IMLebanon

لمن ستبتسم الـ”ليغا” لريال مدريد أم لبرشلونة؟

Real-Madrid-and-Barcelona

تقرير خالد مجاعص

ساعات قبل الانطلاق الرسميّ لبطولة الدوري الإسبانيّ، يبدأ عشّاق كرة القدم في العالم تجهيزاتهم لمتابعة البطولة الأوروبيّة الأشهر والأقوى والأبرز بين كلّ بطولاتها. فهنا، وبكلّ بساطة، يتصارع ريال مدريد مع برشلونة. وهنا أيضاً، تنطلق منازلة الأرجنتيني ليونيل ميسّي لخصمه اللدود البرتغاليّ كريستيانو رونالدو.

فمن دون حتّى البحث في الأسباب، فإنّ برشلونة وريال مدريد سيكونان مرشّحين فوق العادة كما كلّ عام لإحراز لقب البطولة. لكن هذا الموسم، لن تخلو الساحة لهما، لا بل هناك أربع أندية أخرى ستنافس على اللقب وهي: أتلتيكو مدريد البطل السابق، فالنسيا الحصان الأسود الدائم في الـ”ليغا”، ويضاف عليهما هذا الموسم أتلتيكو بلباو، قاهر الفريق الكاتالونيّ في نهائي كأس السوبر وفريق إشبيليّة بطل كأس الاتّحاد الأوروبيّ.

وعلى الرغم من هذا السيناريو، سيبقى برشلونة حامل لقب البطولة المرشّح الأوّل، ولو بفارق بسيط عن الريال للفوز بالبطولة الإسبانيّة. فنقاط القوّة في برشلونة هي هي، مع الثلاثيّ المرعب MSN أي ليونيل ميسي، لويس سواريز ونيمار. فهذا الثلاثيّ هو من دون أدنى شكّ أخطر ثلاثيّ عرفته ملاعب كرة القدم في السنوات العشر الأخيرة. فقد سجّل في الموسم الماضي كلّ من ميسّي 43 هدفاً ونيمار 22 هدفاً وسواريز 16 هدفاً أي أنّ مجموع ما سجّله هذا الثلاثيّ في الموسم الماضي هو 81 هدفاً، وهو رقم غير مسبوق في هذا المستوى من البطولات الأوروبيّة.

فالفريق الكاتالونيّ في انتظار تعافي جوهرته البرازيليّة نيمار من الإصابة لينضمّ إلى زملائه في الكتيبة اللاتينيّة ميسّي وسواريز. مدرّب برشلونة لويس أنريكه أراد في هذا الموسم كسر التحدّيات من خلال ضمّه إلى كتيبته الكاتالونيّة قائد أتلتيكو مدريد أردا توران. فبهذا الانتقال، يكون فريق برشلونة قد عزّز من قوّته في خطّ الوسط بعد استغنائه عن نجمه العجوز كسافي وعن لاعبه الموهوب بيدرو غير المرتاح في برشلونة، والذي انتقل منذ أيّام قليلة إلى تشلسي اللندنيّ ليطوي بذلك صفحة خلافه مع المدرّب أنريكه.

الخشية الوحيدة عند الجمهور الكاتالونيّ، هي في تدهور مستوى الفريق في الأسبوع الأخير قبل انطلاق البطولة، والتي تمثّلت بسقوطه الدراماتيكيّ بنتيجة 0-4 أمام أتلتيكو بلباو وبتلقّيه عشرة أهداف في آخر ثلاث مباريات خاضها في الأسبوعين الأخيرين. من هنا، تغيّرت النظرة إلى الفريق الكاتالونيّ من الفريق الذي لا يمسّ إلى الفريق الذي فقد كلّ توازنه دفاعيّاً. فبرشلونة، وفي ظرف أسبوع، نزل إلى مستوى الأرض، وهذه رسالة هي الأجمل التي يمكن للريال أن يتلقّفها بأفضل الطرق الممكنة.

فريال مدريد كما برشلونة هو المرشّح الآخر لإحراز لقب الليغا. وريال مدريد عمل جاهداً طوال فترة الصيف لإعادة بناء قوّته الضاربة. التغيير الأوّل في الريال جاء على صعيد المدرّب بعد استغناء الفريق الملكيّ عن مدرّبه الإيطاليّ كارلو أنشيلوتي، وقد كان التعاقد سريعاً ومن دون تردّد مع المدرّب الإسبانيّ رافاييل بنيتيز صانع أمجاد فالنسيا وصانع إنجازات ليفربول الإنكليزيّ، وهي خطوة ممتازة للقلعة البيضاء لترتيب أمورها الداخليّة. بنيتيز سيعمل بخبرته البريطانيّة إلى إعادة الثقة والتألّق إلى أغلى لاعب عرفته كرة القدم البريطانيّ غاريث بايل وإعادة الثقة إلى الكتيبة الإسبانيّة في الريال بقيادة سيرجيو راموس. والأهمّ أنّ اسم بنيتيز يلبّي اعتبارات البرتغاليّ كريستيانو رونالدو الذي كان اعتبر نهاية الموسم الماضي أنّ محاولة إزاحة أنشيلوتي هي كسر للخطوط الحمراء بينه وبين رئيس النادي فلورنتينو بيريز. وهكذا، يكون فريق الريال عرف كيف يحافظ على ملكه كريستيانو رونالدو صاحب الـ48 هدفاً في 35 لقاء خاضه الموسم الماضي، حيث أكّدت إدارة الفريق الملكيّ للأندية التي أرادت أو حاولت فتح قنوات تواصل مع النجم البرتغاليّ بأنّ الأخير ليس للمقايضة مهما كان الثمن.

أمّا ضربة المعلّم التي حقّقها ريال مدريد في الأيّام الأخيرة قبل انتقال الـ”ليغا” هي عبر خطفه جهود اللاعب الكرواتيّ الشاب ابن الـ22 عاماً فقط، ماتيو كوفاسيتش، لاعب نادي إنتر ميلان مقابل 30 مليون يورو.

وبدا واضحاً أنّ ريال مدريد في هذا الميركاتو لم يمارس هوايته المعتادة بصرف الأموال هنا وهناك كما اعتاد في السنوات الأخيرة مع فلورنتينو بيريز عاشق جمع النجوم العالميّين في ريال مدريد. فريال مدريد أبرم حتّى الآن 5 صفقات وأسماء هذه الصفقات لم تكن أبداً بتلك الأسماء الرنَّانة في الساحة الأوروبيّة ليبدو أنّ بيريز يبحث عن نهج جديد مع ريال مدريد بعيداً تماماً عن “جالاكتيكوس”.

ويبقى السؤال في ذهن المدريديستا حاليّاً: هل تغيّرت عقليّة بيريز في السوق؟ وهل بات يدرك أنّ الأموال ليست كلّ شيء في كرة القدم وليست العنصر الوحيد في تحقيق النجاحات؟ هذه هي قوة الإقناع الذي يتّقنها في شكل ممتاز الثعلب بنيتيز.

أيّام قليلة فقط تفصل ريال مدريد والأندية الأوروبيّة عن إغلاق الميركاتو… الاسم المرشّح بقوّة الآن ليكون صفقة بيريز المقبلة هو دي خيا والأرقام الممكنة لهذه الصفقة تتراوح بين 30 و35 مليون يورو… فهل ينهي بيريز السوق الصيفيّة بدفع مبلغ أقلّ ربّما ممّا دفعه فقط في التعاقد مع الويلزي غاريث بيل؟ ويبقى أنّ ريال مدريد الذي استغنى عن حارس مرماه كاسيياس قد طوى صفحة عانى منه الكثير في الموسم، وهو اليوم سيحاول خطف لقب البطولة من غريمه اللدود برشلونة الذي لم يتمكّن من الاحتفاظ بلقب البطولة سوى في مناسبتين فقط. فهل تكون الثالثة في موسم الـ2016 أو أنّ للفريق الملكي كلاماً آخر؟ يبقى من المؤكّد أنّ الملعب هذا الموسم لن يكون فقط للريال أم برشلونة.