IMLebanon

الحكومة مستمرة وأكثرية الثلثين باقية.. سلام : سلمان أكّد لي ثبات دعم لبنان

tamam-salamm

أبدى رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ارتياحاً كبيراً لما انتهت اليه زيارته الرسمية الى المملكة العربية السعودية بعد محادثات أجراها مع الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الامير محمد بن نايف بن عبد العزيز.

واعلن في حديث لصحيفة “النهار” ان الملك سلمان أكد له “ان قرار دعم لبنان ثابت ومستمر”، وإن قرار هبة الـ3 مليارات دولار للجيش اللبناني “لا رجعة فيه”. وشرح في هذا المجال أن ولي العهد قال له عندما طرح الموضوع معه: “ليس في تقاليد المملكة أن تغيّر قراراً ملكياً، فهو إن صدر سيستمر الى النهاية”. وأوضح سلام أن مبلغاً كبيراً قدره 3 مليارات دولار لا يمكن ترتيب إنفاقه بسرعة ولهذا أخذ الوقت الذي يتطلبه، مضيفاً: “ولا ننسى أيضاً مبلغ المليار دولار الذي صرف منه نحو 50 في المئة حتى الآن لمصلحة الجيش والأجهزة الامنية”.

وماذا عن الموضوع الحكومي؟ قال سلام لـ”النهار” إن الحكومة مستمرة “بدليل أنني دعوت الى انعقاد جلسة (اليوم)”. ولفت الى الموقف “المهم” الذي صدر عن الرئيس نبيه بري في صحف يوم امس وقال: “الحكومة تفقد مبرر وجودها عندما يصبح نصابها النصف زائداً واحداً، لكن الواقع الحالي ليس كذلك طالما أن أكثرية الثلثين مؤمنة”. أضاف: “ليست هي المرة الاولى التي نواجه فيها مثل هذه الازمات، لكن لم نعلم أنه من أجل تعيين موظف (اللواء شامل روكز) نعطّل الحكومة، وأنما يكون ذلك من أجل قضية وطنية كبرى”. وكانت هذه الآراء من سلام بمثابة رد غير مباشر على دعوة العماد ميشال عون الحكومة الى أن تستريح حتى أيلول. ولفت الى ما ورد في “النهار” أمس عن لسان الوزير جبران باسيل لجهة تأييده الفصل ما بين ملف عرسال وما بين ملف التعيينات الامنية. وفي ملف عرسال شدد سلام على دور الجيش في حفظ الامن، نافياً أن تكون هناك حاجة الى قرار سياسي جديد غير الحالي الذي يكلف الجيش حفظ أمن عرسال وجرودها، مشيراً الى أن السير في هذا الامر يوحي بالتشكيك في القرار القائم. ولم يستبعد صدور البيان الذي لم يصدر عن الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء.

وتطرق الى ملف انتخابات الرئاسة رداً على سؤال لـ”النهار” حول أهمية التحركات الدولية والاوروبية التي يشهدها لبنان على هذا الصعيد فقال: “لقد أخذت المبادرة شخصيا وأثرت الموضوع مع ولي العهد الامير محمد بن نايف فقلت له إن لبنان يواجه تحديا كبيرا بسبب خلو سدة الرئاسة الاولى، ودعوت المملكة التي كانت لها سابقاً أدوار على هذا الصعيد الى أن تؤازر لبنان لإنجاز هذا الاستحقاق”. وأشار الى أن استجابة المملكة لدعوات كهذه تخضع للمراجعة ولن يكون هناك جواب فوري، إذ يكتفي المسؤولون السعوديون بالكلام في الاطار العام وهذا ما تبدى خلال مؤتمر الطائف عام 1989. وأوضح “أن القائلين بأن هذا الامر شأن سيادي يجب تذكيرهم بأنه لم يسبق في تاريخ لبنان منذ عام 1943 ولغاية الوقت الحاضر أن أتى واحد من أحد عشر رئيساً للجمهورية من دون لفتة من هنا وإشارة من هناك. فقط حدث مرة واحدة عام 1970 عندما كانت اللعبة الديموقراطية قد أخذت مجراها” أيام انتخاب الرئيس سليمان فرنجية. وفي الخطوة المستجدة في العلاقات بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع قال: “إننا مع تقارب بين كل لبناني وآخر لما فيه خير لبنان”.

ونفى سلام أن يكون موضوع اللبنانيين في المملكة مطروحاً، لافتاً الى أن هناك 300 الف لبناني يعملون في السعودية وهم بعيدون عن أية معاملة غير التي ألفوها . وكشف في هذا المجال أن وليّ العهد الأمير محمد بن نايف أبلغه أن المملكة التي تنخرط في الحرب على الارهاب في كل المملكة وتتعرض لهجمات لم تغيّر أي شيء في حياة السعوديين. وأوضح أن اللبنانيين لم يشكوا مرة من أية تشدد أمني يتعرضون له. وأشار الى انه يجب التمييز بين واقع الجالية في المملكة وواقعها في سائر دول الخليج. وأعطى مثالاً دولة الامارات التي تعيش فيها جالية لبنانية كبرى يصل عددها الى 300 ألف. ففي هذه الدولة هناك نظام صارم يوفر الأمن والأمان. وعندما جرى إبعاد بضعة لبنانيين ثارت ضجة في حين ان الامارات كانت أبعدت في الفترة نفسها 5 آلاف من المقيمين. أضاف: “لقد أوضح لي وزير الخارجية الاماراتي عبد الله بن زايد عندما التقيته على هامش قمة شرم الشيخ قائلا إن أي بلد من بلدان الـ5 آلاف المبعدين لم يثر ضجة، علماً أن الامارات تدرس طويلاً وضع كل مبعد قبل إبعاده وتأخذ في الاعتبار واقع أسرته وملاءمة قرار الابعاد مع واقع أبناء المبعد في العام الدراسي”.

وفي شأن ملف اللاجئين السوريين نقل سلام اهتمام ولي العهد السعودي الشخصي بهذا الملف باعتبار انه رئيس للحملة الوطنية السعودية لمساعدة الاشقاء في سوريا لذا فهو “معني أيضاً باللاجئين السوريين في لبنان مثلما هو معني بسائر هؤلاء اللاجئين في سائر البلدان. وقد أنفقت المملكة مئات الملايين من الدولارات وستستمر في اداء واجباتها مباشرة من دون أي وسيط”.