IMLebanon

ماريو دراغي يُنقذ أوروبا واليورو

MarioDragui1
طوني رزق
أثبت ماريو دراغي انّ رئيس البنك المركزي يستطيع لعب أدوار متعددة، ويستطيع تجاوز الاختلافات السياسية التاريخية في إطار دوره للحفاظ على الاستقرار النقدي، وبالتالي الاتحاد الاوروبي، للارتباط الكبير بين السياسة والاقتصاد والمال.

ويبدو انّ دوره في إنقاذ منطقة اليورو من دون التخلي عن اليونان، وفي حضّ الجميع على التقارب جعله يستحق لقب الرئيس الفعلي للاتحاد الاوروبي.

يتكلم البعض عن ماريو دراغي معتبراً إيّاه الرئيس غير المعلن للاتحاد الاوروبي. وبعد ثلاث سنوات من تعهده القيام بكل ما يلزم للدفاع عن اليورو، يبدو اليورو في وضع مقبول وجيّد لدعم النمو الاقتصادي. وتمكنَ ايضاً من إبقاء اليونان عضواً في الاتحاد، منقذاً اوروبا من الانقسام. كما انّ الاقتصاد الاوروبي بَدا بالفعل يُظهر تحسناً. كما تبدي الاسواق المالية هدوءاً واستقراراً مرضياً.

حتى الاوراق المالية الاسبانية، استحقاق العشر سنوات، سجّلت تراجعاً صحياً لعائداتها السنوية من 8 في المئة الى 2 في المئة مقارنة مع العام 2002. ومع دعم أقواله بالأفعال حافظ على استمرارية اليورو على رغم تراجع هذا الاخير بنسبة 9 في المئة هذا العام مقابل الدولار الاميركي. كما تمكّن من إقناع الجميع بسياسة خفض اسعار الفائدة الى ما يقارب الصفر في المئة،

واعتماد سياسات التحفيز الاقتصادي الاكثر ديناميكية، أي ضخّ الاموال والسيولة بقوة في الاسواق. وحوّل دراغي ايضاً البنك المركزي الاوروبي من بنك مركزي يتفاعل مع التطورات والاحداث الى بنك مركزي يقود التطورات والاحداث.

وواجه بقوّة السياسات القديمة التي كانت تقرر رفع الفائدة حتى وسط التباطؤ الاقتصادي الواضح، ونجح في مواجهة التعنّت الالماني، اللاعب الأكبر على الساحة الاوروبية، فحوّل السياسات والقرارات لتكون اكثر ليونة في عدة ملفات، وخصوصاً الملف اليوناني.

وما برح دراغي يتمسّك بتوفير الدعم المالي لليونان وغيرها من الدول الاوروبية، مواجهاً الاعتراضات والمقاومة الالمانية التي تقضّ مضاجع
اليونانيين تحديداً، والذين يعتبر الكثير منهم انّ المانيا تستبدل الهيمنة السياسية – العسكرية التاريخية بمحاولة الهيمنة الاقتصادية. وقد فوجئ الكثيرون بتمسّك دراغي بالدعم الاضافي المستعجل لليونان، لإدراكه انّ التأخير هو لأسباب سياسية وليس لأسباب اقتصادية.

وما برح يحضّ مختلف الحكومات في منطقة اليورو على التعاون لمعالجة الكثير من الملفات العالقة، والتي ما زالت تشكل تهديداً للاتحاد الاوروبي. وهذا ما يدفع الكثيرين لاعتباره الرئيس الفعلي للاتحاد الاوروبي.