IMLebanon

عوامل دفعت بالجنرال عون الى خيار التوافق في رئاسة “التيار”!

michel-aoun

 

 

أفردت الصحف المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي صفحات ومساحات واسعة في الساعات الماضية، خصصت لمواكبة التحضيرات الجارية لانتخابات رئاسة “التيار الوطني الحر”، وبعدها “التسوية” التي أبرمت داخل البيت الحزبي بمباركة واشراف رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون، ويتسلم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بموجبها دفة الشارع البرتقالي، خلفا لعمّه…

قيل الكثير في “اللا انتخابات”، وتفاوتت ردود الفعل بين مؤيد للتسوية لانها حافظت على ماء وجه “التيار” وصانت وحدته عبر تجنيبه معركة طاحنة كانت ستجعل “التيار” الخاسر الاكبر فيها حسب ما يؤكد المرحبون لـ”المركزية”، وبين رافض لها، لانها تركت ندوبا في وجه “الحزب” الذي يرفع لواء “التغيير والاصلاح”. فوفق أوساط المعترضين، حجّمت الخطوة “التيار” وأعادته الى خانة الاحزاب التقليدية القائمة على التوريث، فيما كانت الآمال معلقة عليه ليقدم نموذجا عن الاحزاب المتقدمة الحضارية التي تجدد نفسها من الداخل، الامر الذي يبدأ بالعودة الى قاعدتها والاستماع الى كلمتها.

على أي حال، بات واضحا ان عوامل عديدة دفعت بجنرال “التيار” الى الذهاب نحو خيار تجاوز الانتخابات والتوجه الى “التسوية”. فهو أدرك ان المعارضين لباسيل في الحزب كثر، وفوزه برئاسة الحزب سيترك شرخا عموديا داخل صفوفه، وقد يصل الخلاف الى حد خلق حالة انفصالية تغرّد خارج سرب باسيل، ما ينعكس وهناً في اداء “الوطني الحر”. ثانيا، ما كان باسيل لينتقل الى ضفة فريق النائب الان عون ان آلت رئاسة “التيار” الى الاخير، كما ان ترك الجنرال صهره أمر صعب لا بل مستحيل وهذا ما أثبتته الصولات والجولات التي خاضها عون كرمى لباسيل، ما كان ليصعّب على النائب عون مهمة ادارة الحزب. أخيرا، تلقى عون من حلفائه أكثر من نصيحة بتجنيب حزبه اي خضات لان الوقت غير مؤات لتصدع الفريق البرتقالي، ودعوه الى صون تماسكه ورص صفوفه…فكانت التسوية.

في المقابل، فجّر قرار العماد عون غضب عدد لا يستهان به من المحازبين والمناصرين، حيث شكلت صفحة “orange reform” (الاصلاح البرتقالي) على “الفيسبوك” منصة عبروا فيها عن عدم رضاهم على “التوريث السياسي” داعين الى تيار “وطني حر ديموقراطي وشفاف”. وفي السياق، أفادت اوساط “التيار”، “المركزية” ان اتصالات انطلقت وستتكثف في الايام المقبلة، لامتصاص غضب هؤلاء وهي مهمة يجب ان يتشارك فيها كل المسؤولين في الحزب في شكل جدي، وعلينا شرح الاتفاق الذي حصل والذي لا غالب ولا مغلوب فيه، للممتعضين، والتأكيد ان ما حصل هو أفضل ما يمكن تحقيقه في هذا الظرف، ويصب في مصلحة “التيار”.

ولمّا كان الامين العام السابق لـ “التيار” في فرنسا فارس يوسف لويس أعلن امس ترشحه لمنصب رئيس الحزب، في خطوة تدل الى عدم موافقته على التسوية، لفتت الاوساط الى ان “اذا تمكن لويس من تشكيل لائحة تضمّه مع نائبين، فان الانتخابات ستحصل ولا مانع من ذلك”، مؤكدة ان العماد عون ليس في وارد فصل اي محازب، بل يسعى الى استيعاب الجميع”.

وشرحت ان قطار التسوية التي حصلت سيوضع على السكة بعيد اقفال باب الترشيحات في 27 الجاري، وستتظهر مفاعيل الاتفاق خلال شهر تقريبا، خاصة لناحية التعديلات التي سيتم ادخالها على نظام التيار الداخلي، لتأمين اشراك الجميع في اتخاذ القرارات، على ان تكون جاهزة مع تسلم باسيل رئاسة الحزب في ايلول المقبل.