IMLebanon

“ماراتون” حوار “حزب الله” – “المستقبل” فوق صفيح ساخن!

hezeb-alla-future

 

 

كتبت صحيفة “السفير” أنه أصبحت للبنان 13 جلسة حوار بين “حزب الله” و”تيار المستقبل”، إذا جرى احتساب جلسة اليوم التي ستعقد في عين التينة، فوق صفيح ساخن، اجتمعت فيه حرارة عرسال والجرود، وحمّى الأزمة الحكومية، ولهيب المنابر، وجمر الاستحقاق الرئاسي.

ويبدو أن “ماراتون” الحوار مستمر حتى إشعار آخر، وإن كان قد تحوّل في الفترة الاخيرة الى مجرد «طقس» شهري أو نصف شهري، بل ان البعض اعتبر أنه تقزم الى حدود «صالون سياسي» لهواة «الرياضة الذهنية»، يتبادل ضيوفه أطراف الحديث في سهرات طويلة، أقرب ما تكون الى «الوقت المستقطع» في مباراة ملاكمة.

وكم من مرة خرج بعض المشاركين في الحوار من جلسات عين التينة، ليتوجهوا مباشرة الى «المنبر» ويستأنفوا الحملة على الطرف الآخر، قبل أن يكون حبر البيان المشترك قد جف، أو أن بعض البيانات الرسمية كانت تصدر فيما كلام المتحاورين يقول عكسها!

ومع ذلك.. لا حرب السعودية على اليمن، ولا معركة «حزب الله» في جرود القلمون، ولا «زوبعة عرسال»، ولا سقوط تدمر وأريحا وإدلب وجسر الشغور واللواء 52 في سوريا، ولا حملات التخوين المتبادلة ولا تبدل الهويات الملكية.. استطاعت أن تعطل الحوار الذي يكاد يتحول الى واحدة من «العجائب» اللبنانية.

بل ان أحد المتحاورين قال لـ”السفير” ان ما يحدث يؤكد أكثر فأكثر ضرورة استمرار الحوار، باعتبار ان الحاجة اليه تتضاعف في زمن احتدام الأزمات والصراعات، ويكفي انه يحافظ على خيط ممدود – ولو رفيعاً – بين جهتين تشتبكان سياسياً على كل خطوط التماس الإقليمية.

وكون استمرار الحوار في بيئة ملتهبة يشكل أعجوبة، لا يعني أنه يستطيع أن يصنع «معجزات»، وبالتالي لا أحد من الأطراف المعنية يتوهم أن بإمكان هذا الحوار تحقيق اختراقات كبرى، ومعالجة أزمة معقدة.. جذورها في عواصم المنطقة وفروعها في بيروت.

وإذا كانت المراحل الاولى من الحوار قد أنجزت ما يمكن تحقيقه ضمن «الهوامش المحلية» على مستوى الخطط الامنية وإزالة الصور والشعارات الحزبية، فإن الجلسات الاخيرة باتت متواضعة أو معدومة الإنتاجية، ودخلت في دائرة المراوحة، في ظل الاصطفاف الحاد والانقسام العميق حول خيارات استراتيجية، لا تحتمل حتى هذه اللحظة أي تسوية.
وتنعقد جلسة اليوم تحت وطأة ملفات الشلل الحكومي وعقدة التعيينات الأمنية وأصداء معركة الجرود وهواجس عرسال، وسط انخفاض سقف التوقعات مسبقا، علما ان مصادر مقربة من بري رجحت أن يحتل المأزق الحكومي حيزا واسعا من البحث، آملة أن يفسح النقاش بين وفدي «حزب الله» و «المستقبل» مجالا أمام الدفع نحو احتواء هذا المأزق المستجد.

هذا، واشارت مصادر سياسية مواكبة للحوار الذي يستأنف مساء الاثنين لصحيفة “الحياة” الى أن لا جدول محدداً للجلسة، لكن الشلل الذي يصيب الحكومة حالياً نتيجة تعطيل جلسات مجلس الوزراء سيفرض نفسه، خصوصاً ان أطراف الحوار كانوا أكدوا في أكثر من مناسبة ان لا مجال لاستقالتها وأن هناك ضرورة للتعاون من أجل تفعيلها وزيادة انتاجيتها.

وأكدت المصادر أن تعطيل جلسات مجلس الوزراء سيشغل حيزاً من النقاش اضافة الى البحث في التعيينات الأمنية والعسكرية التي كانت وراء قرار “تكتل التغيير والإصلاح” برئاسة النائب ميشال عون الانسحاب من أي جلسة ما لم تطرح فيها هذه التعيينات.

وسألت: “أين يصرف الموقف من إجماع أطراف الحوار على التمسك بحكومة “المصلحة الوطنية” وعدم تعطيلها طالما ان “حزب الله” يتضامن مع حليفه عون، سواء في موقفه من هذه التعيينات، أم في خصوص اصراره على ان لا انتخابات رئاسية ما لم يضمن انتخاب “الجنرال” رئيساً للجمهورية”؟ كما سألت عن الجدوى من البحث في ملف رئاسة الجمهورية في ضوء الموقف الأخير لنائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم الذي خيّر فيه اللبنانيين بين انتخاب عون أو الفراغ”.

واشارت المصادر السياسية الى ان رئيس الحكومة تمام سلام أراد من خلال التريث في دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد ان يعطي مهلة للمشاركين في المشاورات لتذليل عقدة عون التي ما زالت تؤخر انعقاد الجلسة، لكنه ليس على استعداد لتمديد الفرصة إذا لم يلمس أن لدى “تكتل التغيير” نية بأن يعيد النظر في موقفه لمصلحة العودة الى حضور الجلسات على ان تطرح التعيينات العسكرية في مواعيدها”. مؤكدة ان “سلام ليس في وارد الإبقاء على تعطيل جلسات مجلس الوزراء الى ما لا نهاية”، لافتة الى أنه سيضرب في الوقت المناسب يده على الطاولة ويقول الأمر في تحديد جدول أعمال مجلس الوزراء من دون أن يعترض على حق الوزير في طرح ما يريد في الجلسة”.

واعتبرت ان “عون، بإصراره على ادراج التعيينات العسكرية على جدول أعمال مجلس الوزراء، يراهن على أن الرئيس سلام سيعيد النظر في موقفه باتجاه الموافقة على طلبه لكنه سيكتشف بدءاً من هذا الأسبوع ان رهانه ليس في محله. ان “تكتل التغيير” يعاني من الإزدواجية في مواقفه، وإلا كيف يفسر “حرد” وزرائه في الحكومة مع انه لا يحبذ اطاحتها وأي معنى لبقاء الحكومة طالما انه يريد تعطيلها ودفعها في اتجاه الشلل التام، بالمعنى الإنتاجي للكلمة”.

وتنعقد جلسة اليوم تحت وطأة ملفات الشلل الحكومي وعقدة التعيينات الأمنية وأصداء معركة الجرود وهواجس عرسال، وسط انخفاض سقف التوقعات مسبقا، علما ان مصادر مقربة من بري رجحت أن يحتل المأزق الحكومي حيزا واسعا من البحث، آملة أن يفسح النقاش بين وفدي “حزب الله” و “المستقبل” مجالا أمام الدفع نحو احتواء هذا المأزق المستجد.

صحيفة “الأخبار” ذكرت أن وفد تيار المستقبل الى الحوار مع حزب الله، الذي تنعقد جلسته الـ 13 في عين التينة اليوم، عازم على إثارة موضوع الحكومة انطلاقاً من قاعدة أساسية وهي أن هذه الحكومة مصلحة وطنية لا يجوز ضربها، في ظل الشلل الذي يطال كل المؤسسات.

مصادر المستقبل استبعدت أن يقدّم الحزب أي تعهّد بشأن هذا الموضوع لأنه يفصل المعركة التي يقف فيها خلف عون في الحكومة عن استمرار الحوار، لكنها رأت أن “لا مفر من المحاولة”.