طوني رزق
مع انقطاع المبادرات الحكومية من جهة وكبار المستثمرين من جهة اخرى تبقى التحويلات الخارجية التي يوفّرها الاغتراب اللبناني بمثابة الرئة التي يتنفّس من خلالها الاقتصاد اللبناني ويستطيع المجتمع المحلي الاستمرار وتوفير السيولة الضرورية لسَير العجلة الاقتصادية والحياة على الاراضي اللبنانية.
انها ليست الاعجوبة اللبنانية، بل هي واقع اقتصادي واجتماعي نتيجة الضريبة التي يتحمّلها اللبنانيون والعائلات اللبنانية التي تعيش الاغتراب والافتراق لتوفير لقمة العيش وتلاقي الطموح والفرَص التي يتطلّع اليها اللبناني المتعلّم وخرّيج الجامعات بعدما ضاقت به السوق المحلية.
إنها مخرج اقتصادي وحياتي، لكن بكلفة انسانية مرتفعة. فبها يعتمد اللبناني على نفسه بدلاً من الاتّكال على مبادرات حكومته لتوفير فرَص العمل والعيش الكريم. وليس أمام اللبنانيين حلول أخرى مع انغماس السياسيين بالتجاذبات وبالارتباطات الخارجية على حساب المواطنين.
ويبقى اللبنانيون تحت رحمة الدول الخارجية وسياساتها تجاه لبنان والافرقاء اللبنانيين، الأمر الذي يستدعي بين الحين والآخر تدخّل المسؤولين لاسترضاء هذه الدول واستبعاد ايّ إجراءات ضد اللبنانيين العاملين في الخارج.
وحتى القطاع المصرفي يبقى رهناً لهذه التحويلات التي تمكّنه من توفير السيولة الضرورية للقيام بالاعمال المصرفية الكلاسيكية وتلك المتعلقة بتمويل الدولة اللبنانية، أي الدين العام.
انّ كبريات المراجع الدولية المالية في العالم تتابع عن كثب هذه التحويلات، وتعزّز لها وحدها استمرار لبنان في رسم مستقبل يميل الى الايجابية والتفاؤل في مواجهة جميع الارقام السلبية الاخرى من نسبة نمو اقتصادي ضعيف وتعاظم دين عام وكلفته والعجز في الموازنة وغياب الاصلاحات واستمرار الفساد وعدم تطوير القوانين الادارية لتماشي المتطلبات العصرية التي يتوجّب وجودها لتوفير نمو
اقتصادي أفضل.
إتجاهات الأسواق المحلية
ظلت الأسهم المصرفية تدعم النشاط في بورصة بيروت، إذ جرى أمس تبادل 583539 سهماً لبنك بيبلوس الفئة العادية بسعر تراجع 0,62 في المئة الى 1,60 دولار، ليبلغ حجم التداول الاجمالي في البورصة أمس 627709 أسهم وقيمته 1,99 مليون دولار.
وسجّل تبادل 26 عملية بيع وشراء تناولت 10 اسهم ارتفع منها سعر 3 اسهم وتراجعت اربعة اسهم واستقرت ثلاثة اسهم. وارتفعت امس أسهم سوليدير الفئة (أ) بنسبة 0,17 في المئة والفئة (ب) بنسبة 0,85 في المئة الى 11,61 و11,74 دولاراً على التوالي، وانخفضت ايضاً اسهم بنك عودة فئة GDR
بنسبة 0,80 في المئة الى 6,20 دولار.
وفي الاسواق العالمية تراجعت اسعار النفط أمس مع تمسّك المملكة العربية السعودية بقرارات زيادة الانتاج. فانخفض سعر النفط الاميركي في نيويورك بنسبة 0,97 في المئة الى 60,18 دولاراً، وتراجع سعر نفط برنت الخام في لندن بنسبة 0,68 في المئة الى 64,67 دولاراً للبرميل.
وفي أسواق المعادن الثمينة وبتأثير من ارتفاع الدولار الاميركي في اسواق الصرف، تراجعت اسعار الذهب في تداولات ظهر امس بنسبة 0,14 في المئة الى 1178,71 دولاراً للأونصة، لكنه اتجه لتسجيل تقدّم أسبوعي طفيف وانخفضت ايضاً أسعار الفضة بنسبة 0,47 في المئة الى 15,885 دولاراً للأونصة.
امّا في اسواق الصرف فتراجع اليورو متأثراً بتجدد القلق بشأن اليونان في حين ارتفع الدولار الاميركي مدعوماً ببيانات اميركية قوية بتوقعات رفع اسعار الفائدة. فانخفض اليورو 0,56 في المئة الى 1,1197 دولار، وزاد الدولار بنسبة 0,26 في المئة الى 123,71 يناً، وتراجع الجنيه الاسترليني بنسبة 0,07 في المئة الى 1,5502 دولار.
وفي بورصة وول ستريت ارتفعت الاسهم عند الفتح صباح أمس بدعم من البيانات الاقتصادية الايجابية، لكنّ القلق بشأن اليونان حَدّ من المكاسب. فزاد مؤشر داو جونز 0,22 في المئة الى 18039,37 نقطة، كما زاد مؤشر ستاندرد اند بورز 0,17 في المئة الى 2108,86 نقطة.
في اوروبا كان أداء بورصات الأسهم ضعيفاً مع ترك صندوق النقد الدولي المفاوضات مع اليونان. فتراجع مؤشر كاك الفرنسي 0,19 في المئة، ومؤشر فوتسي البريطاني 0,36 في المئة. وكان مؤشر داكس الالماني مرتفعاً 0,9 في المئة فقط. ودعمت بيانات التجارة الصينية الأسهم الاميركية ليزيد مؤشر شانغهاي 0,87 في المئة ومؤشر طوكيو 0,12 في المئة ومؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ 1,39 في المئة.