طوني رزق
ليست هي فقط قوة الدولار الاميركي التي كلّفت الشركات مليارات الدولارات من الخسائر، بل وايضاً تقلبات الاسعار هي التي كانت وراء حصة كبيرة من هذه الخسائر، فارتفاع حدة تقلّبات أسعار الصرف قد سبّب خسائر للشركات في مختلف أنحاء العالم وتركزت الخسائر بصورة خاصة في الولايات المتحدة الاميركية نتيجة قوة الدولار وفي اوروبا وروسيا، الّا انّ هذا الاتجاه سوف يستمر طالما انّ الاقتصاد العالمي ما زال ضعيفاً وطالما تواصِل المصارف المركزية اعتماد سياسات التحفيز الاقتصادي مثل ضَخّ السيولة في الاسواق والعمل على إضعاف العملات الوطنية.
وكانت كل من ايرلندا ودولة جنوب افريقيا قد فاجأتا الاسواق خلال الاسبوع الماضي في اقرارهما خفضاً مفاجئاً لأسعار الفائدة، وذلك لمحاربة التباطؤ الاقتصادي ومعالجة الانخفاض الكبير في نسبة التضخم .
ومع تراجع اليورو بنسبة 11 في المئة خلال الفصل الاول من العام الجاري تكبّدت الشركات الاميركية خسائر كبيرة نتيجة تراجع حجم صادراتها ومبيعاتها. وبذلك تكون تقلّبات الاسعار قد أضرّت الاميركيين اكثر من وقع انطلاق الازمة الاقتصادية الاوروبية في حينها.
وتأثرت هذه الشركات ايضاً من تقلّبات اسعار كلّ من الين الياباني والروبل الروسي والريال البرازيلي والجنيه الاسترليني، وتحاول الشركات تقليص هذه الخسائر في اسواق الصرف من خلال العمل على تخفيض الكلفة الانتاجية ومن خلال اعتماد سياسة أسعار افضل.
وعلى سبيل المثال خسرت شركة «بيبسي كولا» نصف قيمة مبيعاتها الى الخارج ومن 7 في المئة الى روسيا التي تراجع سعر الروبل فيها 40 في المئة.
وعلى رغم توقّع الخبراء ان تتواصل حدة التقلّبات في اسواق الصرف العالمية، الّا انّ الشركات قد تجد وضعاً افضل مع تسجيل بعض الانخفاض في سعر صرف الدولار الاميركي الذي تراجع بنسبة 5 في المئة في الفصل الثاني من العام الجاري مقابل اليورو، الأمر الذي ساهم في تخفيض أكبر ارتفاع للدولار وتأثير على الشركات.
إتجاهات الاسواق المالية
اظهرت بورصة بيروت اتجاهاً سلبياً أمس على الصعيدين لحَجم التداول والاسعار، فقد تراجع عدد الاسهم المتداولة الى 53942 سهماً وقيمتها 603882 دولاراً وتراجع سعر 4 اسهم وزاد سعر سهم واحد واستقر آخر مع تبادل 50 عملية بيع وشراء داخل الردهة.
وانخفض سعر اسهم سوليدير الفئة (أ) 3,87 في المئة الى 11,16 دولاراً والفئة (ب) 1,27 في المئة الى 11,59 دولاراً وبنك عودة العادية 0,16 في المئة الى 6,10 دولار وبنك بلوم فئة (GDR) 0,50 في المئة الى 9,95 دولار، وزاد سعر أسهم بنك بلوم فئة العام 2011 بنسبة 6,89 في المئة الى 10,20 دولار.
في الاسواق العالمية، ومع ترنّح المفاوضات حول الملف اليوناني المالي، تراجع اليورو بنسبة 0,47 في المئة الى 1,1215 دولار، وجاء ذلك على رغم الشكوك التي تسود أوساط الخبراء حول احتمالات ترك اليونان تقع في الافلاس، الأمر الذي لا يتوافق مع مصالح كبريات الدول الغربية.
ارتفع الدولار أمس بنسبة 0,18 في المئة الى 123,59 يناً، كما تراجع الاسترليني بنسبة 0,37 في المئة الى 1,5496 دولار. ويستفيد الدولار حالياً من تزايد الاعتقاد بقرب رفع اسعار الفائدة الاميركية.
ومع ارتفاع الدولار تراجع سعر الذهب بنسبة 0,36 في المئة الى 1175 دولاراً للأونصة على رغم إفادة الذهب من بعض الإقبال على شرائه كملاذ آمن بسبب الازمة في اليونان. امّا الفضة فزادت أمس بنسبة 0,25 في المئة الى 15,865 دولاراً للأونصة.
ومع المفاوضات في شأن اليمن من جهة ونتيجة ارتفاع الدولار الاميركي، تراجعت امس اسعار النفط في نيويورك بنسبة 1,15 في المئة الى 59,27 دولاراً للبرميل، كما تراجع سعر النفط في لندن بنسبة 1,69 في المئة الى 62,79 دولاراً للبرميل، وقد تأثر النفط ايضاً بزيادة الانتاج النفطي السعودي.
وفي اسواق الاسهم تأثرت بورصة وول ستريت في نيويورك بالازمة اليونانية، فتراجع مؤشر داو جونز بنسبة 0,78 في المئة الى 17898,84 نقطة، وللسبب نفسه تراجعت البورصات الاوروبية فانخفض مؤشر داكس الالماني 1,50 في المئة الى 11,28,13 نقطة ومؤشر فوتسي البريطاني 0,70 في المئة الى 6737,41 نقطة ومؤشر كاك الفرنسي 1,12 في المئة الى 6846,46 نقطة.
كذلك تراجعت الاسهم في طوكيو 0,09 في المئة الى 20387,79 نقطة، وفي الصين 2 في المئة الى 5062,91 نقطة، وفي هونغ كونغ 1,53 في المئة الى 26861,83 نقطة.