهة النصرة»، فيما كان الجيش السوري والحزب يسيطران على مواقع جديدة للمجموعات المسلحة في جرود رأس المعرة ويتقدمان ميدانياً في جرود فليطة.
وإذا كانت وقائع «معركة القلمون» قد تحدثت عن نفسها بنفسها، فإن الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، سيتطرق في خطابه المتلفز عند الثامنة والنصف من مساء اليوم، إلى ما بعد المعركة في المقلبين اللبناني والسوري، وتحديداً كيفية مواجهة التحديات الماثلة عند جرود عرسال ودور الجيش اللبناني الذي بادر، أمس، إلى استهداف تجمعات للمجموعات الإرهابية في جرود رأس بعلبك.

وقد تزامن ذلك مع استمرار الاشتباكات المسلحة بين «النصرة» و«داعش» في جرود عرسال من جهة، واستمرار تبادل الاتهامات حول المسؤوليات عما آل إليه الموقف بعد نحو أسبوع من بدء معركة القلمون من جهة ثانية.
غير أن ما تعرضت له «جبهة النصرة في القلمون» لا يقتصر على الهزيمة العسكرية التي لحقت بها على يد الجيش السوري و«حزب الله»، بل إن كل الاستراتيجية التي بناها «أميرها» أبو مالك التلّي لإدارة الوضع في القلمون تفككت وعجزت عن تحقيق أيّ هدف من أهدافها.
ومن غير المتوقع أن يصدر عن «جبهة النصرة» اعتراف علني بالهزيمة التي تعرضت لها، لكن التخبط والإرباك اللذين يسيطران على ردود أفعالها يكفيان للإشارة إلى أن الشعور بالهزيمة بدأ يتملكها بالفعل وستزداد تداعياته مستقبلاً، وليس مستبعداً أن تبادر بعض المجموعات إلى البحث عن شبكات أمان أو ممرات آمنة لكي تنجو من الطوق المحكم في القلمون.
ولوحظ أن حملة «النصرة» الإعلامية للرد على تقدم الجيش السوري و«حزب الله»، تتمحور على ترداد عبارة «أننا نخوض حرب استنزاف وليس حرب سيطرة»، في محاولة للإيحاء بأن قرار خوض «حرب الاستنزاف» متخذ مسبقاً من قبل قيادة «جبهة النصرة» وبالتالي لا علاقة للتطورات الميدانية بفرضه.
وتعكس هذه المحاولة الرامية إلى تبرير الهزيمة عوض الاعتراف بها، التخبط والإرباك في كواليس «جبهة النصرة»، سواء على المستوى العسكري أو الإعلامي.
ومن الواضح أن التلّي فشل في تحقيق أيٍّ من أهداف الاستراتيجية التي وضعها، إذ بدل العودة إلى مدن القلمون وبلداته ها هو ومسلحوه يهربون من الجرود والتلال بحثاً عن ملاذ آمن. كما أن معتقلي سجن رومية خسروا «إمارتهم» من دون أن يرف لـ «النصرة» جفن.
أما التهديد بنقل المعركة إلى الداخل اللبناني فقد تحول إلى تصريحات تطمينية بأن «النصرة» لن تجتاح مدينة عرسال، من دون استبعاد أن يكون هدف هذه التطمينات هو الإفساح لعناصرها للدخول إلى عرسال فرديا، بعيداً عن ملاحقة الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية.
وإضافة إلى ذلك، فشل التلّي أيضاً في توحيد جبهة القلمون برغم محاولاته الحثيثة لتحقيق ذلك، وكان البيان الصادر عن «تجمع واعتصموا» برفض قتال تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» إلى جانبه، بمثابة الصفعة في هذا السياق، حيث لم يستطع الحفاظ على سياسة «المرونة» مع «الدولة الإسلامية» واضطر إلى إعلان القتال ضده في أحرج الأوقات بالنسبة إليه، وذلك من دون أن تثمر سياسة «المرونة» وقوف الفصائل الأخرى إلى جانبه في هذا القرار، ليجد نفسه شبه وحيد بعدما ظنّ أن أمر القلمون بين يديه.
يذكر أن قيادة الجيش اللبناني تجري تعديلات عسكرية في مناطق انتشارها في البقاع الشمالي، تضمنت دفع راجمات صواريخ إلى منطقة وادي الحصن شمال شرق بلدة عرسال، وإلغاء معظم الإجازات في القطاعات العسكرية المنتشرة في المنطقة.