IMLebanon

تساهم التقنية الألمانية في توفير السلامة خلال موسم الحج

Hajj-track
كان حادث تدافع الحجاج عام 1990 من أكبر الكوارث التي شهدتها مواسم الحج. الآن تم اتخاذ تدابير وقائية واحتياطات لضمان عدم تكرار مثل تلك الحوادث. مكتب تخطيط هندسي ألماني يساهم في تنفيذ مشاريع التوسعة وحل أزمة التدافع.

خلال لحظات تراجع مستوى تدفق الهواء في النفق ولم يعد بإمكان الحجاج التنفس، فلقد تعطل نظام التهوية فتوقف تدفق الأوكسجين. كما ارتفعت درجة الحرارة هناك إلى أكثر من 44، ولم يعد ممكنا تنفس الهواء المتوهج. في هذا الوضع انهار بعض الحجاج مختنقينـ وبدأ آخرون في الركض والفرار من داخل النفق، فتدافعوا وداسوا قبل أن تدوسهم أيضا آلاف الأقدام التي تريد النجاة من الموت الأكيد، كما يحكي أحد شهود العيان من بين الناجين. أكثر من 1400 حاج لقوا مصرعهم في ذلك الحادث قبل 25 سنة، والذي يعتبر من أسوء الكوارث في تاريخ مواسم الحج.

خلفية الحادث إذن تعود إلى فشل تقنية نظام التهوية. وقد يحدث ذلك في أي مكان آخر، ولكن ما كانت تلك الكارثة لتكون بهذا الحجم لو كان هناك نظام طرق ومسالك لتوجيه الناس عند تدافعهم. لم تكن تقنية السلامة والأمان متطورة بشكل متقدم في عام 1990. كان النفق يربط منى بمركز مدينة مكة في كلا الاتجاهين. وعبره كان الحجاج ينتقلون فيه كمدخل أو مخرج بين الأماكن المقدسة في مكة. وبذلك كان هذا الطريق دائما مهددا بإمكانية وقوع حوادث تدافع الحجاج. المخاطر ستكون أقل لو تم التنقل عبر النفق في اتجاه واحد فقط.

التحدي اللوجستي

أكثر من ثلاثة ملايين شخص يحجون كل عام الى مكة لأداء فريضة الحج. السيطرة الكاملة على تلك الأعداد الهائلة من الحجاج كانت أمرا صعبا بالنسبة للهيئة المسؤولة عن الأماكن المقدسة، ولذلك كانت تقع حوادث من حين لآخر. عام 1994 لقي حوالي 270 شخصا مصرعهم في حادث تدافع.

وكان عددهم في حادث آخر بعد أربعة أعوام 120. وتبع ذلك كارثة أخرى عام 2006، حيث تجمعت حافلات كثيرة في مدخل رمي الجمرات وأدى تزاحم الحجاج على أفضل الأماكن لرمي الجمرت إلى وفاة 346 شخصا. نظام تنقل الناس في الطرق باتجاهات متعاكسة ساهم في حدوث تدافع وفي موت العديد منهم.

كانت كارثة 2006 آخر كارثة من هذا النوع، حيث قررت السلطات السعودية هدم جسر رمي الجمرات وتوسيعه من خلال بناء خمس طوابق، وبذلك تمكنت الأعداد الغفيرة من الحجاج من التحرك دون المخاطرة بإحداث ازدحامات أو تدافع كارثي.

نظام الطريق باتجاه واحد

ساهمت شركة IVV ذات المسؤولية المحدودة والتي يوجد مقرها في مدينة آخن الألمانية في التخطيط لهذا المشروع وتنفيذ بنائه. الفكرة الأساسية التي انطلقت منها هذه الشركة العالمية للتخطيط الهندسي هو العمل على تنظيم طرق تحرك الحجاج وتأمين التحرك فيها دون مخاطر التدافع وعدم وجود تقاطع في الطرقات التي يمر فيها الناس وأيضا عدم استخدام طريق واحد باتجاهين. وبذلك تم تطوير شبكة طرقات للراجلين باتجاه واحد، كما توضح الشركة على موقعها الشبكي.

وتجلت أول عملية في هدم جسر رمي الجمرات وهو المكان الذي يتوقف فيه مئات الآلاف من الحجاج خلال ساعات قليلة لرمي الجمرات مما يشكل خطرا لأحداث التدافع، وبناء جسر لرمي الجمرات على خمسة طوابق، فلم تعد تقع حوادث أو كوارث منذ عام 2006، كما تؤكد السلطات السعودية.

عمليات التوسعة مستمرة

من خلال ذلك تسعى العربية السعودية إلى التحضير لمواسم الحج في العقود المقبلة بسبب ارتفاع عدد الحجاج، وستساهم طرقات الحجاج الجديدة والطرق الخاصة بالإسعافات والأسيجة وطرق التحويل في رفع عدد الوافدين لأداء فريضة الحج وضمان سير الحج بأمان.

ومن المنتظر أن يبلغ عدد الحجاج في مكة خلال موسم الحج عام 2040 ستة ملايين شخص. وهذا ما دعى أحد المهندسين العاملين في أعمال التوسيع بالشركة للقول إن هدف الشركة “أن يكون الوضع بعد انتهاء موسم الحج كما كان قبل الحج”، أي أن لا تقع أي حوادث مهما كان العدد كبيرا.