أُقحم لبنان في «معركة الزبيدي» وأسعاره المرتفعة في الكويت ،عندما سرت أنباء عن تصدير هذا النوع من الأسماك الى «بلاد الأرز» وبيعه على موائدها بأسعار أقلّ مما هو عليه في الكويت؟
تنتشر سمكة الزبيدي، المسماة على اسم زوجة هارون الرشيد بسبب حبها لأكلها، في البحار الدافئة،لا سيما في الخليج العربي وجزر الكاريبي والمحيط الاطلسي، أما في لبنان فهي من نوع الاسماك العابرة وليس المستوطنة «ومع هذا لا نستوردها» بحسب وزير الزراعة اللبناني أكرم شهيب الذي أكد لصحيفة «الراي» الكويتية أن «لبنان لا يستورد هذا النوع من الاسماك، ولا توجد اتفاقية تجارية مباشرة بيننا وبين الكويت، وقد يُدخِلها المسافرون بكميات متفاوتة، ولا نستطيع منعهم، بل على الكويت أن تقوم بذلك».
ويوضح شهيّب ان لبنان يستورد أسماكاً طازجة من مصر وتركيا، مضيفاً: «نستورد يوميا اربعة اطنان سمك من هذين البلدين عبر الطائرات، كما نستورد بعض الاسماك من موريتانيا والسنغال وعلى رأسها الجربيدي».
وهذه السمكة بحسب رئيس جمعية تجار اللحوم المجمدة والمبردة في لبنان سميح المصري «كان يتم استيرادها من الكويت والامارات وغيرها من الدول، لكن بعد الحملة التي شنت على الغذاء في لبنان تم التوقف عن استيرادها».
وأبلغ المصري الى «الراي» ان هذه الاسماك «لها قيمة في الكويت كأهمية اللقز في لبنان، ولسنوات عدة كنا نستورد السمك من الكويت والامارات وهناك شركات لبنانية موجودة في هذه البلدان تقوم بالتصدير لا سيما سمك الهامور، والآن توقف استيرادها بعد الحملة على الغذاء، وتشكيك مختبرات الدولة بالبضاعة وإن كانت جيدة».
وعن أسعار سمكة الزبيدي أجاب: «كان سعرها مرتفعاً في حال كانت طازجة ومنخفضا اذا كانت مثلجة».
بدوره ،يؤكد رئيس نقابة مصدّري ومستوردي اللحوم والاسماك والخضار المجمدة والمبردة محمد مبسوط لـ«الراي» أن «لبنان لا يستورد هذا النوع من الاسماك كون لا سوق لها، على عكس الكويت التي تستورد كميات كبيرة منها من الهند وباكستان التي لديها النوعية ذاتها».
ويوضح صاحب ومدير متحف الحياة البحرية والبرية في لبنان الدكتور جمال يونس أنه بحسب التصنيف العلمي يوجد ثلاثة أجناس رئيسة من الزبيدي هي peperilus- stromateus – pamous مضيفاً: «هناك اربعة انواع من الزبيدي تم تصنيفها تحت جنس البامينوس pampus لكن هناك أنواعا عدة تحت الجنسين الآخرين peperilus- stromateus»، ويتابع: «الأنواع الاربعة متشابهة مع اختلاف بسيط في اجزاء من جسمها وزعانفها وفي شكل رأسها. لون جسمها أبيض فضي، زعانفها مائلة للصفار، رأسها داكن قليلا مقارنة بجسمها مع الاشارة الى انه لا يمكن تمييز الذكر عن الانثى من اللون او الشكل».
ويشدد يونس في حديث لـ«الراي» على انه لا توجد كميات تجارية من هذه الاسماك ،التي يبلغ متوسط طولها 30 سنتيمتراً ويمكن أن يصل كأقصى حد إلى 60 سنتيمتراً والتي تتكاثر في الربيع بين مارس وأول يونيو، مضيفاً: «موسمها صغير، وهي ليست مشهورة في لبنان كما ان الصيادين لا يقصدونها، باستثناء الكويتيين الذين يتقصدون اماكنها وهي موجودة بكميات جيدة على شاطئهم».
ويلفت الى «ان هذه السمكة التي تتميز عن غيرها من الاسماك بجسمها العريض عديم الزعنفة الحوضية وبعظمة فك ثابتة، وجسم مسطح، تُعرف في لبنان باسم الجمل في حين يسميها الانكليز الناظرة للاسفل»، مضيفاً: «هي غير مرغوبة من اللبنانيين كون شكلها كالصفيحة المعدنية، على عكس الكويتيين الذين يعرفون قيمتها الغذائية فهي غنية بالبروتين والاومغا 3، طرية، سهلة الهضم، سريعة الطبخ سواء مقلية او مشوية كونها رقيقة، مذاقها لذيذ، وهي من اولى الاسماك المفضلة لديهم، ومن بعدها تأتي سمكة الهامور».
ويشير يونس الى ان هذه السمكة «تتواجد على الشواطئ الرملية بين متر الى خمسين متراً، وهي تعيش على الاسماك الاصغر منها كالسردين والقريدس والسلاطعين الصغيرة. هجومية عند الجوع وسريعة كالبرق تنقضّ على فريستها من دون أن تترك لها مجالا لرؤيتها، كون لونها من لون مياه البحر»، موضحاً «أن أكبر سمكة تم اصطيادها الى الآن من هذا النوع قطرها 48.5 سنتم ووزنها 2 كيلو ووقية»، ولافتاً الى «ان الاتجاه اليوم هو الى وضع سمك الزبيدي في اوكواريوم نظرا لشكلها الجميل، واكبر مجموعة موضوعة في اوكواريوم موجودة في متحف موناكو».
إذاً «بلاد الأرز» خارج دائرة حملة «خليها تخيس»، فالزبيدي ليس فقط غير مشهور بل غير مرغوب كذلك في لبنان!