IMLebanon

القمة الروحية الوطنية ارجئت ولم تلغ والموعد الجديد خلال 10 ايام

Spiritual-summit-in-Bkirki

 

 

حتى ربع الساعة الاخير من القمة الروحية الاسلامية – المسيحية التي كانت على موعد في بكركي قبل ظهر اليوم بدت كل عناصر انعقادها متوافرة . حضور رؤساء الطوائف من دون استثناء تأمن وتأكد، القاعة جهزت لاستقبال المدعوين حتى ان المقاعد اللائقة بالضيوف الكبار وزعت في اماكنها ،البيان الختامي انجزت مسودته بخطوطها العريضة ، والاعلاميون حضروا منذ الصباح الباكر لتغطية الحدث. لكن المفاجأة جاءت في اللحظة الاخيرة، حينما تبلغت دوائر بكركي من المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى اعتذارا عن الحضور ، لاسباب تتصل بالوضع الصحي لقبلان.

وكشفت مصادر المعلومات “المركزية” أن مشاورات تمت بين القيادات الاسلامية افضت الى عدم المشاركة في القمة اليوم، لاسباب تتصل بوحدة الموقف الاسلامي . وتبعا لذلك ، ارتأت بكركي عدم الغاء القمة بل تأجيلها، علما ان المشاورات في شأن ترتيب موعد لاحق لعقدها لم تتوقف ، وقررت الاستعاضة عنها اليوم بقمة مسيحية – مسيحية.

وتحدث رئيس الفريق العربي للحوار المسيحي- الإسلامي القاضي عباس الحلبي لـ”المركزية”، عن سببين لارجاء القمة. الاول شكلي، حيث لم يتم التواصل والتشاور مع المشاركين في الوقت المناسب. والثاني موضوعي، بسبب المبادرة التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري ، حيث رأى بعض الحضور ان القمة قد تضعف الدعوة الى طاولة الحوار وتستبقها، بينما اعتبر آخرون انها قد تعززها وتعطيها دفعا اضافيا. من هنا، تقرر ارجاء القمة الى موعد لاحق لم يحسم بعد، بل هو قيد الدرس وقد يكون خلال 10 ايام.

واشارت المصادر للوكالة نفسها الى ان مستجدات الساعات الاخيرة قلبت بعض المعطيات التي حكمت مواقف التجاوب مع دعوة بكركي لاسيما حراك الشارع المطلبي وكثرة الطروحات السياسية بين داع الى انتخاب رئيس جمهورية اولا ومطالب بانتخابات نيابية وقانون انتخابي جديد قبل اي شيء ومؤيد لحوار وطني يبحث الملف الرئاسي وغيره على غرار مبادرة بري. وازاء تضارب خريطة الطريق بين القيادات السياسية بدا ، وفق المصادر، ان القيادات الاسلامية لا سيما الشيعية، التي تردد انها تولت ابلاغ سائر القيادات الاسلامية عدم المشاركة اليوم، فضلت عدم الالتزام باي مواقف تسبق الحوار الذي دعا اليه الرئيس بري او تتعارض ربما مع حراك الشارع وما قد يفضي اليه وقالت ان التروي في عقد القمة المشتركة الإسلامية – المسيحية جاء تماشيا مع اعطاء فرصة اكبر لمبادرة الرئيس نبيه بري التي دعت الى الحوار في مجلس النواب وتناولت مواضيع ادرجت في بيان القمة التمهيدي، ذلك ان غير ممكن المضي في البت بها قبل الحوار العتيد في ظل تعدد المواقف منها وخصوصا لجهة اولوية انتخاب الرئيس على الإنتخابات النيابية وغيرها من النقاط الخلافية ولن تقول القمة كلمتها، مخافة ان تأسر الحوار المنتظر في ساحة النجمة بين رئيس الحكومة ورؤساء الكتل النيابية بمواقف مسبقة، قد تنعكس على مسار الحوار او ان تفسر القمة الروحية على انها قوطبة على مبادرة بري الحوارية.

واوضحت المصادر ان المكون السني الذي ينظر بريبة الى حراك الشارع بعدما وضع شعار اسقاط الحكومة وهو ما يعتبره هذا المكون استهدافا مباشرا له، فضلّ بدوره عدم انعقاد القمة خصوصا ان بكركي دعمت مطالب المتظاهرين المؤيدة لاسقاط رئيس الحكومة ووزير الداخلية . وربطت بين إرجاء القمة والغاء اللقاء الإسلامي السني الموسع الذي كان مقررا امس في دار الفتوى ، خشية ان يفسر كخطوة سنية في مواجهة الشارع الذي ترحب به القيادات الشيعية وفي ظل اللغط الحاصل عن مشاركة ابناء مناطق معينة في بيروت في التظاهرات عملوا على اثارة الشغب محملينهم مسؤولية نشر الشعارات المسيئة الى الرئيس رفيق الحريري والتعبير عن رفضهم لكل ما يجري في منطقة سوليدير وكأنها “وقف سني” كما قال احد القيادات السياسية البيروتية.

والى الاعتبارات المشار اليها، قالت المصادر انه لم يفت القيادات الاسلامية، ان بكركي اعلنت دعمها للمتظاهرين واحقية مطالبهم وشعاراتهم وهي تستهدف في جزء اساسي منها رئاستي المجلس النيابي والحكومة ، فقررت عدم الالتحاق بهذا المركب وتلافي تداعياته على المستوى السياسي والشعبي ، اضافة الى ان عقدة انتخاب رئيس جمهورية ،مسيحية بامتياز ومعروف مكمنها ، وتاليا فان قمة مسيحية- مسيحية قد تفي بالغرض من دون الحاجة الى اخرى مسيحية- اسلامية راهنا.

وكشفت المصادر لـ”المركزية” الى ان مشروع البيان الذي كان سيصدر عن القمة الاسلامية- المسيحية، وضع بالصيغة ما قبل النهائية في انتظار القراءة الأخيرة للقادة الروحيين، ويقع في صفحة ونصف الصفحة ويتضمن بندا اساسيا يدعو الى اولوية انتخاب رئيس الجمهورية ويعتبر ان التأخير في انجاز الإستحقاق سبب في معظم المشاكل التي تعانيها البلاد، ولذلك فان هذا الاستحقاق هو الباب الحقيقي لاي اصلاح يطالب به الجميع باشكال مختلفة.ويتناول مشروع البيان ايضا الوضعين الإقتصادي والإجتماعي في البلاد ويدعو الى معالجته بتحصين موارد الدولة ومكافحة الفساد وانتظام العمل في المؤسسات، اضافة الى ادانة ما تقوم به الجماعات الأرهابية التي تتلبس الإسلام ودعوة الى حماية مسيحيي الشرق على انهم مكونات المنطقة تاريخيا وهم سبب غناها.