IMLebanon

الإضطرابات تنعكس على السوق المالية في بيروت

beirut-stocks

طوني رزق

تأثرت بورصة بيروت أمس بما يجري في البورصات العالمية مع تداعيات الخسائر الكبيرة التي لحقت بالمتداولين منذ يوم الاثنين الماضي. وجاء التراجع الكبير لأسهم سوليدير التي اقتربت من مستوى الـ 10 دولارات وانخفضت اكثر من 6 في المئة أمس وتراجعت معها الاسهم المصرفية والصناعية اللبنانية أيضاً.

تراجعت أسهم شركة سوليدير بشكل دراماتيكي أمس مستكملة مسيرة نزولية طويلة، وبعد ان كانت كسرت حاجز الـ 11 دولاراً، ها هي تتجه للانخفاض دون مستوى الـ10 دولارات، أي دون سعر اصدارها الحقيقي والأساسي.

جاء ذلك أمس مع تدهور الوضع العام في البلاد، الأمر الذي دفع أسهم سوليدير الفئة (أ) للانخفاض بنسبة 6,36 في المئة الى 10,01 دولارات مع تبادل 23221 سهماً، كما تراجعت اسهم الشركة من الفئة (ب) بنسبة 2,56 في المئة الى 10,24 دولارات مع تبادل 15700 سهم.

امّا في الاسواق الخارجية فقد هبطت شهادات الايداع العمومية لسوليدير في سوق لندن (GDR) بنسبة 4,31 في المئة أمس الى 10 دولارات، وهو الأدنى منذ عدة سنوات.

ويبدو انّ الامور تتجه الى الاسوأ مع استمرار الدعوة الى التظاهر والاحتجاجات في وسط بيروت. وقد تخترق اسهم سوليدير في الجلسات المقبلة مستوى العشرة دولارات نزولاً، في اشارة سلبية جداً الى المزاج المسيطر في اوساط المستثمرين.

ويربط البعض بين هبوط واسع أمس في بورصة بيروت الرسمية للأسهم وبين الهبوط الحاد في الاسواق المالية العالمية حيث سجلت الخسائر بمليارات الدولارات لا بل بتريليونات الدولارات ايضاً. إلّا انّ بعض المستثمرين الذين تكبّدوا الخسائر في البورصات العالمية اتجهوا للبيع في بيروت للحصول على السيولة لتسديد الخسائر التي تكبدوها في الخارج.

وسجل أمس تراجع 7 اسهم في بورصة بيروت من اجمالي عشرة أسهم جرى تبادلها من خلال 70 عملية بيع وشراء داخل ردهة البورصة، وسجل تبادل 100016 سهماً قيمتها 1,06 مليون دولار.

وتراجعت اسهم بنك عودة (GDR) بنسبة 0,5 في المئة الى 5,97 دولارات واسهم بنك بيبلوس العادية بنسبة 1,82 في المئة الى 1,61 دولار واسهم بنك بلوم فئة (GDR) بنسبة 0,6 في المئة الى 9,85 دولارات.

كما تراجعت اسهم بلوم بنك فئة (2011) بنسبة 0,49 في المئة الى 10,10 دولارات، واسهم شركة هولسيم لبنان الصناعية بنسبة 5,03 في المئة الى 14,51 دولاراً، ولم يرتفع سوى سهم بيبلوس فئة (2009) بنسبة 0,09 في المئة الى 100,70 دولار.

أسواق الصرف العالمية

استعاد الدولار الاميركي بعض القوة أمس نتيجة خفض الصين لأسعار الفائدة الأمر الذي قلّص المخاوف في الاسواق العالمية، فتراجع اليورو بنسبة 1,02 في المئة الى 1,14 دولار، وارتفع الدولار بنسبة 0,64 في المئة الى 119,81 يناً، كما تراجع الجنيه الاسترليني بنسبة 0,55 في المئة الى 1,56 دولار، وارتفع الدولار بنسبة 0,55 في المئة الى 0,9447 فرنك سويسري.

وتبقى الامور مرهونة بالتطورات التي سوف يسجّلها الاقتصاد في الصين، لأنها أصبحت، وهي ثاني اكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة الاميركية، محور الاهتمام في الوقت الراهن نظراً لتأثيرها على وتيرة النمو في الاقتصاد العالمي.

وفي بورصات الاسهم الاوروبية تراجعت الاسهم أمس لينخفض مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 0,37 في المئة الى 6059 نقطة وبتراجع مؤشر داكس الالماني بنسبة 0,64 في المئة الى 10063 نقطة، وبهبوط مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 0,63 في المئة الى 4536 نقطة.

وبقيت الاسهم الاوروبية في دائرة الضعف امس مع استمرار الشكوك بشأن اتجاهات الاقتصاد في الصين على رغم ضخّ البنك المركزي الصيني نحو 21,8 مليار دولار في الاسواق لتحفيز النمو الاقتصادي.

ويبدو انّ تقلبات الاسعار بقوة سوف تبقى سائدة هذا الاسبوع في الاسواق العالمية. وفي آسيا، ومع ضَخ الصين السيولة، أقفل مؤشر نيكي في بورصة طوكيو مرتفعاً بنسبة 3,20 في المئة الى 18377 نقطة تفاؤلاً بالمعالجات التي تقوم بها السلطات النقدية في الصين.

لكنّ ذلك لم ينسحب على اسهم الصين، اذ تراجع مؤشر شانغهاي بنسبة 1,28 في المئة لليوم الثالث على التوالي هذا الاسبوع الى 2927 نقطة، كما تراجع مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 1,52 في المئة الى 21080 نقطة، وتراجع مؤشر سنغافورة بنسبة 0,46 في المئة الى 2873 نقطة.
وبعد إقفال بورصة وول ستريت أمس الاول على تراجع، اظهرت التداولات اتجاه الاسهم للارتفاع أمس مع سَعي الصين لمعالجة النمو الاقتصادي وتحفيزه.

وفي اسواق النفط تحسّن سعر النفط في نيويورك بنسبة 0,76 في المئة الى 39,62 دولاراً للبرميل لكنه بقي دون مستوى 40 دولاراً، وزاد سعر نفط برنت الخام في لندن بنسبة 0,28 في المئة الى 43,33 دولاراً للبرميل، ويتوقع ان يبقى الفائض في الانتاج عنصراً ضاغطاً على الاسعار في المستقبل المنظور.

امّا اسعار الذهب فتراجعت امس بنسبة 0,76 في المئة الى 1129,60 دولاراً للأونصة، كما تراجعت الفضة 2,26 في المئة الى 14,32 دولاراً للأونصة، وتضرّر الذهب من عودة شِبه الهدوء الى اسواق الاسهم العالمية.