IMLebanon

داتا الصناعات الغذائية ناقصة والضجّة الإعلاميّة غير مبرّرة

food-safety
سلسلة خلاصات تتعلق بواقع الصناعة الغذائية في لبنان توصل اليها الخبير الاميركي من اصل لبناني فادي عرموني، بعد جولته على المصانع الغذائية. أولاها ان الضجة الاعلامية التي رافقت وسائل الرقابة على المأكولات والمنتجات لم تكن ضرورية “بالشكل الذي حصلت فيه”، وخصوصا ان لا مشكلة كبيرة في سلامة الاغذية محليا مقارنة ببقية دول العالم. مبررات هذا الاستنتاج كثيرة. ابرزها ما بينته الجولة الميدانية التي قام بها على المصانع والتي كشفت في كثير من الاحيان رغبة اصحاب الشركات والمصانع في تحسين واقعها من دون اي سعي للتهرب مما يطلب منهم.
ثانية هذه الخلاصات تناول المستوى الجيد للمراقبين التابعين لوزارات الاقتصاد والصحة والزراعة والصناعة والسياحة، علما ان هؤلاء كانوا خضعوا لدورات تدريب بينت تفانيهم وكفاءتهم. ووقت يتعلق ثالث هذه الخلاصات بالمواصفات الصارمة التي وضعتها الدولة على المنتجات ولا سيما قبل تفريغها، فان هذا التشدد يقود عرموني الى الاعتراف بأن “الهجمة الاعلامية” التي حصلت على قطاع المأكولات لم تكن ضرورية وخصوصا في بلد سياحي مثل لبنان حيث تشكل الصناعات الغذائية ثالث قطاع مصدر.
اللافت ان الصورة المتفائلة التي يسوقها عرموني تترافق ومجموعة مآخذ تتناول التنسيق بين الوزارات في مسألة سلامة الغذاء، “فثمة تضارب في الصلاحيات غالبا ما يؤدي الى ضياع المصنع”. اكثر ما لفته في هذا الشأن هو “تعدد” المعايير التي تسعى الادارات الى تطبيقها، الامر الذي دفعه الى العمل على وضع دفتر شروط يتضمن معايير موحدة للمنتجات ولتصنيع صحي سليم ضمن وزارة الصناعة: “ما زلت في اول الطريق”، يعلق “زرت الى الآن مسالخ ومصانع وافرانا عدة. تقويمي ايجابي في شكل عام مقارنة بما رأيته في دول اخرى”.
يتحدث عرموني عن “قطعة ناقصة” (MISSING PIECE) اظهرتها جولته، تتعلق بتثقيف المستهلك والمطاعم حيال كيفية التعاطي مع الواقع الجديد الناشئ ملاحظا ان ثمة اخطاء كثيرة تحصل في موضع تحضير الطعام ولا يلام عليها المصنّع. اما اهم ما يلقى استغرابه في هذا الشأن فهو غياب الـ”داتا” او الارقام العلمية عن الامراض والاصابات نتيجة الطعام او حالات التسمم، خلافا لما يحصل في العالم المتقدم. ففي الولايات المتحدة حيث عمل اكثر من 25 عاما، تصرّ الهيئات المعنية على اصدار لوائح دورية. في خلاصتها، ان ثمة 76 مليون حالة اصابة بالتسمم سنويا نتيجة الاغذية، و125 الف حالة نقل الى المستشفى، و9 آلاف حالة موت، علما ان الفيروس الاكثر فتكا هو الـ”نورو فيروس” يليه الـ”سالمونيللا” فالـ”كمبيلوباكتير”.
واذ يذكر بوجود معايير موحدة بين الـFDA والـUSDA فضلا عن اخرى خاصة بالشركات، يأمل في ان يصار الى تزويده المعلومات المناسبة كي يتمكن من وضع دليل شامل لهذا القطاع.
يشار الى ان عرموني يزور لبنان بدعوة من برنامج TOKTEN الذي ينفذه برنامج الامم المتحدة الانمائي بالتعاون مع مجلس الانماء والاعمار. ويهدف البرنامج الى استقطاب متطوعين من المغتربين اللبنانيين للعمل في بلادهم وفقا لاختصاصهم او للقطاعات التي برعوا فيها.