IMLebanon

العلاقة بين التغيير المناخي والإنهيار الإقتصادي

EnvironmentDev
طوني رزق
يواجه العالم، كما بدأت تشعر به مختلف الدول ومنها لبنان، خطرين كبيرين ما زال الكثيرون يعملون على تجميل صورتهما العامّة من دون القدرة على الاستمرار بذلك لوقت طويل، وهما الاضرار التي لا رجوع عنها والتي لحقت بالمناخ على الكرة الارضية من ناحية والانهيار الاقتصادي العالمي غير المسموح الاعتراف به او السماح له بالخروج الى العلن.

ورفع تقرير جريء الاخطار التي تشكّلها الهندسة المناخية المعتمدة حالياً على نوعية الحياة على الكرة الارضية، وهو يتّهم هذه الهندسة وأعمالها بأنها:

أولا: تحاول التلاعب بإمداد الاسواق بالمواد الغذائية (الغذاء) وذلك بهدف السيطرة على الشعوب وضبط تحركاتها.

ثانيا: انّ هندسة الكوارث المناخية التي اصبحت شأناً روتينياً تستخدم أداة لإلهاء الرأي العام فلا يستطيع رؤية الصورة العامة لِما يحصل عالمياً.
كما انّ تجّار الطاقة في العالم يحاولون إخفاء الوضع السيئ للمناخ العالمي من خلال إظهار ما يعملون للتقليل من نسبة السموم المناخية في عالم باتت الفوضى تَعمّه في مختلف أنحاء الكرة الارضية، وبدءاً من الغرب الاميركي.

وتجتاح كميات متزايدة وكبيرة جداً من غاز الميتان المناخ العالمي، الأمر الذي تحاول الهندسة المناخية إخفاءه بقدر الامكان من ناحية والتقليل من المخاطر لكن بأساليب غير كافية وفعّالة، إلّا أنّ كل يوم يمرّ باتَ يشكّل قلقاً بحد ذاته.

المهم انّ العالم وصل الى نقطة عدم القدرة على إخفاء الكوارث المناخية والانهيارات الاقتصادية طويلاً بعد اليوم، وهذا ما سوف يدفع البعض ليصبحوا اكثر خطراً على العالم من ايّ وقت آخر في السابق.

وعلى الضفة الاخرى من النهر، ومع عدم إغفال ما سبق من سَرد للمخاطر المناخية التي تتسبّب بها مروحة واسعة من الانشطة الكيميائية المرتبطة بالطاقات أكانت النووية او غيرها، فإنّ مواجهة الانهيار الاقتصادي والمالي هي ايضاً اصبحت وشيكة على رغم الاكاذيب ومحاولات إخفاء الوقائع الدراماتيكية التي يعيشها العالم منذ فترة. وتزداد الاكاذيب وتكبر اكثر واكثر، في حين انّ الاقتصاد العالمي يتراجع ويقترب من الانهيار.

حتى المعطيات التي تتكلم عن زيادة عدد الوظائف في الولايات المتحدة الاميركية للقول إنّ الاقتصاد الاميركي ينتعش، تشير الى انّ اكثر الوظائف الجديدة تعود الى الانتشار الواسع لشركات استخراج النفط، هذه الشركات التي عادت واقفلت مؤخراً أو انها في طور الإقفال.

ويبدو انّ إخفاء الواقع الدراماتيكي يجري مهما كلّف الثمن، فلم يعد مسموحاً تراجع اسعار الاسهم في البورصات الكبرى، كما لم يعد مسموحاً انهيار المؤسسات، كما انه أوعز الى الشركات المالية لعدم الافصاح للجمهور بأنّ العالم يقترب من الانهيار الاقتصادي.

امّا نسبة التضخم فتعلن بنسبة اقلّ ممّا هي عليه، كما انّ نسبة الوظائف تعلن بأكبر ممّا هي عليه فعلياً. ومن الممنوع ايّ ارتفاع لأسعار الذهب، واللعبة مستمرة…

وضمن الاطار نفسه لن يسمح بانهيار اليونان، إذ انّ ذلك سوف يفضح مدى الترابط بين الدول على الصعيد المالي في الغرب. وسوف تجبر على الاستدانة مجدداً لإيفاء الديون القديمة، فإذا انهارت اليونان سوف يتكبّد صندوق النقد الدولي والبنك المركزي الاوروبي وغيرهما خسائر كبيرة، الأمر الذي يصعب مواجهته.

وهناك حقيقة قاسية ايضاً عن نوعية الديون العالمية، وهي انها ترتكز على رهونات تكررت عدة مرات وقدّمت لعدد من الدائنين في الوقت عينه. وهذا ما يعتبر سرقة بحد ذاته، وهو يُبقي اللاعبين، أي مجموعة الدائنين، على الطاولة نفسها لاستمرار اللعبة.

وهذه اللعبة سوف تستمر طالما لا تطرح الاسئلة، وطالما الجميع ما زال واثقاً بالنظام المالي الحالي. وعلى الورق الجميع يربح مالياً، لكن اذا أراد احدهم الانسحاب وتحصيل أمواله فإنّ النظام سوف ينهار.

الجميع يعلم ذلك: الصين – روسيا- دول الـ Brics و135 دولة أخرى. انهم يعلمون انّ هذا الكازينو الكبير مفخّخ، وقد يأتي الانهيار من ايّ دولة في مختلف انحاء العالم من الشرق او من الغرب، او قد يكون ذلك من خلال إعلان إفلاس او حرب. الجميع يعلم انّ هذا سوف يحصل، وخصوصاً الدول الفاعلة في العالم. ويقول البعض انّ التجارة الخارجية العالمية بدأت بالانهيار فعلياً منذ الأزمة المالية في العام 2008.

وترتكز السياسات الكبرى الآن على ثلاث استراتيجيات، هي:

1- الإلهاء.
2- الإدعاء
3- التأجيل

ويتّهم هؤلاء الولايات المتحدة الاميركية باعتماد تفجير الحروب لإخفاء الانهيار وأسبابه والحقائق التي أدّت اليه.

ويدعون ايضاً الى عدم تصديق ما يروّج عن «إعادة الانتعاش الاقتصادي» وعن «النمو»، ويتوقعون خروج الاسواق عن السيطرة وانهيارات مالية خيالية، كلّ ذلك لأنّ العالم اراد ان يعيش متجاوزاً إمكاناته وعدم مواجهة الواقع.