IMLebanon

ريفي لرعد: لن نقبل بالدويلة مهما رعد البعض أو هدّد أو زمجر

ASHRAF-RIFI-MOHAMMAD-RAED

 

أكد وزير العدل اللواء اشرف ريفي ان “التهديد والوعيد لا يخيف احدا، ولن نتراجع خطوة واحدة عن التمسك باستعادة سيادة الدولة وهيبتها، ولن نقبل بالدويلة مهما رعد وهدد وزمجر البعض”.

ريفي، وخلال العشاء السنوي لنقابة أطباء الأسنان في طرابلس، قال: “في الذكرى الخمسين على تأسيس نقابة أطباء الأسنان في لبنان الشمالي، نستذكر فخامة الرئيس الشهيد رينيه معوض ودولة الرئيس الشهيد رشيد كرامي اللذين كان لكل منهما دور مفصلي في إنشاء هذه النقابة. نستذكر معا رجال الدولة الذين سقطوا شهداء في سبيل الوطن، نستذكر دائما الشهيد الكبير الرئيس رفيق الحريري ورفاقه الأبرار”.

وأضاف: “ما أحوجنا اليوم الى هذه النخبة المؤمنة بالدولة ومؤسساتها، الداعمة للعمل النقابي وللجمعيات والتي تسعى على الدوام الى تنظيم العمل الجماعي بما يحقق المصلحة العامة للوطن، والمدافعة على الدوام عن فكرة الدولة، هذه الفكرة التي يعمل البعض على تقويضها في أيامنا هذه، لأنها نقيض طموحاتهم الرامية الى جعل الدويلة أمرا واقعا”.

وتابع ريفي: “نقف إجلالا أمام تضحيات شهدائنا الأبرار الذين قدموا أغلى ما عندهم لكي نعيش بأمان، لكي ننعم بالاستقرار بعيدا عن مخططات التفجير والإقتتال الطائفي والمذهبي البغيض التي كان يخطط لها بعض المجرمين، لن ننسى أبدا اللواء الشهيد وسام الحسن، إبن الشمال وكل لبنان، عهد علينا أن نتابع المسيرة نحو إستقلال لبنان، كل منا على طريقته، أنتم أطباء لبنان أيضا تساهمون كل يوم في مسيرة الإستقلال هذه، بإيمانكم بأن العلم هو شعلة هذه المسيرة، بأن العمل النقابي السليم هو المنطلق للنهضة بالمجتمع، بأن التضامن بينكم تعكس صورة لبنان الدولة الموحدة القادرة السيدة المستقلة، دون وصاية أو رقابة أحد، لا بد لي من استنكار وإدانة التفجير الإرهابي الذي استهدف المصلين وهم يقفون بين يدي الرحمن في مسجد الإمام علي بن ابي طالب في القطيف في المملكة العربية السعودية وهذا يؤكد أن الإرهاب لا دين ولا هوية له، ونحن من موقعنا نتقدم بالتعزية الى المملكة العربية السعودية ملكا وقيادة وشعبا ونعلن تضامننا التام معهم في محاربة ومكافحة الإرهاب الذي يستهدف منطقتنا العربية”.

وقال: “بالأمس، خضنا من موقعنا مواجهة جديدة، لتكريس منطق الدولة والمؤسسات ولحماية العدالة، ومحاسبة من أرادوا تنفيذ جريمة إرهابية كبرى كادت لو حصلت أن تسقط عشرات الضحايا، وأن تحدث فتنة كبرى، نحن على قناعة بأن العدالة وحدها تحمي هذا الوطن، وبأن عصر الوصاية التي مارسها النظام السوري، لا بد من أن تنتهي الى غير رجعة. لقد قمنا بواجبنا الأخلاقي والوطني وسنبقى على هذا العهد الذي قطعناه أمام أنفسنا وأمام أهلنا مهما كانت الصعوبات. لا التهديد يخيفنا ولا الوعيد ولن نتراجع خطوة واحدة عن التمسك باستعادة سيادة الدولة وهيبتها ولن نقبل بالدويلة مهما رعد البعض أو هدد أو زمجر”.

وأضاف ريفي: “لا شك في أنكم سمعتم أيها الحضور التهديدات الأخيرة التي أطلقها السيد محمد رعد، لقد فاته من أي معدن نحن. لقد فاته من أي مدرسة تخرج أحمد الحريري وأشرف ريفي. لقد فاته أننا مؤمنون بالله وأننا قدريون ونعلم أنه متى يحين الأجل سنلقى وجه ربنا برحابة وسرور وأننا كباقي البشر زائلون لا أبديون ولا نستقدم ساعة ولا نستأخر. متى يحين الأجل. أقول لمحمد رعد أنني وأحمد الحريري من مدرسة الشهيد رفيق الحريري والشهداء الكبار وسام الحسن ووسام عيد وبيار الجميل وباسل فليحان وجبران التويني ووليد عيدو ومحمد شطح وفرانسوا الحاج وجورج حاوي وسمير قصير وانطوان غانم وأحمد صهيوني وأسامة مرعب وغيرهم من الشهداء الذين استشهدوا فداء لوطن كبير إسمه لبنان يضم كافة أبنائه بتنوعهم الطائفي والمذهبي وتمايزهم السياسي تحكمه الدولة اللبنانية والدولة اللبنانية فقط. نعلم جيدا مسلسل الإجرام الذي إرتكبه حزبك يا سيد محمد رعد سواء داخل لبنان أو في الساحات العربية والخارجية وأنا على ثقة أنكم ستحاسبون على كل جريمة إرتكبتموها وستحاسبون أيضا على كل جريمة ترتكبونها”.

وتابع: “الوطن الذي نتطلع إليه تحكمه الدولة اللبنانية بمؤسساتها الرسمية الشرعية فقط لا غير ولا مكان فيه للدويلة مهما كانت تسميتها وقدرتها العسكرية والمالية. لا خوف لدينا على لبنان من التنظيمات الإرهابية، فالجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية الرسمية كافية لتدافع عن هذا الوطن فلديها من حكمة القيادة ومن مهنية العسكر وحداثة التجهيزات التي بدأت تأتي تباعا نتيجة الهبة السعودية المشكورة ونتيجة المساعدات من الدول الصديقة، لديها القدرة الكافية لحماية لبنان خاصة وأنهم يتمتعون بموقف لبناني جامع داعم لهم، وإذا اضطر الأمر الى تعزيزات إضافية يخطىء من يعتبر أن قوة حزب الله العسكرية تشكل قيمة مضافة. إن أي سلاح غير شرعي هو قيمة سلبية وليست إيجابية لاعتبار بسيط أنها ستكون جسما غريبا عن الجيش اللبناني وهي لا تحظى بإجماع اللبنانيين”.

وقال: “بإمكان الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية الشرعية اللبنانية ووفقا للقوانين أن تستدعي الإحتياط إذا اضطرت لذلك، وأنا كضابط في الإحتياط مستعد للمساهمة في الدفاع عن أي شبر من لبنان، أدافع عن بريتال كما أدافع عن عرسال، أدافع عن بعلبك كما أدافع عن طرابلس، أدافع عن رأس بعلبك والفاكهة وغيرها من البلدات البقاعية كما أدافع عن جونيه وجبيل والبترون، وأدافع عن قرى عكار إذا اضطر الأمر كما أدافع عن منزلي وعائلتي، وأدافع عن دير الأحمر كما أدافع عن زغرتا وبشري والكورة وأعتقد أن كافة قوى الإحتياط سواء كانوا ضباطا أو جنودا في موقف مماثل لموقفي. أدافع عن كافة بلدات وقرى الجنوب كما أدافع عن بلدات وقرى البقاع الغربي والأوسط سواء جاءت التهديدات من العدو الإسرائيلي أو من الجبهات الشرقية أو الشمالية وبالطبع أدافع عن عاصمتي بيروت دفاع الأبطال”.

أضاف: “لحماية لبنان الحل بسيط ولا يحتاج الى تذاك واختراع وصفات عجائبية، أن نترك الأمر للجيش اللبناني وللقوى الأمنية الشرعية فلا تشكيك في كفاءتها ولا في وطنيتها ولا أعتقد أن أحدا يستطيع أن يزايد في هذا الأمر وإذا اضطر الأمر نستطيع أن نستعين بقوى اليونيفيل أينما شئنا من الحدود اللبنانية وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 1701. لا أرى مناصا من العودة الى اعلان بعبدا لتحييد وطننا عن صراعات ومحاور المنطقة فالحروب فيها أكبر من قدرتنا على تحملها أو على التأثير في مجراها. ندعو لوطن نعيش فيه جميعنا بكافة الطوائف والمذاهب والإنتماء السياسي. تعددنا مصدر غنى ومؤشر إيجابي لا يمكن لنظرية تحالف الأقليات إلا أن تكون ضارة بلبنان وبالداعين إليها، تحالف المعتدلين هو الحل”.

وختم ريفي: “لقد قدمت نقابة أطباء الأسنان في الشمال نموذجا للعمل النقابي الناجح، ونحن نشارككم اليوم الإحتفال باليوبيل الذهبي لمرور خمسين عاما على تأسيس النقابة، نسأل الله أن يوفقكم في الإستمرار نحو مزيد من التكاتف والتضامن والعمل الدؤوب تحت لواء هذه النقابة. تحية الى النقيب الصديق الدكتور أديب زكريا وكافة أعضاء النقابة على جهودهم الرامية الى تعزيز دور النقابة في إدارة شؤون الأطباء وتطوير عملهم بما يتناسب وصورة أطباء لبنان المشرفة على الدوام داخل لبنان وفي العالم”.