IMLebanon

خريطة المعركة المقبلة لـ”حزب الله” و”النصرة” امام خيارات محدودة!

hezbollah-battle

نقلت صحيفة “الأخبار” عن مصادر أمنية انه سجّل ارتفاع لافت في عدد الذكور في الأيام الماضية في أربعة مخيّمات للنازحين السوريين تقع خارج نطاق سيطرة الجيش بين وادي الحصن ووادي حميد. كذلك سجّل ارتفاع طفيف في عدد الذكور في مخيّمات النازحين في مشاريع القاع، ما يشير إلى فرار بعض المسلحين إلى المخيمات.

وفي ظلّ التطورات الميدانية وتقدّم المقاومة السريع، تبدو خيارات “النصرة” محدودة، بين الاستسلام لـ”داعش” الذي يسيطر على جرود راس بعلبك والقاع امتداداً إلى جرود قارة السورية، وبين الدخول إلى عرسال والاشتباك مع الجيش اللبناني، أو البحث عن تسوية للخروج من الجرود.

وتشير المعلومات بحسب الصحيفة عينها إلى أن عدداً من رجال الدين في البقاع تحرّك للبحث عن تسوية مع “حزب الله”، إلّا أن أي تقدّم لم يحصل حتى الآن. وتلفت المصادر إلى أن مسلحي النصرة منقسمون بين من يريد البحث عن تسوية، ومن يريد الدخول إلى عرسال. وتشير إلى أنّ من غير المستبعد أن يقوم عدد من مسلحي النصرة بمبايعة داعش.

غير أن مصادر في “النصرة” كانت قد أكّدت للصحيفة قبل يومين أن “الاستسلام لحزب الله أفضل من الاستسلام لداعش”، علماً بأن “داعش” مدّ مسلحي “النصرة” ببعض الإمدادات لمنع سقوط تلة “التلاجة” التي تكشف مواقعه.

من جهتها، نقلت صحيفة “السفير” عن مصادر مواكبة للتطورات الميدانية في السلسلة الشرقية إن مسلحي “النصرة” باتوا محصورين في مساحة لا تتجاوز الخمسين كيلومتراً مربعاً من أصل مئتي كيلومتر مربع كانوا يحتلونها في جرود عرسال.
ومع القصف المدفعي والصاروخي الذي نفذه الجيش اللبناني، بعد ظهر أمس، على تجمعات المسلحين في وادي العويني، وأدى إلى مقتل نحو 16 عنصراً من “النصرة”، بدا واضحا أن ثمة تناغما ميدانيا فرضته معطيات الأرض، بحيث صارت مواقع “حزب الله” والجيشين اللبناني والسوري في منطقة الجرود يحمي بعضها بعضاً من دون أي تنسيق أو قرار سياسي.
وأكد مصدر عسكري لـ”السفير” أن القصف المدفعي والصاروخي الذي نفذه الجيش، أمس، يأتي في سياق العمليات العسكرية الاستباقية التي تنفذ في جرود عرسال والقاع ورأس بعلبك منذ أكثر من شهر وذلك عند ملاحظة أي تحركات مشبوهة أو تجمعات للمسلحين.
ويعتبر رأسا وادي العويني ووادي الدب مع ضهر الهوة (1750 مترا عن سطح البحر) الجغرافيا الأصعب المتبقية حتى الآن في معركة “حزب الله” ليس فقط في جرود عرسال التي تسيطر عليها “النصرة”، بل في جرد القلمون أيضاً بعد إعلان الجيش السوري و”حزب الله” أمس السيطرة على قمة صدر البستان (2590 مترا) في جرد فليطا السورية، وهي الأعلى في السلسلة الشرقية بعد «تلة موسى» (2850 مترا) وجبل الشيخ (2814 مترا)، كما تمت السيطرة على تلاجات البريج القريبة من صدر البستان وشعبة القلعة (2340 مترا) وهي مشرفة على وادي الخيل من ناحية الشرق وجزء من معبر الزمراني الذي تسيطر عليه “داعش”.
ويشير أحد أبناء عرسال العارفين بجرودها لـ”السفير” إلى أن الصور التي عرضها “حزب الله”، أمس، هي في أسفل سهل الرهوة، ما يؤكد سيطرة الحزب على كامل السهل الأكبر في الجرود العرسالية.
ويعتبر محللون عسكريون أن وصول “حزب الله” أمس إلى “فم” وادي الخيل من جهة الغرب، يعني إمساكه ميدانياً بكامل الجردين المنخفض والأعلى، لتنحصر المعارك في الأيام المقبلة في ما تبقى من الجرد الأوسط، وبالتحديد وادي الخيل ووادي الزعرور ووادي المعيصرة ووادي قطنين ووادي العويني ووادي الدب، وكلها لا تزيد مساحتها عن 50 كيلومترا مربعا، ورجح هؤلاء أن تكون قيادات “النصرة” قد أعادت تموضعها نحو ضهر الهوة، وأبدت تقديرها أن يكون أميرها أبو مالك التلي محاصرا هناك مع باقي قيادات التنظيم.
إلى ذلك، نقل عن قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي قوله إن الجيش يواصل الاستعداد، على كل المستويات، لحماية كل الحدود اللبنانية، وهذا يشمل بطبيعة الحال وضع كل الاحتمالات، وبالتالي تحضير خطط مواجهة ودفاع، وهو ما يتواصل العمل عليه، خصوصا في حال تحريك الاوضاع على الحدود شمال لبنان.
واذ أكد قهوجي ان التوافق السياسي الداخلي يريح المؤسسة العسكرية ويجعل مهامها أسهل في مواجهة الأخطار الحدودية، تمنى أن تبقى السياسة بعيدة عن المؤسسة العسكرية. وطمأن سائليه ان أوضاع الجيش واستعداداته أكثر من جيدة، على الرغم من استنفاره على كل الحدود من مزارع شبعا الى جرود عرسال، إضافة الى ضرورة اليقظة في الكثير من المناطق الداخلية.
ويأتي الكلام المنقول عن قهوجي بالتزامن مع استمرار حالة الجهوزية في كل ألوية الجيش وأفواجه ووحداته العسكرية المنتشرة في جميع المناطق، وخصوصا في منطقة البقاع الشمالي، منذ بدء معركة القلمون، في ظل تقديرات أمنية بأن تبادر المجموعات التكفيرية الى إحداث اختراقات حدودية، أو القيام بعمليات أمنية، سواء في منطقة البقاع أو في الداخل اللبناني، وخصوصا في عمق الضاحية الجنوبية التي شهدت في الساعات الماضية تشديدا استثنائيا للاجراءات الأمنية عند جميع مداخلها.